قال الرئيس الأسبق لجهاز المخابرات الخارجية
الإسرائيلي "الموساد" ، أفرايم هليفي، إنه في ظل الحوار المتسع بين الولايات المتحدة وروسيا، يلزم إسرائيل ألا تأخذ صورة اللاعب المحايد بين القوى العظمى المتصارعة في الشرق الأوسط.
وفي المقال الافتتاحي لصحيفة "يديعوت"، الأحد، والذي اطلعت عليه "
عربي21"، قال هليفي عن زيارة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إلى موسكو، الاثنين، إن
بوتين سيرغب في الوقوف على توقعات إسرائيل وموقفها من تزويد نظام
الأسد وحزب الله والإيرانيين بالسلاح، وهل ستضمن روسيا التفوق النوعي لإسرائيل في المنطقة؟
وعن العلاقة بالولايات المتحد الأمريكية، قال هليفي إن "التحالف الأمريكي الإسرائيلي يسير في اتجاهين، وعندما سيبحث في رفع مستوى التفوق النوعي اللازم لإسرائيل بالوسائل القتالية وبالاحتياجات الاستراتيجية في لقاء تشرين الثاني الماضي في البيت الأبيض، فإنه محظور أن يكون هناك شك في الالتزام الإسرائيلي تجاه حليفتها. وعندما يدور الحديث عن
سوريا فإنه سيكون من المهم أن تحرص الولايات المتحدة على إسرائيل، مثلما تحرص روسيا على إيران".
وتابع: "تتم زيارة نتنياهو إلى موسكو غدا على خلفية صعود درجة هامة في مستوى التواجد الروسي العسكري في سوريا، فالخطوة الروسية تستهدف إنقاذ نظام الأسد من الانهيار. تبدو روسيا أنها اللاعب القوي الوحيد المؤيد لبقائه بلا تحفظ، رغم أنه ليس واضحا بعد كيف تعتزم تحقيق هذا الهدف، هل من خلال التوجيه الواسع للمجندين الجدد للصفوف المتناقصة للجيش السوري؟ هل من خلال تسليح وحدات عسكرية لإيران وحزب الله بسلاح متطور؟ إلى أين يقود الرئيس بوتين؟".
وأشار إلى أن نتنياهو سيطلع بوتين خلال زيارته على تصميم إسرائيل على عدم السماح بأي نشاط لإيران وحزب الله في هضبة الجولان، وسيثير تساؤلا حول وقوف روسيا إلى جانب إيران وحزب الله رغم فشلها على الأرض في دعم الأسد.
ونوه هليفي إلى أنه ربما كان الهدف الحقيقي من المناورة الروسية والحديث عن تدخل روسي عسكري لصالح الأسد، هو إدخال الولايات المتحدة الأمريكية في مفاوضات مع النظام السوري، وهو ما طرحة وزير الخارجية جون كيري أمس السبت.
وتابع: "يفيد سلوك بوتين في الأزمات الخارجية بأنه يخطط خطوة إثر خطوة في ظل الحفاظ على الخيارات للالتفاتات السريعة التي تمليها الأحداث غير المتوقعة على الأرض. في 2013، عندما بدأ السوريون باستخدام السلاح الكيميائي في الحرب الأهلية، كان الرئيس الأمريكي أوباما مطالبا بأن يسدد التزامه في أنه يرى في ذلك اجتيازا لخط أحمر، وفيما كان ينظر في خطواته، نشر بوتين مقالا في (نيويورك تايمز) قال فيه إن مرتكبي الجريمة هم جهات من المعارضة، بل وأضاف أنه توجد معلومات بأنهم سيستخدمون هذا السلاح ضد إسرائيل في المستقبل".
وختم بالإشارة إلى أن "أوباما قد بدأ ينشر وسائل قتالية استراتيجية بهدف قصف مخزونات السلاح الكيميائي، وفي غضون وقت قصير غير بوتين رأيه وبادر مع أوباما إلى خطوة لنزع السلاح من يد الأسد، تحت رعاية دولية. وفي إطار ذلك نسي التهديد على إسرائيل، الذي تبين أنه خطوة تضليل".