صحافة دولية

فيسك: أمريكا قررت الوقوف مع الشيعة في الحرب الطائفية بالمنطقة

فيسك: الولايات المتحدة تعبت من الأمراء العجزة في الخليج - أ ف ب
فيسك: الولايات المتحدة تعبت من الأمراء العجزة في الخليج - أ ف ب
كتب روبرت فيسك في صحيفة "إندبندنت" أنه مهما كان الاتفاق النووي بين إيران والقوى الكبرى عظيما، إلا أن أمريكا قررت الوقوف مع الشيعة في الحرب الطائفية الدائرة في الشرق الأوسط اليوم، مشيرا إلى أن الرئيس باراك أوباما اعتبر الاتفاق علامة أمل للعالم وفرصة في الطريق الآخر، فيما عبر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، وسلاطين الخليج عن غضبهم من اتفاق فينا. ويجد أن العرب بالتحديد سيرون أن أمريكا قد وقفت في الحرب الطائفية الدائرة اليوم مع الشيعة. 

ويعلق فيسك قائلا: "إن الاتفاق لم يقدم بهذه الطريقة من الكبار والطيبين. فعناوين الأخبار كانت بسيطة، وهي أن الإيرانيين وافقوا على كبح مشروعهم النووي، ووقف أجهزة الطرد المركزي لمدة عقد من الزمان، ووقف تخصيب اليورانيوم، وهذا كله مقابل وقف العقوبات، والإفراج عن الودائع المالية، وتحويل الأموال التي فرضتها أو جمدتها واشنطن والاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة على بلد أقامه الشيخ العجوز الملتحي آية الله روح الله خميني قبل 36 عاما". 

ويضيف الكاتب أنه "بناء على الاتفاق فسيكون الكثير من (الشبان) التابعين للوكالة الدولية للطاقة الذرية بمعاطفهم البيضاء بالدخول والتجول في المنشآت النووية الإيرانية، بتحذير كاف وغير كاف للإيرانيين، وهذه النقطة لم تكن واضحة، ولكن الواضح هو تحقق السلام في زمننا".

ويتابع فيسك: "إنس إرث أوباما والكلام التقني كله، الذي ورد في وثيقة الاتفاق التي كانت عبارة عن 80 صفحة بالإنجليزية و 100 بالفارسية؛ لأن إيران في طريقها لأن تستلم راية الشاه كونها شرطيا لمنطقة الخليج. وعلى علماء الهزات الأرضية تحضير أنفسهم للهزة المقبلة". 

ويشير الكاتب إلى خطاب الرئيس أوباما من البيت الأبيض، حيث تحدث عن الآمال التي يحملها الاتفاق وتحذيره الكونغرس من محاولة تحطيمه، مهددا باستخدام الفيتو، ولهذا السبب علق الرئيس الإيراني المجتهد بأن الحوار البناء يثمر.

ويقول فيسك: "مع السلامة للتأثير الغامر للدول السنية المسلمة، التي أعطت أبناءها لجرائم 11/ 9 ضد الإنسانية، وأخرجت أسامة بن لادن، ودعمت حركة طالبان والإسلاميين السنة في العراق وسوريا، مع السلامة للأمراء الذين دعموا تنظيم الدولة". 

ويواصل الكاتب قائلا إن "الولايات المتحدة تعبت من الأمراء العجزة في الخليج، ومحاضراتهم الطهورية المملة، وثروتهم المتعبة، وحربهم الأهلية المتهالكة في اليمن. فإيران الشيعية هي الرجل الطيب".

ويجد فيسك أن المظهر مخادع، فالمجانين المعربدون داخل الحرس الثوري، والمعربدون داخل الحكومة الإسرائيلية، ومثلهم في الكونغرس، سيحاولون تدمير الاتفاق. ولكن هنا وزير الخارجية الأمريكي جون كيري، ليس أذكى وزير خارجية، قضى في المحادثات الإيرانية في فينا 80 يوما، أكثر مما قضاه الوزراء الأمريكيون السابقون له في مكان واحد منذ الحرب العالمية الثانية. مشيرا إلى أن من كتب ميثاق الأمم المتحدة قد قضى شهرين فقط في صياغته، فيما انتهت معاهدة يالطا في يومين، ولهذا السبب عبر نتنياهو عن غضبه.

ويرى الكاتب في مقاله، الذي ترجمته "عربي21"، أن من نتائج الاتفاق أن إيران تبدو الأن على قائمة الدول المرشحة للتفاوض حول مستقبل سوريا ونظام الأسد. فالحرس الثوري وحزب الله في لبنان يقاتلون على جبهات القتال ضد الإسلاميين. وستحاول إيران إقناع إدارة أوباما لدعم الأسد، على الأقل تكتيكيا، إن رغب بتدمير تنظيم الدولة. 

وينقل فيسك عن المصادر العربية قولها إن كيري وظريف قضيا وقتا طويلا وهما يتحدثان حول هذا الموضوع في فينا، وربما لهذا السبب طالت مدة المحادثات. 

ويعتقد الكاتب أن تنظيم الدولة، المرعب والمتعطش للدماء، سيشعر بالهول من الاتفاق بالطريقة ذاتها، التي شعر بها نتنياهو. أي أن مواقف إسرائيل وتنظيم الدولة تلاقت، وإن لفترة قصيرة، لافتا إلى أنه الموقف السعودي ذاته من إيران، التي وصفها مسؤول سعودي بارز برأس الأفعى.

ويعلق فيسك على كلام مسؤولة السياسات الخارجية في الاتحاد الأوروبي فردريكا مورغيني، التي وصفت الاتفاق بالتاريخي، وتوقعت أداء إيران دورا إيجابيا في المنطقة، وقد فهم من هذا دور إيران في سوريا.

ويتوقع الكاتب أن يقوم أوباما ببعض الاتصالات الهاتفية لدول الخليج، مطمئنا إياها، وداعيا إياها للثقة بأمريكا، تماما كما فعله بيل كلينتون قبله، عندما أصدر أصواتا حول أهمية الاتفاق النووي مع كوريا الشمالية، ويقول: "سيتذكر الجميع، وسيتذكر بيبي (نتنياهو) أن أوباما من عادته ترك السيارة المحطمة دون أن يتصل بالتأمين". 

ويختم فيسك مقاله بالقول: "ألم يكن كيري هو نفسه الذي حاول حل النزاع الفلسطيني الإسرائيلي القديم في عدة أشهر. وفي اللحظة التي بدأت فيها هذه القضية الميؤوس منها تؤثر على سمعة (القديس باراك) تخلى عنها. وأراهن أن الكلمة الوحيدة التي لم يتلفظ بها أحد خلال الأسبوعين الماضيين كانت (فلسطين)".
التعليقات (3)
الطنجاوي طارق
الجمعة، 17-07-2015 07:58 م
لابد من دراسة اسباب النصر و لابد للسعودية من التخلي عن أحقادها و فتنها و تنحى منحى العدالة و الحرية لشعبها المظاوم و كذا دول العرب السنة .
محمد جواد
الأربعاء، 15-07-2015 11:35 م
طارت الطيور بأرزاقها ونصر للمسلمين. وإن الله مع الصابرين ونتيجتها بركه للصابر وليس المتهور
كاضم
الأربعاء، 15-07-2015 04:38 م
لقدأنتصرنا والموت الى ا واسرائيل وال سعود الوهابية

خبر عاجل