كشفت قناة التلفزة
الإسرائيلية الثانية أن رئيس وزراء الكيان الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، سيطالب رئيس
السلطة الفلسطينية محمود عباس بعدم السماح ببث أغان وطنية حماسية في وسائل الإعلام الفلسطينية، بزعم أن مثل هذه الأغاني تحرض الشباب الفلسطيني على الانخراط في عمليات المقاومة.
ونقلت القناة الليلة الماضية عن مصدر في ديوان نتنياهو، قوله إن إسرائيل ستطالب عباس بإلزام جميع قيادات حركة فتح وأذرعها الشبابية بعدم الإسهام في "التحريض" على عمليات المقاومة.
وأشارت القناة إلى أن نتنياهو سيرسل غدا الأحد كلاً من مبعوثه الخاص المحامي إسحاق مولخو، ومنسق شؤون الأراضي المحتلة في وزارة الحرب بولي مردخاي، إلى رام الله للقاء عباس ونقل هذه المطالب وقائمة أخرى من المطالب يهدف تحقيقها إلى احتواء موجة العمليات الحالية.
ونقلت القناة عن مصدر عسكري إسرائيلي قوله إن تحولاً "إيجابيا" طرأ على خطاب عباس السياسي قبل ثلاثة أيام، مشيرا إلى أن عباس يحاول بكل ما أوتي من قوة ضبط الأمور وعدم السماح بتواصل هذه الموجة، على اعتبار أنها تهدد مكانته.
من ناحيته، هاجم رئيس المعارضة الإسرائيلي إسحاق هيرتزوغ بشدة، النخب اليمينية التي تتهم عباس بالتحريض على "العنف"، معتبرا أن عباس "حريص جدا" على الهدوء.
وخلال مقابلة أجرتها معه قناة التلفزة الثانية الليلة الماضية، نقل هيرتزوغ عن جنرال إسرائيلي يعمل في قيادة المنطقة الوسطى، قوله إنه بفضل تعليمات عباس فإن التعاون الأمني ليس فقط يتواصل بوتيرته المعتادة "بل إنه ينجح في حماية الكثير من الإسرائيليين".
وتساءل هيرتزوغ: "تخيلوا كيف يمكن أن تكون عليه الأوضاع لو لم يكن هذا الرجل (عباس) موجودا على رأس السلطة الفلسطينية، كم من الدماء الإسرائيلية ستسيل على الأرض!".
من ناحية ثانية، سخرت محافل عسكرية إسرائيلية من الدعوات التي تطلقها قيادات يمينية إسرائيلية بشن حملة عسكرية واسعة في الضفة الغربية، على غرار حملة "السور الواقي" التي شنت في نيسان/ أبريل 2002.
ونقل موقع صحيفة "ميكور ريشون" الليلة الماضية عن هذه المحافل قولها إن الجيش يتمتع بهامش حرية مطلق، بحيث لا يمر يوم دون أن يقوم الجيش بمداهمة مدن وبلدات فلسطينية في جميع أرجاء الضفة الغربية، ويعتقل كل من تدور حوله الشبهات.
وشددت المحافل على أنه لا توجد ثمة "بنى تحتية" للفصائل الفلسطينية التي تقاوم إسرائيل في الضفة الغربية، بفعل العمل الدؤوب ضدها وبفعل التعاون الذي تبديه السلطة الفلسطينية، محذرا من إطلاق هذه الدعوات.
وفي سياق متصل، ذكرت قناة التلفزة الإسرائيلية الأولى، أن قيادة الجيش الإسرائيلي ترفض المطالبات بإغلاق الضفة الغربية وعدم السماح بالدخول والخروج منها، على اعتبار أن مثل هذا الإجراء سيفضي إلى توتير الأجواء وتحفيز الفلسطينين على مواصلة عملياتهم ضد إسرائيل.
ونوهت القناة إلى أن قيادة المنطقة الوسطى في جيش الاحتلال أوضحت لنتنياهو، أن مصلحة إسرائيل تقتضي إعادة الحياة في الضفة الغربية إلى نسقها الحقيقي.