احتجاج للأطباء غدا.. والسيسي: خدمتنا الطبية للجابون (فيديو)

تجاهل رئيس الانقلاب عبد الفتاح السيسي حالة الغضب العارمة التي تسيطر على أطباء مصر، واعتزامهم تنظيم وقفات شاملة السبت، تحت اسم "وقفة الكرامة"، احتجاجا على سحل طبيبين بمستشفى المطرية التعليمي، وقال في - مفارقة مثيرة للانتباه بمؤتمر صحفي مشترك مع نظيره الجابوني علي بونجو أونديمبا، بقصر الاتحادية، الخميس -: "نسعى لتقديم خدمات صحية متميزة للأشقاء في الجابون".

وأكد السيسي نجاح مصر في تجهيز مستشفى بالجابون لخدمة المواطنين هناك.

وأضاف أن تجهيز المستشفى يأتي في إطار تطوير التعاون بين البلدين في قطاع الرعاية الصحية.

وشدد على أهمية دعم التعاون في مجال الصحة مع الجابون، مضيفا: "اتفقنا على تعزيز التعاون السياسي بين البلدين في المحافل الدولية، وفي مقدمتها سبل محاربة الإرهاب ".


"وقفة الكرامة" للأطباء غدا

وبينما كان السيسي بعيدا عن صعيد الوضع الطبي بمصر، أكدت النقابة العامة للأطباء في مصر تنظيم وقفة احتجاجية، تحت اسم "وقفة الكرامة"، لمدة ساعة واحدة، بجميع مستشفيات البلاد، السبت 20 شباط/ فبراير الجاري.

وتأتي الوقفة احتجاجا على عدم محاسبة المعتدين من رقباء الشرطة على أطباء مستشفى المطرية التعليمي، وعدم تأمين المستشفيات، وتطبيقا لقرار الجمعية العمومية الطارئة التي عُقدت يوم الجمعة الماضي، 12 شباط/ فبراير الجاري.

وأعرب الأمين العام للنقابة، الدكتور إيهاب طاهر، عن تعجبه مما وصفه بمزايدة البعض على موقف الأطباء من أزمة اعتداء أمناء الشرطة على أطباء مستشفى المطرية العام.

وقال - في مداخلة هاتفية على فضائية "أون تي في لايف"، مساء الأربعاء - إن "حقوقنا واضحة، ومطالبنا عادلة، ومع ذلك البعض يحاول أن يترك هذه الحقوق، ويسيس القضية، ويتهمنا بأن لنا أغراضا سياسية؛ لكتم أصواتنا".

وأضاف: "الدول تُقام على العدل، ولكي نتقدم لابد أن نعمل على إرساء دعائم العدل بكل مكان بالبلد"، متسائلا: "ما كل هذا العند والتعنت في مسألة واضحة؟".

وتابع: "عندما أهانت ياسمين النرش، المعروفة إعلاميا باسم "سيدة المطار"، ضابط شرطة، كلنا انتفضنا، وقلنا إن هذا لا يصح، ولم تنم في بيتها ليلة واحدة، إذ تم حبسها، وإحالتها لمحاكمة عاجلة، وهي الآن في السجن، وتستحق ذلك"، متسائلا: "لماذا لم يُعاقب أمناء الشرطة مثلما تمت معاقبة هذه السيدة؟".

وقال الأمين العام المساعد للنقابة، الدكتور رشوان شعبان - في تصريحات صحفية - إنه على رأس مطالب الأطباء في الوقفات الاحتجاجية السبت، سرعة إحالة أمناء الشرطة المعتدين على مستشفى المطرية للمحاكمة، وتأمين المستشفيات، واعتبار الحادث "اعتداء على موظف في أثناء تأدية عمله"، وليس مشاجرة.

وطالبت وكيلة النقابة، الدكتورة منى مينا، الأطباء في المستشفيات بعدم تعطيل العمل، مع تأكيد استمرار العمل بأقسام الطوارئ والعنايات والحالات الحرجة بكل أنواعها، مؤكدة أن الوقفة ومطالبها مهنية بنسبة مئة بالمئة.

وكانت الجمعية العمومية الطارئة لنقابة الأطباء، وافقت بالإجماع على الامتناع عن تقديم الخدمة الطبية مدفوعة الأجر، مع تقديم الخدمات كافة مجانا للمرضى، بدءا من يوم السبت 27 شباط/ فبراير الجاري.

وأخطرت النقابة وزير الداخلية، مجدي عبد الغفار، بالوقفات، مؤكدة أنها رسالة احتجاج مهنية واضحة، للمطالبة بتنفيذ قرارات الجمعية العمومية الطارئة.

وحددت مجموعة من الشعارات لرفعها خلال الوقفة، هي: "المطالبة بمستشفيات آمنة يعمل فيها الفريق الطبي بكرامة، ويعالج فيها المريض بأمان، وسرعة محاسبة المعتدين، وسن تشريع لتغليظ عقوبة الاعتداء على المستشفيات، والعدل وتطبيق القانون على الجميع باعتباره أساس الاستقرار والتقدم، ولا أحد فوق القانون ".

وكان عدد من أمناء شرطة اعتدوا بالضرب على أطباء في مستشفى المطرية التعليمي مطلع الأسبوع الماضي، واقتادوهم إلى قسم الشرطة، بسبب رفضهم تحرير تقرير طبي لأحدهم، وهو ما جعل الأطباء ينظمون وقفة احتجاجية حضرها أكثر من عشرة آلاف طبيب بنقابة الأطباء، يوم الجمعة الماضي، وأعلنوا خلالها عن إضراب جزئي بجميع المستشفيات، ومطالبين بإقالة وزير الصحة.

وعقدت النقابة جمعية عمومية طارئة، يوم الجمعة الماضي؛ لبحث اتخاذ إجراءات تصعيدية ردا على اعتداء أمناء الشرطة على أطباء مستشفى المطرية العام، وانتهت باتخاذ قرارات عدة منها وقف العمل بمقابل مادي في المستشفيات، وتحويل وزير الصحة لمجلس التأديب، والإضراب الجزئي عن العمل خلال أسبوعين، إذ لم يتم تنفيذ مطالب النقابة.