شنت عدد من المواقع التابعة للمجلس الأعلى الإسلامي الشيعي في
العراق؛ هجوما عنيفا على أتباع التيار الصدري، على خلفية رفض زعيمهم
مقتدى الصدر مشاركة قواته في إخلاء أكثر من مئة جثة لعناصر من
منظمة بدر، قتلوا في معركة مع تنظيم الدولة بمنطقة جبال حمرين في محافظة ديالى، شمال العاصمة بغداد.
وأوردت صحيفة الأخبار، المدعومة من حزب
المجلس الأعلى، مقالا هاجم كاتبه أحمد العباسي، بشكل عنيف، مقتدى الصدر، متهما إياه بخيانة الأمانة، وتعاليم الدين، وأخلاق أمير المؤمنين علي بن أبي طالب، وقال إن الفعلة التي قام بها الصدر ستلحق به العار والفضيحة إلى يوم الدين.
وقارن كاتب المقال بين "ما تفعله النساء في المحافظات الجنوبية من دعم وإسناد لعناصر
الحشد الشعبي، وبين ما يقوم به قادتنا الشيعة المعممين"، في إشارة الى مقتدى الصدر، "الذين ابتلى العراق بهم وهم سبب خراب العراق منذ سقوط نظام الدكتاتور (صدام حسين) وحتى هذا اليوم"، بحسب تعبيره.
وفي السياق ذاته، نقلت وكالة أنباء اليوم الثامن، التابعة للمجلس الأعلى، نص فتوى الصدر الخاصة برفضه قيام أتباعة بعمليات إخلاء أكثر من مئة جثة لمقاتلين تابعين لمنظمة بدر، الجناح العسكري للمجلس الأعلى.
وهاجمت صفحات مؤيدة للمجلس الأعلى على مواقع التواصل الاجتماعي؛ مقتدى الصدر، ووجهت له اتهامات بالتخلي عن شهداء مذهب أهل البيت، وتركهم طعاما للحيوانات، داعية جميع القوى الشيعية إلى تعرية الدور "المشبوه" الذي يقوم به الصدر وأتباعة في الحرب ضد التنظيم، وفق قولها.
وكان المكتب الإعلامي الخاص بمقتدى الصدر قد نشر في وقت سابق نص استفسار بعث به أحد مقاتلي سرايا السلام التابعة للصدر، والذي طالبه بالسماح لهم بإخلاء جثث أكثر من 100 قتيل تابعين لمنظمة بدر، سقطوا في معركة مع تنظيم الدولة في منطقة جبال حمرين، مضيفا أن إحضار الجثث وتسليمها إلى ذويهم من شانه أن يدخل الفرح عليهم ليقوموا بدفنها.
ونشر المكتب الإعلامي نص جواب الصدر الذي استغرب تدخل الجندي في مثل هذه المسائل، مع توجيه بطرده من سرايا السلام وبشكل فوري.
وتسود حالة من الصراع بين الفصائل الشيعية المؤلفة لمليشيا الحشد الشعبي، وصلت إلى محاولات تسقيط مستمرة بين القيادات التي يتهم بعضها الآخر بالتقاعس، أو التراجع عن محاربة تنظيم الدولة.
وتتألف مليشيات الحشد من فصائل أساسية هي لواء الأكبر، وكتائب الجهاد، وسرايا العتبتين العلوية والعباسية (تتبع للمرجع علي السيستاني)، في حين يتزعم رئيس المجلس الأعلى عمار الحكيم، سرايا الجهاد والبناء، وسرايا عاشوراء، وسرايا أنصار العقيدة، فيما يقود مقتدى الصدر سرايا السلام.