طالب وزير
الثقافة المصري الأسبق
جابر عصفور، البرلمان المصري (بعد الانقلاب)، بإصدار قانون لتحديد
النسل، مدعيا أن "الغباء الديني يعيق مواجهة الانفجار السكاني"، وفق تعبيره.
كما طالب رئيس الانقلاب عبد الفتاح السيسي، بأن "يوجه كي يكون في كل محافظة أوبرا، وإنشاء دور سينما في كل مكان، وبدلا من التبرع لإنشاء مساجد يجب أن نتبرع لإنشاء قصور للثقافة، وبدلا من التبرع "في الهواء" يجب أن نجد ثروة من أجل دور الفن"، وفق قوله.
جاء ذلك في حوار لصحيفة "الوطن"، الصادرة الاثنين، مع عصفور، أدلى فيه بآراء مثيرة للجدل، في موضوعات عدة.
وفي البداية قال عصفور: "أنا سعيد بأن الرئيس (يقصد السيسي) ذكر قصور الثقافة، لكن سأكون أسعد إذا ذكر الثقافة ككل، وأعاد تفعيل المنظومة الثقافية الموجودة لديه، ولنبدأ بتكوين مجموعة تثقيفية للعقل المصري".
وأضاف: "قصور الثقافة في حاجة لمليار جنيه لإعادة إحيائها.. لديك في متحف "الجزيرة" آلاف اللوحات والتماثيل الموضوعة في صناديق داخل مخازن، والسؤال: هل أنت باعتبارك حكومة تأخذ الثقافة على محمل الجد أم لا، وكيف تسمح بإلقاء كنوز مصر من سجاد وتماثيل ولوحات بالمليارات في صناديق تأكلها الرطوبة؟".
وقال: "حتى الآن لا يوجد ضمن منظومة الدولة تصور أو رؤية للثقافة، هم يرددون كلاماً عن أهمية الثقافة، ولا يعون قيمتها فعلا".
ومضى في تساؤلاته: "كيف أُدخل الثقافة في القرى والأرياف والمدن البعيدة، وهناك قرى لا تعرف شيئاً عن الثقافة، فكيف نصل إليها؟".
وواصل: "كيف سنحقق حلم عبد الناصر الذي تغنى به صلاح جاهين "تماثيل رخام ع الترعة وأوبرا"؟".
وقال: "أنا لا أريد كل هذا، لكن أريد فقط تماثيل رخام وأوبرا في كل محافظة، ومن يحقق ذلك "سأضرب له تعظيم سلام"، بحسب وصفه.
وتابع: "السيسي يقوم بتنمية صناعية واقتصادية، لكن المشكلة أن جناح الثقافة غير موجود، والحكومة تستصلح أراض وتوفر طرقا جديدة ومصانع جديدة، وهو شيء عظيم جدا، ولكن ينبغي في موازاة هذا الأمر أن تكون هناك مؤسسات ثقافية جديدة، ولا نبخل عليها بشيء".
وعن رجال الأعمال قال: "للأسف مليارديرات مصر ممن توضع أسماؤهم في قوائم أغنى أغنياء العالم لا يفكرون في النهوض بها ثقافيا، وكان من المفترض أن يقوم كل واحد منهم بترميم قصور الثقافة في محافظته، أو أن يتولى رعاية المتاحف المغلقة".
قانون لتحديد النسل
في الوقت نفسه، شدد جابر عصفور على أن سلاح مصر يبدأ بشيئين، أولهما أن نتخذ قرارات حاسمة لإيقاف الانفجار السكاني، متابعا أن 90 مليونا في مساحة الأرض نفسها شيء صعب للغاية، ولابد من إصدار قانون لتحديد النسل، ومن ينجب أكثر من 2 أو 3 لا ترعاه الدولة.
واستطرد: "الغباء الديني يعيق قضية مواجهة الانفجار السكاني".
وأضاف: "كلام الرسول "تناكحوا تناسلوا فإني مباه بكم الأمم يوم القيامة"، قاله في عهد آخر، عندما كان عدد المسلمين صغيرا، وهذا الكلام ليس له معنى الآن، لأن عدد المسلمين كبير، لكن للأسف غير متعلمين، وغير ناجحين، وهي أمة بائسة بالقياس إلى الأمم المتقدمة"، وفق قوله.
وكشف أن الأمر الآخر هو التعليم، ونأخذ المثل من ماليزيا، عندما تولى مهاتير محمد جعل كل موارد الدولة تذهب للتعليم، وإذا ذهبت للتعليم فكأنها ذهبت للثقافة، بعد 10 سنوات بدأت ماليزيا تنهض.
وتابع: "مشكلتنا أن 40 في المائة منا تحت خط الفقر، وأكثر من 40 في المائة أميون، فكيف سيساعدنا ذلك على دخول المستقبل؟".
دعوة لإلغاء "ازدراء الأديان"
ووصف وزير الثقافة المصري الأسبق مادة عقوبة "ازدراء الأديان"، بأنها عقيمة قديمة في قانون العقوبات، ويجب تغييرها مع البرلمان الجديد، باعتبارها مادة مطاطة، لأن ازدراء الأديان يمكن أن يتم اتهام أي إنسان به، كما يتم تفسيرها على "مزاج" كل شخص، وفق قوله.
وأضاف: "السيدة الفاضلة آمنة نصير، وهي عالمة أزهرية جليلة، أكدت أنها ستعمل على حذف مادة "ازدراء الأديان" في البرلمان، فهي ترفض هذه المادة، وكلمة "ازدراء الأديان"، وكونها قانونا يعاقَب على أساسه، ويجب إلغاء هذه المادة، فكيف يمكننا تحديد الشخص الذي سيؤكد لنا أن هذا ازدراء أديان؟ وهذا ليس كذلك؟"، بحسب تساؤله.
غير راض عن تمثيل المثقفين
ووصف عصفور وزير الثقافة الحالي، "حلمي النمنم"، بأنه يمثل المثقفين المستنيرين، وبأنه رجل مستنير بحق.
وبالنسبة لتمثيل المثقفين في البرلمان الحالي، قال: "إنه غير راض عنه، مضيفا أن عدد النواب 600، وإن من يمثل المثقفين ثلاثة أشخاص فقط، وهي النسبة الموجودة على مستوى الوعي الحكومي لأهمية الثقافة"، على حد تعبيره.
وتابع: "البرلمان الحالي يعكس وجود المثقفين الحقيقي في الشارع لأنهم منعزلون عن الناس، لذا لم نجد ممثلين حقيقيين للثقافة في البرلمان.. هذا بخلاف أن المال السياسي كان سببا في خسارة عدد كبير منهم، فالصوت وصل في بعض المناطق لـ400 جنيه، ما كان سببا فيما شهدناه من وجود شخصيات غير مثقفة، وأتمنى ألا يكون كل البرلمان كرئيس نادي الزمالك".
وعن توقعاته لـ25 يناير، قال: "يوم عادي، لأن الثورة انتهت، ولا توجد ثورة على ثورة.. قمنا بثورة يناير، وأكملتها ثورة يونيو، وهما وجهان لعملة واحدة، وانتهى الأمر".
من هو "جابر عصفور"؟
و"جابر عصفور" ولد في المحلة الكبرى في 25 آذار/ مارس 1944، وحصل على درجة الليسانس من قسم اللغة العربية بكلية الآداب بجامعة القاهرة، ثم درجة الدكتوراه من قسم اللغة العربية بكلية آداب جامعة القاهرة.
وعُين أستاذا للنقد الأدبي بقسم اللغة العربية بكلية آداب القاهرة سنة 1983، وتم اختياره ليشغل منصب أمين عام المجلس الأعلى للثقافة اعتبارا من 24 كانون الثاني/يناير 1993 حتى آذار/مارس 2007.
وعمل أستاذا زائرا للأدب العربي بجامعة هارفارد الأمريكية (1995)، كما قام بتأسيس المركز القومي للترجمة عام 2007.
وتم اختياره ليكون أول وزير للثقافة بعد ثورة 25 يناير 2011 خلفا لفاروق حسني الذى قضى 23 عاما في هذا المنصب.
ثم استقال من وزارة الثقافة يوم 9 شباط/فبراير 2011 لأسباب قال إنها صحية قبل أن يعود بعد الثورة، ويعلن أن السبب هو حزنه على ما حدث في جمعة الغضب 28 يناير.
كما تولى وزارة الثقافة مرة أخرى لمدة ثمانية أشهر ليكون أول وزير للثقافة في عهد السيسي.