قالت مجموعة بريطانية تدافع عن حقوق
الفلسطينيين في بيان لها يوم الثلاثاء إن "كووبريتف بانك" أخبرها في 15 كانون الأول/ ديسمبر، أنه سيوقف خدماته لها، مشيرا إلى أن القرار متعلق "بمستويات من المخاطر". وقالت جمعية أصدقاء الأقصى في بيانها إن القرار الذي اتخذه المصرف له دوافع سياسية.
ويقول موقع "ميدل إيست آي" إن منظمات وجمعيات خيرية إسلامية تعرضت لإغلاق حساباتها، مثل "إسلاميك ريليف" (الإغاثة الإسلامية)، التي تعد من أكبر
الجمعيات الخيرية العاملة في مجال الإغاثة، ودون إبداء أسباب وقف الخدمات المصرفية.
وينقل التقرير عن مدير مؤسسة جمعية أصدقاء الأقصى إسماعيل باتيل، قوله إن الجمعية احتفظت بعلاقات جيدة مع المصرف طوال العشرة أعوام الماضية، وأضاف أنه "لا توجد أي طريقة شرعية لدى (كووبروتيف بانك) لتبرير قراره".
وتابع باتيل قائلا: "لا نقوم بتحويل الأموال إلى الخارج، ولم نقم بسحب أموال فوق ما يسمح لنا، ولم يعبر لنا المصرف عن أي مظاهر قلق حول ما نقوم به، ما يعكس شرعية ما نقوم به من حملات. ويمكننا في هذه الحالة أن نتوصل إلى نتيجة مفادها أن القرار مدفوع بدوافع سياسية، وهو هجوم علينا يحمل نوعا من البلطجة والعنصرية الممنهجة".
ويورد الموقع أن جمعية أصدقاء الأقصى قالت إن
البنك لم يقم بتحذيرها مقدما، ولم يقدم لها توضيحا حول قرار الإغلاق، واكتفى بالقول إنه "قرار تجاري". وقالت الجمعية في بيانها "إن فشل البنك في تقديم تحذيرات أو تبرير مناسب لقراره، أدى إلى حالة قلق، وعبر عن حالة من عدم الشفافية أو تحقيق العدالة لمستخدمي البنك".
ويفيد التقرير بأن جمعية أصدقاء الأقصى طالبت في تغريدة على "تويتر" داعميها، بالاتصال مع البنك كي يعيد فتح الحساب. وفي بيان صدر يوم الأحد قال مدير "الإغاثة الإسلامية" عمران مادين، إن مصرف "أتش أس بي سي" دعا جمعيته إلى إنهاء التعاون مع البنك، وقام بإغلاق حسابه عندما لم يستجب للدعوة. وقالت "الإغاثة الإسلامية" إن التشويش على شؤونها المالية قد عطل عملياتها لجمع التبرعات كي تساعد منكوبي الزلزال في نيبال.
وقال مادين في تصريحات نقلها موقع "ميدل إيست آي": "شاركت جمعية الإغاثة الإسلامية مظاهر قلقها مع قطاع العمل الخيري. إن البنك عرض عمليات الجمعية مع المجتمع الدولي والإغاثة الإنسانية للتوقف؛ وبهذه الطريقة فإنه يمنع وصول المساعدات لمن يستحقونها، أو إنه يجبر مؤسسات الإغاثة الخيرية على تحويل الأموال بطريقة غير شفافة، كما يتم عبر التحويلات المصرفية".
ويذكر التقرير، الذي ترجمته "
عربي21"، أن من بين المؤسسات الإسلامية التي أغلقت حساباتها في "أتش أس بي سي" عام 2014، "مؤسسة الأمة للإغاثة"، و"المجلس الإسلامي البريطاني"، و"مسجد فينزبري" في شمال لندن. وأغلق البنك حسابات مدير مؤسسة "قرطبة" أنس التكريتي وأفراد عائلته. وأغلق حسابات عدد من الفروع التابعة لجمعية التضامن مع الفلسطينيين في
بريطانيا، بالإضافة إلى مؤسسة الدفاع عن سجناء الحرب على الإرهاب "كيج".
ويشير الموقع إلى تحقيق قام به الصحافي بيتر أوبورن وآنا ميزل، نشره الموقع العام الماضي، وأظهر كيف استخدمت البنوك معلومات خاصة، وأثرت على قرارها لإغلاق
الحسابات المصرفية. وكشف التحقيق عن أن عددا من المنظمات والأفراد الذين أغلقت حساباتهم، كانت كلمة "إرهاب" موضوعة إلى جانب أسمائهم على قائمة الفحص المصرفي العالمي، التي حصلت على معلوماتها من الإمارات العربية المتحدة.
وعندما سأل موقع "ميدل إيست آي" "كووبرويتف بانك" عن سبب قيامه بإغلاق حسابات هذه المؤسسات، أجاب أنه "لا يزال مكرسا لخدمة الجمعيات الخيرية التي تلتزم بمعايير الصناعة المصرفية". مشيرا إلى أن هذه الجمعيات يجب أن تلتزم بالمعايير المتعلقة بمكافحة تبييض الأموال.
وأضاف بيان المصرف: "بناء على ظروف خاصة، فلن نكن قادرين على إكمال الفحوص المرضية لنا، وعليه كان قرار إغلاق الحسابات أمرا محتوما. ولسوء الحظ فبعد بحث مكثف، فإن الجمعيات الخيرية المعنية لم تستوف متطلباتنا، وهو ما سيمسح لنا بمواصلة التزاماتنا".
وتابع البيان: "هذا لا يعني أننا لن نقوم بتسهيل التبرعات الإنسانية والتعليمية والطبية وحقوق الإنسان إلى قطاع غزة، والكثير من الجمعيات تقوم بعمل ممتاز في هذا المجال في غزة ومناطق أخرى، ونقوم بتسهيل تبرعات وبشكل منتظم لعدد من المنظمات، من خلال الحسابات الجارية والبطاقات الائتمانية".
ويختم "ميدل إيست آي" تقريره بالإشارة إلى أنه جاء في بيان بنك "أتش أس بي سي": "مع أننا لا نستطيع الحديث بشكل محدد عن قرار إغلاق الحساب، فإن قرارا من هذا النوع لا يتم اتخاذه دون دراسة مستفيضة، ولا يرجع أبدا إلى عرق أو دين الزبون".