ذكر قيادي في حركة المقاومة الإسلامية "
حماس"، أن المساعي الخاصة بالتوصل لاتفاق هدنه أو تهدئة مع الاحتلال
الإسرائيلي ما تزال في إطار "الحوارات والأحاديث التي لم ترق إلى مستوى النضج".
وشدد الظاظا، في تصريح خاص لـ"
عربي21"، على أن حركته ترى أن تلك "الحوارات لا تستحق التعامل معها حتى الآن بجدية عالية"، مؤكدا سعي حركته "لطرح كل ما هو جديد على الفصائل والقوى
الفلسطينية، للوصول إلى موقف فلسطيني متوافق عليه"، فيما يخص أي اتفاق هدنة أو تهدئة مع الاحتلال.
وكان المتحدث الرسمي باسم حماس، سامي أبو زهري قد قال في بيان صحفي الأسبوع الماضي، إن حركته عقدت في الأيام الأخيرة لقاءات واتصالات عدة مع فصائل وقوى فلسطينية (من بينها حركة فتح والجهاد الإسلامي والجبهة الشعبية والجبهة الديمقراطية والمبادرة الوطنية)، في قطاع
غزة، لتناول المستجدات السياسية على الساحة الفلسطينية.
وأوضح أبو زهري أن اللقاءات جرت بشكل ثنائي مع كل فصيل، مضيفا: "قدمت الحركة شرحا للقاءات مع الأطراف الأوروبية والدولية، ولقاءات الحركة مع توني
بلير (المبعوث السابق للجنة الرباعية الدولية) بشأن التهدئة".
لكن حركة فتح قالت في بيان الإثنين إن الهدف الحقيقي من لقاءات بلير مع رئيس المكتب السياسي لحركة حماس خالد مشعل في الدوحة، هو تكريس الانقسام وفصل قطاع غزة عن باقي أراضي الدولة الفلسطينية على حدود عام 1967".
ورأى بيان فتح أن الوثيقة التي حملها بلير من مشعل للترويج لحماس في الغرب تحت عنوان "رفع الحصار مقابل التهدئة"، "تعني عمليا تأجيل قضايا الحل النهائي وفي مقدمتها قضية القدس، الأمر الذي سيؤدي إلى تهويدها وتصفية الوجود الفلسطيني فيها"، حسب تعبير البيان
ويدور حديث إعلامي متزايد حول قرب إنجاز اتفاق هدنة بين حماس والاحتلال الإسرائيلي، مع موافقة الجانب الإسرائيلي غير المعلنه، على رفع الحصار بالكامل عن قطاع غزة، وفتح المعابر، وإنشاء ممر مائي يربط القطاع بالعالم الخارجي.
وكانت المقاومة الفلسطينية قد توصلت، عقب الحرب الأخيرة عام 2014 التي استمرت 51 يوما وأدت إلى حدوث دمار هائل في مختلف مدن قطاع غزة؛ إلى تهدئة مؤقتة مع الاحتلال عبر الوسيط المصري.
وفي سياق متصل، أكد الظاظا أن حركة حماس، تعمل على "ترتيبات مع عدد من الدول العربية والإسلامية؛ من أجل زيارتها وتعزيز وتعميق العلاقات معها، وفي مقدمة هذه الدول مصر"، كاشفا أن "وفد حركة حماس ينتظر إنجاز تلك الترتيبات مع الجهات ذات العلاقة؛ من أجل زيارة تلك الدول (لم يذكر منها إلا مصر) والتباحث معها في كل ما يهم القضية الفلسطينية"، حسب قوله.
وقال لـ"
عربي21": "حماس حركة منفتحة سياسيا على العالم العربي والإسلامي بصفته العمق الإستراتيجي لها وللمقاومة والشعب الفلسطيني"، موضحا أن "حركته معنية بتعزيز العلاقات الثنائية مع الوسط الإقليمي والعربي والإسلامي من منطلق الانفتاح على الكل، وشرح القضية الفلسطينية، لحشد وتجميع الدعم للمقاومة والقضية الفلسطينية بكل أبعادها".