وصف الإعلامي المصري المقرب من رئيس الانقلاب عبدالفتاح السيسي، "إبراهيم عيسى"، الإعلام المصري، بأنه "سلفي
وهابي قح في التعامل مع الملف
الإيراني، ولا يراها إلا من خلال عيون الفكر الوهابي، والموقف السعودي".
واتهم إبراهيم عيسى في مقاله بجريدة "المقال"، الثلاثاء، الإعلام المصري بأنه "يستغفل المهنية، ويدوسها مع خصوم
السعودية"، ودعا إلى"مهنية إعلامية" مع سوريا، وإيران، والحوثيين".
وقال عيسى في مقال تحت عنوان: "الإعلام المصري يسلم نفسه للوهابية"، "جرب أن تحصل على خبر واحد في الإعلام المصري ينقل تصريحا أو بيانات من الحوثيين في اليمن، يعلنون عن موقف أو رأي أو قرار أو وجهة نظر، أو حاول مجتهدا أن تعثر على خبر واحد نقلا عن مسؤول سوري أو الحكومة السورية للرد على مزاعم أو إفصاحا عن معلومات، وبيانات عن نوايا، أو مواقف".
وأضاف: "للأسف، لن تجد إلا ما تمليه التبعية للإعلام الغربي، والخليجي.. بينما في إعلامنا المصري، الذي تماهى مع الخليجي النفطي بشكل مذهل، لا يمكن أن ترى وجها للأسد أو لعبد الله الحوثي أو حسن نصرالله، باعتبارهم أطرافا فاعلة في الأحداث، وعلى سبيل المهنية المأسوف على شبابها، والمتاجرة بها من (اللي يسوى واللي ميسواش)، بل تجاهل تام على الطريقة السعودية في الإعلام الحربي الدعائي ضد سوريا واليمن".
واستطرد عيسى في مقاله: "كي تكتمل المفارقة فالإعلام المصري ينقل بيانات وفيديوهات "داعش" كما الإعلام الخليجي تماما، لكنه لا يمكن أن ينقل مقاطع من خطاب بشار الأسد أو عبدالملك الحوثي أو حسن نصرالله، هذا محرم سعوديا، وبالتبعية الإعلامية المصرية .. محرم مصريا".
وتابع عيسى: "لا يمكن أن تجد فيديو عن تليفزيون سوري يقدم صورة مختلفة عما تروجه آلة الإعلام الحربي الخليجي، وطبعا يبدو إجراما رهيبا أن تذيع خبرا أن الحوثيين يتهمون السعودية بقتل مدنيين أو تدمير أحياء سكنية".
وأضاف القول: "قس على هذا أيضا الموقف الإعلامي من إيران، فالإعلام المصري كله سلفي وهابي قح في التعامل مع الملف الإيراني، ولا يراها إلا من خلال عيون الفكر الوهابي، والموقف السعودي، وللأسف فبعض الجهلة يروجون لعداء مجاني مع إيران، لموقف إيران المنافس للسعودية، والطامع في الخليج، متجاهلا أن إيران نفسها تملك سفارة في الرياض وأبو ظبي كما أن السعودية والإمارات، (المطلوب شراء خاطرهما مصريا)، لهما سفارات وسفراء في طهران بل إن التبادل التجاري بين الإمارات وإيران يفوق التبادل التجاري بين الإمارات، وأي بلد آخر في المنطقة العربية"، وفق قوله.
وأوضح: "تنطلق 200 رحلة طيران أسبوعيا بين إيران والإمارات، بينما يحدثك غفل في مصر عن ضرورة مقاطعة إيران، ويشن السلفيون والوهابيون حملات تروج، وتهلل لها جدا مواقعنا الإخبارية، وبرامجنا التليفزيونية، رفضا للسياحة الإيرانية لمصر".
وأردف عيسى: "هذا ليس عبثا بل هو دور وهابي محكم يغزو مصر منذ 40 عاما، وإن لم يكن قد سيطر فهو على الأقل اخترق الإعلام المصري بكل صوره، ووسائطه".
واستدرك: "ليس مطلوبا هنا أي ذرة عداء أو خصومة مع السعودية أو دول الخليج بل هي دولة صديقة جدا، وحليفة قطعا، وشقيقة بالفعل، وبالدم، لكن المطلوب هو أن تقود مصر بوعيها التاريخي، وبرسالتها الحضارية، وبمفهومها للإسلام الوسطي، وبذخيرتها البشرية، وبجيشها الأقوى، هذه العلاقات لا أن تتحول فيها إلى تابع ديني، وثقافي، واقتصادي؛ فهذا ما ينهار بالأمة العربية، وينحدر بها لما نعيشه الآن من فوضى عارمة".
والأمر هكذا، اختتم مقاله بالقول: "لن تعود مصر لأي ريادة من أي نوع، ولن تسترد مكانتها في المنطقة العربية والعالم، إلا عندما تتحرر من التبعية الدينية، والإعلامية للوهابية".