أعلنت الرئاسة
المصرية أن زيارة العاهل السعودي،
الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود، للقاهرة، ستستمر خمسة أيام، بدءا من اليوم الخميس، يتخللها توقيع
اتفاقيات ومباحثات رئاسية.
وقال المتحدث باسم الرئاسة المصرية، السفير علاء يوسف، في بيان صادر عنه إن "خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز من المقرر أن يصل القاهرة الخميس، ليبدأ زيارته إلى بلده الثاني مصر ضيفا عزيزا عليها"، مشيرا إلى أن " الزيارة من المقرر أن تستمر خمسة أيام".
وأضاف يوسف في البيان الرئاسي المصري، أنه "من المقرر إجراء مراسم الاستقبال الرسمي للملك سلمان بن عبد العزيز، تليها جلسة مباحثات بين الجانبين، وسوف يعقد الرئيس عبد الفتاح
السيسي والعاهل السعودي جلسة مباحثات ثانية يوم الجمعة، يعقبها حضور مراسم التوقيع على عدد من الاتفاقيات بين البلدين"، دون أن يحددها.
وتابع: "كما سيشمل برنامج زيارة الملك عدة زيارات ومقابلات مع كبار الشخصيات والمسؤولين المصريين (لم يحددهم ولم يحدد توقيت اللقاء معهم)، بالإضافة إلى عقد لقاء مع أعضاء مجلس الأعمال المصري السعودي".
وقال يوسف إنه من المنتظر أن تتناول المباحثات بين السيسي والعاهل السعودي "القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك، فضلا عن التنسيق والتعاون على جميع الأصعدة بين البلدين في مواجهة ما يتعرض له الأمن القومي العربي والخليجي من مخاطر إقليمية وخارجية".
وبيّن أن "موضوعات التعاون الاقتصادي بين البلدين ستستأثر بجانب كبير من المباحثات، وذلك في ضوء حرص الجانبين على دعم وتوثيق العلاقات الاقتصادية والتجارية بما يخدم المصالح المشتركة للبلدين والشعبين الشقيقين"، وفق البيان.
وأوضح المتحدث الرئاسي المصري أن "ما تشهده العلاقات المصرية
السعودية من تميز على جميع المستويات يُشكل درعا لحماية المصالح العربية ويضرب مثلا للعمل العربي المشترك".
احتفاء الصحافة المصرية
قالت صحيفة الجمهورية المصرية في تعليقها على الزيارة المرتقبة للملك سلمان: يستقبل الرئيس عبدالفتاح السيسي اليوم الملك سلمان بن عبدالعزيز خادم الحرمين الشريفين والوفد المرافق له، والذي يصل القاهرة في زيارة رسمية لمصر تمتد من 7 إلي 10 أبريل الحالي.
وأضافت الصحيفة أن مباحثات القمة بين الزعيمين ستتناول القضايا المحورية ذات الاهتمام المشترك، مع إعطاء الأولوية لملف الإرهاب الذي لا يهدد المنطقة فقط.. بل العالم كله.
وبحسب "الجمهورية"، فإن البرنامج الحافل لزيارة الملك سلمان، سوف يشهد استقبالا رسميا، وصورا تذكارية لكلا الزعيمين، كما أن الرئيس السيسي والملك سلمان سيوقعان سلسلة واسعة من الاتفاقيات ومذكرات التفاهم الخاصة بالمشروعات الاستثمارية والتنموية المشتركة بين البلدين، وذلك في قصر الاتحادية بالقاهرة، حيث من المقرر أن يلقي الرئيس السيسي كلمة ترحيب بضيف مصر العربي الكبير.
القاهرة والرياض.. شراكة تتحدى العواصف
تحت هذا العنوان، قالت صحيفة "المصري اليوم" إنها علمت من مصادر سعودية مطلعة، أن خادم الحرمين الشريفين، الملك سلمان بن عبدالعزيز، المقرر زيارته للقاهرة، غدا، والرئيس عبدالفتاح السيسي، سيشهدان مراسم التوقيع على 21 اتفاقية ومذكرة تفاهم سبق الاتفاق بشأنها، خلال اجتماعات المجلس التنسيقي المصري- السعودي.
وأضافت المصادر، في تصريحات لـ"المصري اليوم"، أن الاتفاقيات ومذكرات التفاهم تتضمن اتفاقيات تعاون بين كل من مصر والسعودية في مجالات: منع الازدواج الضريبي، الزراعة، الاستخدامات السلمية للطاقة النووية، الكهرباء، الإسكان، التربية والتعليم، العمل، النقل البحري والموانئ، الثقافة، والإذاعة والتلفزيون، فضلا عن اتفاقيات المشاريع الواردة ضمن برنامج الملك سلمان بن عبدالعزيز لدعم مصر.
وتابعت بأن أبرز هذه المشاريع المتعلقة بتنمية شبه جزيرة سيناء بإجمالي 1.5 مليار دولار، وإنشاء جامعة الملك سلمان بن عبدالعزيز بمدينة الطور، ومشروع إنشاء طريق محور التنمية بطول 90 كيلومترا، ومشروع إنشاء أربع وصلات بطول إجمالي 61 كيلومترا، تربط محور التنمية بالطريق الساحلي ومشروع إنشاء تجمعات سكنية ومشروع إنشاء تجمعات زراعية، بحسب "المصري اليوم".
وقالت المصادر إن من بين هذه المشروعات مشروع إنشاء ورصف طريق «ممر الجدى»، بوسط شبه جزيرة سيناء، بالإضافة إلى مشروع إنشاء محطة معالجة مياه ثلاثية (لمعالجة مياه مصرف المحسمة)، ومشروع إنشاء سحارة جديدة لنقل مياه النيل إلى شبه الجزيرة، ومشروع إنشاء طريق «النفق- طابا» بوسط سيناء، ومشروع تطوير طريق آخر.
وأوضحت المصادر أن مشروع جامعة الملك سلمان بمدينة الطور يعد أحد أهم وأضخم المشاريع في برنامج الملك سلمان بن عبدالعزيز لتنمية شبه جزيرة سيناء، حيث يهدف هذا المشروع إلى الارتقاء بالمستوى العلمي ورفع التوعية والتعليم بالمنطقة، وسيتيح المشروع لسكان سيناء وغيرها فرصة للتعليم الجامعي، ويؤهلهم للالتحاق بمختلف مجالات العمل، بتكلفة تبلغ نحو 300 مليون دولار، موضحة أنه من المتوقع أن يتم إنجاز المشروع بنهاية عام 2018، وفقا للصحيفة.
أما صحيفة اليوم السابع، فوضعت في "بنر خاص" ترحيبا بزيارة الملك سلمان أشادت فيه بإنجازاته ومآثره وسيرته الذاتية.
المجلس التنسيقي السعودي المصري
من جهتها، قالت وزيرة التعاون الدولي المصرية، سحر نصر، مسؤولة المتابعة لملف اجتماعات المجلس التنسيقي المصري- السعودي، إن برنامج خادم الحرمين الشريفين لدعم مصر يشمل، بالإضافة إلى تنمية سيناء، برنامجا إنسانيا لتحسين ودعم الخدمات الصحية الحكومية، وفى مقدمتها مشروع تطوير قصر العيني، بحسب تصريحات خاصة لصحيفة "المصري اليوم".
وأكدت نصر أن الاجتماعات واللقاءات المكثفة التي عقدها مجلس التنسيق المصري- السعودي في القاهرة والرياض، والتي شارك فيها الوزراء المعنيون في الجانبين المصري والسعودي، شهدت التوقيع على العديد من الاتفاقيات المهمة، منها مذكرة اتفاق بشأن برنامج الملك سلمان بن عبدالعزيز لتنمية شبه جزيرة سيناء بمبلغ مليار ونصف المليار دولار أمريكي، بين وزارة التعاون الدولي والصندوق السعودي للتنمية، وفقا للصحيفة.
وأشارت صحيفة "المصري اليوم" إلى تصريحات الوزيرة التي كشفت فيها أن من بين هذه الاتفاقات اتفاقية تمويل توريد مشتقات بترولية بين الصندوق السعودي للتنمية والهيئة المصرية العامة للبترول وشركة أرامكو السعودية لتجارة المنتجات البترولية، بشهادة وزارة التعاون الدولي لمدة خمس سنوات، ومذكرة تفاهم لتشجيع الاستثمارات السعودية بمصر بين وزارة الاستثمار وصندوق الاستثمارات العامة بالمملكة العربية السعودية، التي حضرها طارق عامر، محافظ البنك المركزي المصري، وأيضا اتفاقية سابقة لتوريد مشتقات بترولية لمدة ثلاثة أشهر، واتفاقية أخرى لتمويل توريد مشتقات الغاز الطبيعي بقيمة 250 مليون دولار أمريكي.
وقالت الوزيرة لصحيفة "المصري اليوم": "إن المجلس التنسيقي المصري- السعودي سيواصل عمله في متابعة تنفيذ كل ما تم الاتفاق عليه من مشاريع ومذكرات تفاهم، وأبرز الملفات التي سيتم التركيز عليها تشمل مشروع تنمية سيناء وتمويل الشباب عبر المنح السعودية التي بدأ تخصيصها لجمعيات أهلية؛ بهدف ضمان وصول هذه التمويلات للشباب بإشراف ومتابعة حكومية، فضلا عن مشاريع خدمية أخرى في مجالات الصحة والتعليم والخدمات على مستوى الجمهورية.
من الجدير بالذكر أن عام 2013 شهد لقاءين اثنين بين مسؤولين مصريين وسعوديين، وارتفعت اللقاءات والزيارات إلى 14 لقاء وزيارة في 2014 ، و19 في 2015 ، ووصلت إلى 6 في الربع الأول من عام 2016.
وفي 11 تشرين ثاني/ نوفمبر 2015، وقّع البلدان اتفاقا لإنشاء مجلس تنسيق مشترك لتنفيذ "إعلان القاهرة"، الذي صدر في ختام زيارة الأمير محمد بن سلمان، ولي ولي العهد السعودي، إلى مصر، في 30 حزيران/ يوليو من العام نفسه، وعقدت عدة اجتماعات بين البلدين، وينتظر التوقيع النهائي بحضور العاهل السعودي بالقاهرة.
وتضمن نص "إعلان القاهرة" عددا من المحاور، بينها الاتفاق على تطوير التعاون العسكري، والعمل على إنشاء القوة العربية المشتركة، وتعزيز التعاون المشترك، والاستثمار في مجالات الطاقة والربط الكهربائي، والنقل، وتحقيق التكامل الاقتصادي بين البلدين.