منعت صحيفة "
الأهرام" نشر مقال رئيس مجلس إدارتها، أحمد السيد النجار، للأسبوع الثاني على التوالي، في الوقت الذي ارتكبت فيه خطأ كبيرا بمانشيتها، الاثنين، كان طرفه رئيس الانقلاب عبدالفتاح
السيسي نفسه.
فقد نشرت "الأهرام" اعتذارا عن عدم نشر مقال "النجار" الأسبوعي. وقالت: "يعتذر الأستاذ أحمد السيد النجار عن عدم كتابة مقاله الأسبوعي".
وكان "النجار" لم ينشر مقاله يوم الاثنين الماضي أيضا، عقب توقيع اتفاقية ترسيم الحدود بين
مصر والسعودية .
لكن "النجار" فاجأ الجميع بنشر مقاله الممنوع من النشر في جريدته، على صفحته بموقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك"، تحت عنوان: "تيران وصنافير وقواعد تأسيس الأوطان والدول"، طرح مجددا فيه موقفه من أزمة جزيرتي تيران وصنافير، إذ يعترض النجار على قيام السيسي بالتنازل عنهما إلى السعودية.
وفي مقاله، شدد "النجار" على أن "الوطن لا يُعار في الوغى ويُستعاد وقت السلم"، مضيفا أنه سواء في التاريخ القديم أو الوسيط أو الحديث، والخرائط المتاحة من تلك العصور، فإن الجزيرتين والبحر الأحمر وخليج العقبة كانت تحت سيادة مصر أيا كانت الدولة التي تحكمها.
وأضاف أنه "لم يقطع هذا السياق الخالص لملكية مصر للجزيرتين على مر التاريخ سوى قيام بريطانيا التي كانت تحتل مصر بنقل تبعية الجزيرتين للملكة العربية السعودية عند تأسيسها عام 1932، حيث وقفت بريطانيا بكل قوتها وراء تأسيسها بعد أن أنهت حلم الشريف حسين ببناء دولة عربية كبرى تضم المشرق العربي بأسره".
واستطرد النجار أنه "عندما حانت ساعة الحقيقة، وتعرضت الجزيرتان للتهديد من الكيان الصهيوني، أعادت المملكة العربية السعودية الجزيرتين لمصر للدفاع عنهما، وعمدت مصر ملكيتها لهما، واستعادتهما للوطن الأم بالدم في معارك الدفاع عنهما، وأقر المجتمع الدولي، وحتى الكيان الصهيوني، بملكية مصر للجزيرتين عبر اتفاقيات التسوية السياسية"، على حد قوله.
والأمر هكذا، اختتم "النجار" مقاله بقوله إنه "ولاعتبارات عملية، فإن معالجة هذه القضية ينبغي أن تنطلق من قواعد الحق والحقائق والعدل والصالح العام لمصرنا العظيمة، ولأمنها القومي، وللاستقرار الإقليمي"، بحسب قوله.
خطأ في مانشيت "الأهرام"
أخطأت الصحيفة في وضع المانشيت الرئيسي لها حيث نشرت "الرئيس مصر دولة مدنية تحترم الحريات وحقوق الإنسان"، مشيرة إلى "قمة مصرية فرنسية برئاسة السيسي وأولاند تبحث الملفات الدولية.. الزعيمان يشهدان توقيع 18 اتفاقية بقيمة 81 مليار يورو".
وكان الصواب هو القول: "الرئيس: مصر دولة مدنية تحترم الحريات وحقوق الإنسان".
لكن الصحيفة نسيت وضع علامة الترقيم "النقطتان الرأسيتان" (:)، بعد كلمة "الرئيس"، وهي علامة ترقيم تتكون من نقطتين متساويتين في الحجم، تقعان على خط عمودي واحد، ورمزها (:).
وبصورة عامة، تستخدم النقطتان الرأسيتان لإعلام القارئ بأن ما سيأتي سيثبت ويوضح، أو حتى يعدد ما سبق ذكره، وأبرز مواضع استعمالهما بعد القول أو ما هو في معناه (حكى، حدث، أخبر، سأل، أجاب، روى، تكلم).
وقال متابعون إن "عدم وضع النقطتين الرأسيتين بعد كلمة "الرئيس" تعني أنه - كما جاء في المانشيت-: "الرئيس مصر دولة"، وأن "مصر دولة الرئيس"، وأن "دولة مصر الرئيس"، مشيرين إلى أن مانشيت الأهرام الخاطئ هو عنوان المرحلة بالفعل".
وأوضحوا أن إعلام الانقلاب يقوم بتسويق فكرة أن السيسي هو مصر، وأن مصر هي السيسي، فيما يروج رئيس النظام نفسه لأفكار من مثل أن "إسقاط نظام السيسي يعني إسقاط دولة مصر"، وأن "الحفاظ على مصر كدولة يستلزم الحفاظ على نظام حكم السيسي".