تجاهل رئيس الانقلاب عبد الفتاح السيسي، في خطابه الخميس، بمناسبة عيد العمال، الإشارة إلى العمال المصريين الذين تعرضوا للقتل في ليبيا، وبلغ عددهم زهاء الثلاثين، كما تجاهل الإشارة إلى منح العمال علاوة ينتظرونها كل عام في هذه المناسبة، التي مارس معها السيسي عادته في تبكيرها ثلاثة أيام، إذ تحل الأحد.
واكتفى السيسي بكلمات مبهمة قال فيها: "أؤكد على الالتزام والاهتمام الذي توليه الدولة المصرية لصون حياة وكرامة المواطنين المصريين، سواء المقيمين على أرض الوطن، أو في الخارج.. اتخذت الدولة كافة التدابير الأمنية والقانونية اللازمة لحمايتهم، والدفاع عن أرواحهم وحقوقهم"، وفق قوله.
لا علاوة
ارتبط الاحتفال بذكرى يوم العمال في مصر، بقيام رئيس الجمهورية، بإلقاء خطاب للشعب المصري، يتضمن مناشدات مالية، كقول مواطن للرئيس المخلوع حسني مبارك: "العلاوة يا ريس"، وبالنسبة للسيسي في عامي 2015 و2016، قيل له في احتفالات العامين: "بنحبك يا سيسي".
ولم يشر السيسي إلى أي علاوة، وإنما قال إنه سيدعم صندوق الطوارئ المخصص للعاملين بمائة مليون جنيه من صندوق "تحيا مصر"، لأنه يقوم بدور كبير في مساعدة العمال والعاملين أثناء الظروف الصعبة، على حد قوله.
وقال: "أجدد تكليفي للحكومة بأهمية منح الأولوية لتلبية احتياجات المواطنين، وأشدد على ضرورة مكافحة الفساد والغلاء والعمل على ضبط الأسعار، ودراسة هامش الربح الذي يتخطى أحيانا بشكل مبالغ فيه القيمة الحقيقية التي تم شراء أو استيراد السلع بها".
وأضاف: "أنوه إلى ضرورة دعم دور جهاز حماية المستهلك وأجهزة الرقابة على الأغذية والأدوية بما يحقق صالح المواطنين خاصة محدودي الدخل والفئات الأولى بالرعاية".
وأردف: "أؤكد أهمية دعم صندوق الطوارئ من أجل مساعدة العاملين في القطاعات التي تواجه ظروفا صعبة مثل قطاع السياحة.. وأعتزم دعم صندوق الطوارئ بتخصيص مائة مليون جنيه من صندوق "تحيا مصر"، وفق وصفه.
حبيتك من قبل ما أشوفك
وكعادته في خطاباته، وعلى شاكلة الخطاب الذي ألقاه في العام الماضي، تم الحرص على إظهار جوانب تعاطف جماهيري مع السيسي.
وعلى الرغم من أن عمال مصر الحقيقيين، لم يكونوا ممثلين في لقاء السيسي، وإنما حضرته قيادات عمالية، على طريقة نظام الرئيس المخلوع حسني مبارك، بحشر المصفقين والمؤيدين.
إلا أن إحداهن، قامت لتقول، في ختام خطاب السيسي، بعد أن قاطعته: "حبيتك من قبل ما أشوفك.. ربنا ينصرك ويحفظك لمصر يا ريس"؛ ليرد عليها: "ربنا ينصرنا ويحفظنا جميعا". واختتم السيسي خطابه مكررا ثلاث مرات كالمعتاد: "تحيا مصر.. تحيا مصر.. تحيا مصر".
وهتف عامل، ينتظر التكريم هو يوسف على محمد، خلال الكلمة، قائلا: "يا ريس عاوز أسلم عليك"، مؤكدا أنه لم يشعر بنفسه خلال خطاب السيسي، وتلهف لمصافحته.
وقال يوسف، لاحقا في تصريحات صحفية، إنه بمجرد أن سمح له السيسي، قام بمصافحته، وتقبيل رأسه: "حسيت إنه أبويا.. وأبونا كلنا".
حداد العمال في يومهم
في المقابل، قررت تنسيقية "تضامن" العمالية - في بيان أصدرته - إعلان يوم عيد العمال في الأول من أيار/مايو المقبل (الأحد)، يوم حداد للعمال المصريين، تعبيرا عن حقيقة أوضاعهم خلال هذا العام، وتنديدا بالهجوم المستمر لتحالف الحكومة وأصحاب الأعمال عليهم، وبالتعاون مع الاتحاد الحكومي المعادي للعمال.
وأشارت التنسيقية - في بيان أصدرته - إلى اتفاق عدد من القيادات العمالية المستقلة، على عدم وجود أسباب تدفع العمال المصريين للاحتفال في يوم عيد العمال، مؤكدة أن العيد يأتي هذا العام في ظل التدهور المستمر لحقوق كل من يعمل بأجر.
وكشفت التنسيقية (المكونة من 36 اتحادا ونقابة)، أن الاجتماع الذي دعت له مع عدد أوسع من القيادات العمالية المستقلة، والمنحازة لمطالب وهموم أعضائها، إلى مسمى يوم حداد "الطبقة العاملة المصرية"، وتنظيم وقفة الحداد في الأول من أيار/مايو المقبل، يأتي تعبيرا عما تعيشه الطبقة، وتنديدا بما تقوم به الحكومة المصرية من هجوم، وعداء على العمال المصريين، على حد تعبيرها.
واتهمت التنسيقية الحكومة بأنها "ما زالت مستمرة في محاولاتها لإصدار تشريعات تنتقص من حقوق العمال، وتعمل على إهدار حقوقهم، في تحد واضح لمطالب العمال، ولنصوص الدستور، والاتفاقيات الدولية".
وتابعت أن الحكومة ما زالت أيضا تحاول العمل على إصدار قانون للعاملين بالدولة ينتقص من حقوقهم، ويستهدف تشريد الملايين من الموظفين المصريين، ويحد من تفشي الوساطة، والمحسوبية.
وحذرت من أن الدولة توسعت في هجومها على التنظيمات النقابية المستقلة، حيث كشفت قرارات عدد من وزرائها عن فجاجة عداء الدولة لتلك التنظيمات، ناهيك عما تكشفه مسودة مشروع قانون التنظيم النقابي، المقدم من الحكومة عن مدى هذا العداء، ومخالفته الواضحة لحق الحريات النقابية، ومخالفتها ليس فقط لنصوص مواد الحق في التنظيم النقابي في المعاهدات والمواثيق الدولية، لكن أيضا لمخالفته الواضحة للحريات النقابية وفقا للدستور المصري.
وأشار البيان إلى أن مشروع وزارة القوى العاملة لقانون القطاع الخاص المزمع تقديمه لمجلس النواب، يظهر مدى عداء الدولة للعمال المصريين، وانحيازها الواضح لأصحاب العمل، على حساب حقوق ومكتسبات الطبقة العاملة المصرية، وهو الأمر الذي تكشفه أيضا مشاريع الحكومة لقوانين أخرى كقانون التأمين الصحي وقانون المعاشات والتأمينات، المقترحين من الحكومة لإقرارهما بمجلس النواب، اللذين يفتقدان الفلسفة التي تفرض ضرورة الحفاظ، والحماية لحقوق الأطراف الأكثر ضعفا.
فض اعتصام أصحاب المعاشات
وفي إطار جهود الحكومة لتلافي أي احتجاجات تعكر صفو المناسبة، أعلن رئيس لجنة التضامن الاجتماعي وشؤون الأسرة وذوي الإعاقة بمجلس النواب، عبد الهادي القصبي، التوصل إلى اتفاق مع أصحاب المعاشات لفض اعتصامهم الذي بدأ منذ يومين بمقر حزب التجمع.
وقال القصبي - في تصريحات صحفية، الخميس - إن اللجنة بحثت قضية أصحاب المعاشات مع ممثلي وزارة التضامن، وإنه تم الاتفاق مع أصحاب المعاشات، على فض اعتصامهم على أن يكون هناك تواصل معهم من جانب اللجنة والوزارة.
وتابع أن مطالب أصحاب المعاشات معلنة للكافة ومعروفة، وأن لجنة التضامن الاجتماعي بالمجلس ستعقد اجتماعا معهم يحدد موعده لاحقا، للاستماع لهم، والوقوف بدقة على هذه القضية، ومطالبهم.
ونظم الاحتفال الاتحاد العام لنقابات عمال مصر، وحضره رئيس الوزراء شريف إسماعيل، وشيخ الأزهر أحمد الطيب، وعدلي منصور الرئيس المؤقت السابق بعد الانقلاب، رئيس المحكمة الدستورية العليا، والبابا تواضروس الثاني، ولفيف من الوزراء ورؤساء الوزراء السابقين، والقائم بأعمال محافظ القاهرة، وسفراء بعض الدول وكبار المسؤولين في الدولة وقيادات وزارة القوى العاملة، فضلا عما يزيد على ألف قيادة عمالية، تم حشرها من جميع المحافظات، وأغلبهم من فلول الحزب الوطني المنحل.
قوم فرعون اللي هم المصريون وصفوا في القرآن الكريم بأربع صفات:
الفسق - الفساد - الظلم - النفاق.
ربنا لا تؤاخذنا بما فعل السفهاء منا............ ولا تسلط علينا بذنوبنا من لا يخافك ولا يرحمنا ................... يارب العالمين.