اعترفت الصحف التابعة لنظام
السيسي في
مصر، أو المقربة منه، بأن اتفاقية ترسيم الحدود البحرية التي تم التوقيع عليها مع السعودية انتهت بالتنازل عن جزيرتي "
تيران" و"
صنافير" الاستراتيجيتين في البحر الأحمر، في تطور لافت بهذا الملف، حيث لم يجرؤ أي من رؤساء مصر السابقين على التصرف بهاتين الجزيرتين، بل أعلنهما المخلوع حسني مبارك "محميات طبيعية" منذ العام 1983.
وأعلنت كل من مصر والسعودية ظهر الجمعة عن التوقيع على اتفاقية ترسيم الحدود البحرية بين البلدين، وذلك من بين 16 اتفاقية تم التوقيع عليها خلال زيارة الملك سلمان بن عبد العزيز إلى القاهرة ولقائه بعبد الفتاح السيسي الذي يستولي على منصب الرئيس منذ الانقلاب العسكري الذي قاده في الثالث من تموز/ يوليو 2013.
وقالت جريدة "الفجر" المقربة من نظام السيسي، والتي يرأس تحريرها عادل حمودة، عبر موقعها الإلكتروني مساء السبت إن وزارة الخارجية المصرية ستصدر بيانا عن اتفاقية ترسيم الحدود مدعم بالوثائق التي تثبت ملكية السعودية لجزيرتي "تيران وصنافير"، وذلك في إعلان واضح بأن مصر تنازلت عن الجزيرتين لصالح السعودية مقابل المبالغ المالية التي وعدت الرياض بضخها لمصر خلال السنوات المقبلة.
وفي حال صح وجود وثائق لدى الخارجية المصرية تثبت أن السعودية تركت الجزيرتين لمصر، فإن السؤال الذي يتبادر إلى الأذهان هو: لماذا لم توافق مصر طوال السنوات الماضية على إعادتها للسعودية ووافقت الآن فقط؟ وإذا كان الادعاء بأن السعودية تركت الجزيرتين لمصر في مواجهة إسرائيل، فلماذا لم تعد مصر هاتين الجزيرتين للسعودية بعد توقيع اتفاق السلام في العام 1979؟
وأثارت مسألة الجزيرتين حالة من الجدل الواسع على شبكات التواصل الاجتماعي، حيث ربط الكثيرون بين التنازل عنهما اليوم، وبين المزاعم قبل عامين بأن الرئيس محمد مرسي تنازل للسودان عن منطقة "حلايب" المتنازع عليها، ليتبين بأن مرسي لم يفعل ذلك، وسرعان ما فعلها السيسي حيث "تنازل عن أراض مصرية للسعودية مقابل حفنة دولارات"، بحسب ما يقول المغردون والنشطاء على الإنترنت.
وتداول نشطاء على الإنترنت معلومات مفادها أن "السيسي تنازل عن جزيرتي تيران وصنافير للسعودية، مقابل 2 مليار دولار سنويا +25% من قيمة الغاز والبترول المستخرج منهما".
وتمهيدا لإعلان التنازل عن الجزيرتين، نشرت جريدة "الدستور" المقربة من النظام في مصر تقريرا مطولا أيضا يهدف إلى القول بأن الجزيرتين تابعتين للسعودية، وأنهما ليستا من أراضي مصر، في تمهيد واضح للرأي العام بشأن التنازل عن الجزيرتين للمملكة.
أما موقع "البوابة" الممول من نظام السيسي، فنشر مساء السبت تقريرا وصفه مراقبون بأنه "مضحك"، حيث وضع الموقع عنوانا يقول: "صنافير.. جزيرة تعود لحضن الوطن"، قائلا بأنها "جزيرة سعودية كانت تديرها مصر"، في استخفاف واضح بعقول المصريين البسطاء ومحاولة لتبرير التنازل عنها.
وتصدر الوسم (عواد باع أرضه) قائمة الهاشتاغات الأكثر تداولا في مصر على "تويتر" مساء السبت بسبب التنازل عن جزيرتين للسعودية مقابل مجرد وعود بالحصول على أموال ومشروعات في المستقبل.
وقال أحد النشطاء: "لم يجرؤ مبارك على فعلها ولم يجرؤ مرسي على فعلها ... من تكون يا سيسي حتى تعتقد أنك باستطاعتك فعلها والله لن يكون".
وأضاف ناشط آخر: "ما هو لو كان الممثل هاني رمزي باع حقنا في المال العام في فيلم عايز حقي كان زمنا مش زعلانين إن السيسي باع تيران وصنافيرء".
وتابع آخر: "زمان علمونا إن الأرض زي العرض اللي يفرط فيها كأنه بيفرط في عرضه".