تداولت مواقع إلكترونية وصفحات على مواقع التواصل تابعة لمليشيات
الحشد الشعبي الشيعية؛ مجموعة بيانات قالت إنها صادرة عن
تنظيم الدولة، وأنها توضح مدى الخوف الذي يلحق بمقاتلي التنظيم لدى سماعهم بوصول فصيل من الحشد إلى ساحة المعركة، فضلا عن توجيهات لمقاتلي التنظيم بالتنكر في أزياء الحشد وممارسة أعمال النهب والسلب، ونشرها في الإعلام، وفق ما جاء في البيانات المزعومة.
ونشرت صفحة "الإعلام الحربي" التابعة لسرايا السلام، المنضوية في الحشد الشيعي، رسالة قالت إنها صادرة عن ولاية صلاح الدين في تنظيم الدولة، مرسلة إلى أبي بكر البغدادي لمطالبته بالمزيد من التعزيزات والدعم المعنوي لمواجهة السرايا، التي خسروا أمامها الكثير من المعارك في السابق.
وبحسب الرسالة التي نشرتها الصفحة، فإن مرسل الخطاب يقول إن جنودا من تنظيم الدولة يهربون حين يسمعون بمشاركة قوات السرايا التابعة لمقتدى الصدر في المعركة، وتنتابهم حالة من اليأس. فيما يحفل الخطاب المؤلف من ثمانية أسطر بسبعة أخطاء إملائية، بالإضافة إلى طريقة مختلفة في الشعار والعبارات المستخدمة في البيانات الصادرة عن إعلام الولايات التابعة لتنظيم الدولة.
وعملت عدة صفحات تابعة لفصائل منضوية ضمن مليشيا الحشد الشعبي على نشر ذات الرسالة، مع تغيير عبارة القوة المهاجمة، حيث جاء في النص الذي نشرته كتائب عاشوراء أن المرسل يخبر البغدادي بأنهم لا يخشون سوى هذه الكتائب، وتكرر الحال مع فصيل العصائب، وكتائب حزب الله، ومنظمة بدر، ولواء الصادقين.
وجاء نشر هذا النص المنسوب لتنظيم الدولة؛ قبل يومين فقط من استيلائه على كامل مدينة الرمادي مركز محافظة الأنبار، والذي قال عنه المستشار في الجيش الأمريكي علي خضيري إنه تم بعد انهيار ستة آلاف عنصر من الجيش والشرطة
العراقية أمام 150 من عناصر التنظيم.
وسبق لسرايا السلام أن نشرت على موقعها الرسمي المسمى "رسل السلام"؛ بيانا قالت إنها حصلت عليه بالرغم من أنه سري، صادر من إعلام ولاية صلاح الدين في تنظيم الدولة، ويحتوي على تعليمات لجميع "المجاهدين" بارتداء زي الحشد وممارسة أعمال السرقة والنهب، وتصويرها ونشرها على أكبر نطاق من أجل تشويه صورة الحشد واتهامه بهذه الأعمال.
وتحفل الصفحات المؤيدة لمليشيات الحشد بالكثير من البيانات والوثائق والصور المفبركة، ومنها إصدارات مرئية وفوتوغرافية خاصة بتنظيم الدولة، بعد إزالة علامات التنظيم عنها، وأضيفت لها إشارات وشعارات خاصة بالفصائل الشيعية، لتنسب إلى
مليشيات الحشد، بالإضافة إلى صور تقول إنها لزعماء في تنظيم الدولة تم القبض عليهم متنكرين بأزياء النساء، واتضح لاحقا أنها مأخوذة من عمليات اعتقال لمهربي مخدرات تنكروا بأزياء نساء في أمريكا الجنوبية.
وتعاني منظومة الحشد الشعبي من مشكلة الإعلانات المتكررة عن انتصارات واستيلاء على مناطق يتم التأكد لاحقا أنها غير حقيقية، ومنها معركة الشجوة الشهيرة التي زف الإعلام الحربي البشرى بتحريرها من التنظيم، واتضح لاحقا أنها تسمية وهمية أطلقها أنصار تنظيم الدولة، ما أثار حملة سخرية واسعة في الإعلام المحلي والعالمي عقب انتشار أخبار "المقلب الإعلامي" الطريف.