كتب المحلل سايمون هندرسون، زميل بيكر ومدير برنامج الخليج وسياسة الطاقة في معهد واشنطن، عن العلاقة المتطورة بين
قبرص وإسرائيل، ويجد أن سببها هو الغاز الطبيعي وتركيا.
ويشير الكاتب في تقريره إلى زيارة رئيس الوزراء
الإسرائيلي بنيامين
نتنياهو، التي يقوم بها في 28 تموز/ يوليو، لبحث موضوع الغاز الطبيعي، من بين مواضيع رئيسة أخرى، مثل
إيران ومكافحة الإرهاب وعملية السلام مع الفلسطينيين.
ويرى هندرسون أن أهمية الزيارة تكمن في توقيتها، مشيرا إلى أن لقاء الطرفين يأتي بعد ستة أسابيع فقط من زيارة الرئيس القبرصي نيكوس أناستاسيادس إلى القدس، وستكون تلك أول زيارة يقوم بها نتنياهو إلى خارج البلاد منذ إعادة انتخابه في آذار/ مارس الماضي.
ويستدرك التقرير بأنه رغم استبعاد وسائل الإعلام القبرصية التوقيع على أي اتفاقات رسمية، إلا أنه من المرجح أن يتضمن جدول الأعمال تطوير حقل الغاز البحري "أفروديت"، الذي يقع بشكل رئيس في المنطقة الاقتصادية الحصرية للجزيرة، ولكنه يتداخل أيضا مع المنطقة الاقتصادية الحصرية لإسرائيل.
ويذكر الكاتب أن خريطة على الموقع الإلكتروني لشركة "نوبل إنرجي"، وهي شركة أمريكية مقرها في مدينة هيوستون الأمريكية، التي اكتشفت هذا الحقل بالإضافة إلى العديد من احتياطيات الغاز البحرية الإسرائيلية، تشير إلى أن نسبة ضئيلة من "أفروديت"، يقال أنها تتراوح ما بين 1-3 في المئة، تمتد إلى المياه الإسرائيلية، مستدركا بأنه حتى هذه النسبة الصغيرة تتطلب في النهاية "اتفاقية توحيد الإنتاج"؛ لكي لا يكون هناك أي خلاف حول عائدات بيع الغاز.
ويلفت التقرير إلى أن التقدم المحرز في تطوير موارد الغاز في الجزيرة يتناقض مع الوضع القائم في إسرائيل، حيث تواجه السلطات طريقا مسدودا فيما يتعلق بالإطار التنظيمي لتوسيع حقل "تمار"، الذي بدأ فعلا بإنتاج الغاز، وحقل "ليفياثان"، الذي لم يتم تطويره بعد. وتملك شركة "نوبل إنرجي" ومجموعة من الشركات الإسرائيلية برئاسة "ديليك" التراخيص لهذين الحقلين، بالإضافة إلى حقل "أفروديت".
ويقول هندرسون إن زيارة نتنياهو بشكل عام تعكس علاقة الحكومة الإسرائيلية الجيدة مع نيقوسيا، وحتى أنها قد تُعطي مثالا لتوقيع اتفاقات مستقبلية محتملة مع لبنان، حول الحدود البحرية واحتياطيات النفط والغاز المشتركة.
ويرجح التقرير، الذي ترجمته "
عربي21"، أن تثير المحادثات حفيظة
تركيا، التي لا تعترف بالحكومة في نيقوسيا أو باتفاق المنطقة الاقتصادية الحصرية بين قبرص وإسرائيل. ويشير معلقون أتراك إلى أن أفضل وسيلة لاستخدام غاز "أفروديت" سيكون بإرساله عبر خط أنابيب في قاع البحر وإلى المناطق الرئيسة في تركيا.
وينوه هندرسون إلى أن "نوبل إنرجي" تدرس حاليا بديلا أكثر احتمالا وهو: إرسال الغاز عبر خط أنابيب إلى مصر، حيث يمكن استخدامه محليا، أو تحويله إلى غاز طبيعي مسال لغرض التصدير.
ويورد التقرير أن القوات البحرية والقوات الجوية التركية قامت في الماضي بمضايقة أنشطة الحفر في المنطقة الاقتصادية الحصرية لقبرص، مستدركا بأن النقاشات حول خيار مصر هي أكثر تقدما من أي من المقترحات التركية، ومن المرجح أن تستمر قبرص و"نوبل إنرجي" ومجموعة "ديليك" في تجاهل معارضة أنقرة.
ويذكر الكاتب أنه بالإضافة إلى الغاز الطبيعي فإن نتنياهو سيناقش التهديد الإيراني، خاصة أن الشرطة القبرصية اكتشفت مؤخرا مخبأ للمتفجرات مرتبطا بـ"حزب الله"، وبشكل أقل قد يتطرق المسؤولان لعملية التسوية، خاصة أن الرئيس أناستاسيادس كان حريصا على بعث الحياة مرة أخرى في المفاوضات.
ويختم هندرسون تقريره بالإشارة إلى اعتقاده بأن قضية الغاز ستكون في قلب المحادثات؛ لأن مكانة إسرائيل، كونها ثقلا موازيا لتركيا، ستكون حاسمة لتحديد مسار جهود التنمية القبرصية.