كشف الإعلامي
المصري يسري فودة عن تفاصيل لقاء جمعه بقائد الانقلاب العسكري في مصر عبد الفتاح
السيسي مساء الحادي والعشرين من نيسان/ أبريل 2013، وكان أحد الحضور في هذا اللقاء رئيس قنوات "أون تي في" في حينه ألبرت شفيق، ومدير مكتب السيسي اللواء عباس كامل.
وزعم فودة في مقالة له نشرتها صحيفة الشروق المصرية، أنه طالب السيسي خلال هذا اللقاء بالاعتذار للشعب المصري عن الفترة التي كان يحكم فيها المجلس العسكري مصر، الأمر الذي وقع على السيسي الذي كان وزيرا للدفاع في حينه وقع الصاعقة.
وقدم فودة هذه القصة "المثيرة" دعاية لكتابه الجديد الذي سيصدر قريبا عن دارس الشروق المصرية بعنوان: "آخر كلام: شهادة أمل في ثورة مصر".
من جهته، أكد ألبرت شفيق، ما جاء في مقال يسري فودة، وصرح لموقع "البداية" بأن ما كتبه فودة "هو الحقيقة كاملة، وربنا يستر".
وأضاف شفيق قائلا: "كنا رايحين عشان نشكر السيسي اللي كان وزير الدفاع وقتها عشان خصص إسعاف طائر لنقل يسري، ورد الفعل على طلب يسري من السيسي بالاعتذار كان الصمت التام".
وفي التفاصيل قال يسري فودة: "دُعيت إلى الجلوس على مقعد الضيف الواقع إلى اليسار (أي عن يمين المقعد الآخر)، بينما دُعي الزميل ألبرت شفيق، رئيس قنوات "أون تي في" وقتها، إلى الجلوس على مقعد آخر عن يميني. "عندكم ينسون؟".
وأضاف، كان ردي على اللواء عباس كامل عندما عرض أن نجرب قهوتهم، بينما وقف نادل متأنّق على مسافة مؤدبة سرعان ما استقبل أمرا من اللواء وهو يتقهقر مجيبا: "تمام يافندم".
وتابع مقالته بالقول: خلت الغرفة بعد ذلك إلا منا لدقائق معدودة ذكّرني ألبرت خلالها بموضوع خاص (لا يخصه ولا يخصني) كان يريد أن يفتحه مع الرجل الذي كنا في انتظاره. أتى الينسون، وما أن رشفت رشفتين حتى انفتح باب كان من الواضح أنه يقود إلى غرفة أخرى، هي في الغالب مكتب الوزير، كي يسفر عن اللواء عباس وهو يفسح الطريق للفريق أول عبد الفتاح السيسي في زيه الرسمي وقد اكتسى وجهه بابتسامة ترحيب عريضة وإقبال ملفت للنظر. تعلقت عيناه، بينما كان يصافحني بحرص وحرارة في الوقت نفسه، بذراعي الملفوفة ورقبتي المثبتة. "ألف حمدالله ع السلامة.. اتفضل استريح.. اتفضل استريح".
واستدرك فودة بأن اللواء عباس كامل اتخذ لنفسه مقعدا بعيدا وبين يديه قلم وورقة يدون فيها ملاحظاته، اتخذ كل منا مكانه المعد سلفا. بدأت الحديث بتوجيه الشكر للوزير على أوامره بإرسال طائرة إسعاف لنقلي من مكان الحادث، وأنا لا علم لوقتها بما كان يحدث (مشددا الحديث على هذه الجملة الأخيرة). "لا شكر على واجب.. أنت رجل وطني تستحق وأكثر"، هكذا بدأ السيسي كلامه مبتسما وهو يغير مجرى الحديث بين السؤال عن حالتي الآن ومتى يمكن أن أعود إلى العمل من ناحية، ومن ناحية أخرى عن تفاصيل الحادث المثير في حد ذاته.
ونوه إلى أنه قص على السيسي تفاصيل الحادث وهو في حالة إنصات كأنما يشاهد فيلما بوليسيّا. ثم سأل فجأة: "هل تعتقد فعلا أن المسألة كانت مجرد حادث؟" فأجبت دون تردد: "نعم .. أنا المذنب لأنني كنت أقود بسرعة جنونية، وهذا قضاء الله وقدره". ولكن كان يمكن أن يكون الأمر أسوأ، كما قلت له وأنا أحاول أن أعود بالحديث إلى ما أتيت من أجله، لولا "أولاد الحلال" في موقع الحادث ولولا التعامل الفوري في مستشفى الجونة ولولا طائرة الإسعاف.
وأكد فودة أنه طلب من السيسي قبول رد تكلفة الطائرة، حتى يستفيد غيره منها، ولكن السيسي رفض ذلك، ورد على فودة بالقول: "إنت فاكر إنك لوحدك؟ إحنا بننقل ناس كتير.. مش بس كده، لأ، وبنعالج ناس كتير من ولاد مصر الطيبين الوطنيين جوه البلد وبره البلد.. بس مابنقولش".
وفي نهاية اللقاء، روى فودة حوارا دار بينه وبين السيسي، حيث سأل الأخير ضيوفه عن رأيهم في أوضاع مصر في الوقت الراهن، مؤكدا أنه رد عليه بأن الوضع "سيئ.. بس واضح أن حضرتك بذلت مجهود كبير في الدايرة المباشرة بتاعتك".
فرد السيسي عليه: "إزاي يعني؟ وإيه اللي عرّفك؟".
فأجاب فودة "واضح يعني لكل الناس أن الروح المعنوية للجيش اتأثرت كتير بعد فترة المجلس العسكري، وإنك قدرت ترفعها كتير في فترة قياسية. إزاي؟! ما اعرفش .. حضرتك اللي ممكن تقول لنا عملت إيه".
فقال له السيسي "أبدا.. أنا دايما صريح مع الناس، ودايما باقول إن مصر محتاجانا كلنا، ولازم الجيش والشعب يكونوا مع بعض.. الجيش اتحمّل كتير قوي".
فكان تعليق فودة أن "الشعب اتحمّل أكتر والله"، فرد عليه السيسي بالقول: "والشعب كمان طبعا.. طيب رأيك إيه المفروض يحصل دلوقت؟".
فطالبه فودة: "زي ما رفعت معنويات الجيش لازم الشعب تترفع معنوياته هو كمان بطريقة ما"، ليتساءل السيسي: "إزاي يعني؟".
قبل أن يصدمه فودة بمطالبته بالاعتذار، مشددا على أن هذه الكلمة وقعت على أذني وزير الدفاع وقعا ثقيلا إلى حد أنه احتاج إلى تأكيد، "لم أتردد في منحه إياه بينما سيطر على هيئته خليط من الاستفهام والاستغراب والاستنكار قبل أن يرد"، على حد وصف فودة.
فتساءل السيسي: "أعتذر عن إيه بالضبط؟!!"، وأجابه فودة: "تعتذر للناس عن اللي حصل أيام إدارة المجلس العسكري شؤون البلاد".
وتابع فودة تعليقه على المشهد بالقول: "مرة أخرى، رانت لحظة من الصمت ثقيلة علينا جميعا.. كانت في الواقع مخاضا لبيت القصيد".