طرح عمرو حمزاوي، عضو جبهة الإنقاذ السابق، بالتوافق مع المساعد السابق للرئيس الأمريكي الحالي، ما أطلق عليه مبادرة للحالة
المصرية.
بغض النظر عن كون العبارات التي حملتها المبادرة فضفاضة، كما هي العادة، حتى إذا أتيت إليها وجدت الطرف الذي يملك القوة يؤولها كيف يشاء ولم تجد شيئا وراءها، كالظمآن يلهث وراء السراب يحسبه ماء.
ولكن لفت نظري قوله: "السماح لكل الأطراف السياسية بالمشاركة الفاعلة في الحياة السياسية بشرط نبذ العنف".
فهل يقصد عنف جبهة الإنقاذ؟ أم عنف البلاك بلوك؟ أم استخدام القوة المسلحة للإطاحة برئيس منتخب؟
لا أظن حمزاوي يقصد أيا من هؤلاء، فمن تراه يقصد؟
نعم هي الكذبة الدائمة: التيار الإسلامي.
في الحقيقة مبادرة حمزاوي هي مكافأة للمعتدي، فهي تثبت شرعيته (رئاسة وقضاء تشريع وتنفيذ)، وبالتالي فهو غير مؤاخذ على ما قام به من إجرام دموي وسرقة، وهو من يقرر من قام بالعنف ممن لم يقم به، وبالتالي هو من سيقرر عمن يفرج من المعتقلين ومن لن يفرج عنهم وكيفية وآلية وتوقيتات الإفراج.
ثم من الذي سيسمح للأطراف بالمشاركة في الحياة السياسية بناء على شهادة الصلاحية (نبذ العنف)؟
إن لم يكن العنف هو استخدام القوة المسلحة للانقضاض على خيارات الشعب واعتقال رئيس منتخب، واعتقال أعضاء برلمان منتخب وحل البرلمان بالقوة المسلحة، بخلاف آلاف عمليات القتل والاعتقال؛ إن لم يكن كل ما سبق هو العنف، فلا يوجد عنف في الدنيا.
وإن كان هذا الطرف سيشارك في العملية السياسية عبر تثبيت رئاسته، فلا معنى لعبارة نبذ العنف.
المبادرات المنحازة لا يمكن الثقة فيها، لأنها قامت على أساس دعم طرف ومكافئة المعتدي.
وأخيرا، مبادرة حمزاوي هي نوع من عبث المبادرات التي طرحت في السابق؛ لأن الطرف الذي يملك القوة لن يلتفت إليها، هو يبحث عن العلو المطلق وسحق المخالفين له سحقا.