قال رئيس وزراء الكيان
الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إن "انهيار السلطة
الفلسطينية قد يؤدي إلى بديل أسوأ"، موضحا أنه "لا يتمنى انهيارها".
وأضاف نتنياهو، في حديث مع المراسلين بعد يوم من اللقاءات في مؤتمر المناخ في باريس، أن "إسرائيل تحاول القيام بخطوات تمنع تحقق مثل هذا السيناريو"، ولكنه رفض تفصيلها، وقال: "أن يكون هناك اليوم بديل سيئ، هو السلطة الفلسطينية، لا يعني ألا نتلقى بديلا أسوأ، إذا انهارت السلطة"، داعيا السلطة "لتغيير سلوكها"، بحسب ما نقلت عنه صحيفة "هآرتس" العبرية.
جاء ذلك ردا على بعض الوزراء في "المجلس الحكومي الأمني المصغر" (الكابينت) الذين قالوا إن "انهيار السلطة كفيل بأن يخدم المصلحة الاسرائيلية وبالتالي فلا داعي لمنعه".
وظهر نتنياهو إلى جانب رئيس السلطة الفلسطينية محمود
عباس في الصورة الجماعية لقادة الدول الذين وصلوا الى مؤتمر المناخ، ويفصل بينهما رئيس وزراء نيوزيلندا جون كي فقط، فيما تصافح الرجلان بعد الصورة، وتبادلا بضع كلمات مجاملة، للمرة الأولى منذ 2010.
وقال نتنياهو، بحسب "هآرتس"، إن مصافحة الرئيس الفلسطيني كانت جزءا من قواعد البروتوكول، ولا تؤشر إلى أي تغيير في العلاقات بينهما، موضحا أنه "يوجد بروتوكول دبلوماسي، وأنا أتصرف كما يفترض به"، معتبرا أنه "من المهم أن يرى العالم أننا مستعدون للحديث مع الفلسطينيين، ولكن ليس عندي أوهام بشأن أبو مازن"، بحسب قوله.
من ناحية أخرى، طلب عباس أثناء اللقاء مع الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند على هامش المؤتمر، أن تستأنف فرنسا مساعيها لتحقيق قرار في مجلس الأمن في الأمم المتحدة "يضع مبادئ حل النزاع الإسرائيلي الفلسطيني"، كما أنه هاجم إسرائيل أثناء خطابه، داعيا العالم للضغط على إسرائيل لإنهاء الاحتلال.
وأشارت "هآرتس" إلى أن نتنياهو التقى، من خلف الكواليس بين الخطباء وفي الوجبات، أكثر من عشرة زعماء أجانب، من بينهم رئيس الوزراء الأمريكي باراك أوباما والرئيس الروسي فلاديمير بوتين، ورئيس وزراء الهند نرنديه مودي، ورئيس وزراء كندا الجديد جستين ترودو، ورئيس وزراء أستراليا الجديد مالكون ترانبول، كما أن نتنياهو عقد لقاءات رواق قصيرة مع رئيس وزراء النرويج رئيسة ليتا، والمستشارة الألمانية أنجيلا ميركيل، ورئيس وزراء بريطانيا ديفيد كاميرون.
وقال نتنياهو للمراسلين إنه "التقى أيضا بعض الزعماء العرب خلال الكواليس، ممن توجهوا إليه وتحدثوا معه"، إلا أنه رفض أن يقول أسماءهم، مشيرا إلى أن "زعماء عربا توجهوا إلى أمام ناظر كل العالم وصافحوني"، كما أوضح بالقول: "أنا لا أتحدث فقط عن أولئك الذين لنا علاقات معهم، وأحدهم أعرب عن تقديره لخطابي في الأمم المتحدة"، معتبرا أن "شيئا آخر يحدث هنا"، بحسب تعبيره.
والتقى نتنياهو وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي فيدريكا موغريني، وتحدثا لبضع دقائق وطلبت موغريني الاستيضاح لقرار نتنياهو تعليق الاتصالات مع الاتحاد الأوروبي في الموضوع الفلسطيني، ردا على قرار وسم بضائع المستوطنات في شبكات التسويق في أوروبا.
وبعد اللقاء القصير، قالت الناطقة باسم الاتحاد الأوروبي إن "العلاقات مع إسرائيل والفلسطينيين جيدة وهكذا ستكون لاحقا أيضا"، وجاء في بيان لها أن الاتحاد سيواصل العمل مع إسرائيل والفلسطينيين في موضوع المسيرة السلمية من خلال الرباعية، مضيفة أن "كل الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي هي التي طلبت تلقي التعليمات من المفاوضية الأوروبية عن وسم بضائع المستوطنات"، قائلة "توجد وحدة كاملة بين كل الـ 28 دولة الأعضاء في الاتحاد الأوروبي في هذا الموضوع".
وأفاد نتنياهو بأنه في الحديث القصير مع موغريني لم يغير انتقاده لقرار وسم البضائع من المستوطنات، موضحا بقوله: "عندنا جدال مع الاتحاد الأوروبي وأنا لا أخفيه، وموغريني غير معنية بالمواجهة، وهم يفهمون أن هناك مشكلة جدية من ناحيتنا".