بدأت الثورات العربية من
تونس، حيث أصبحت تعد مهد الثورات العربية، ولكنها وبعد أربعة أعوام قد تصبح إضافة جديدة للمناطق التابعة لتنظيم الدولة، تحت مسمى ولاية أفريقية.
وقالت نانسي يوسف في تقرير أعدته لصالح موقع "ديلي بيست"، إن هناك أدلة تشير إلى طمع
تنظيم الدولة بضم تونس إلى مناطق نفوذه.
ويشير التقرير، الذي اطلعت عليه "عربي21"، إلى أن تنظيم الدولة نشر قبل أسبوعين شريط فيديو يسخر فيه من الحكومة، وقدم فيه صورة للمقاتلين وهم يلوحون ببنادقهم، وأخذوا يسخرون من حملة لتشجيع السياحة التونسية، بعد الهجوم على متحف
باردو، الذي نفذه ناشطون في التنظيم.
ويذكر الموقع أن التنظيم قام بوضع صور لمن يفترض أنهم الشهداء التونسيون للقضية التي يدافع عنها التنظيم، مع أن الصور والتغريدات لا تعطي أي دليل أين ماتوا ومتى. ويقول التنظيم إنه سيعلن عن تشكيل الدولة الإسلامية في
أفريقيا، وهو الاسم السابق لتونس.
وتلفت الكاتبة إلى أن المحللين في مجال مكافحة الإرهاب كانوا يأملون أن تؤدي خسائر التنظيم في العراق وسوريا إلى إضعاف قدرته على التوسع، إلا أن التقدم نحو تونس يقضي على هذه الآمال.
ويبين الموقع أن تونس، التي تعد مهدا لما عرف بالربيع العربي عام 2011، لن تكون آخر نقطة يتوسع فيها التنظيم للغرب. وقد نظر إلى تونس على أنها أفضل بلد عربي يخرج من فترة الفوضى والاحتجاجات، التي أطاحت بحكم الرئيس السابق زين العابدين بن علي، وقد عبدت الثورة التونسية الطريق أمام سقوط الأنظمة في مصر وليبيا واليمن.
ويستدرك التقرير بأنه بالرغم من هذا كله، فإن في تونس تيارا إسلاميا متشددا مسؤولا عن إرسال أكبر عدد من المتطوعين التونسيين إلى سوريا، حيث يصل عددهم إلى حوالي ثلاثة آلاف تونسي، إضافة إلى أربعة آلاف متطوع في ليبيا.
وتفيد يوسف بأن الرسائل التي تشير إلى توسع تنظيم الدولة في تونس، نشرت على "تويتر" ومواقع إنترنت مرتبطة بالتنظيم، وقد تم حذف بعض هذه التغريدات.
ويورد الموقع أن هناك بعض التغريدات التي سخرت من الحملة التونسية لتشجيع السياحة بعد حادثة الهجوم على متحف باردو، التي حملت عنوان "نعم، سنزور تونس". وفي دعاية للتنظيم ظهر رجل غطى وجهه بقناع أسود، ويحمل في يده بندقية "إي كي-47"، وفي يده الأخرى عبارة "سآتي إلى تونس في الصيف".
وينقل "ديلي بيست" عن مسؤولين أمريكيين قولهما إن الولايات المتحدة تراقب كيفية تطور الوضع، لكنهما لم يقدما معلومات حول الرسائل الأخيرة، وفيما إن كان التنظيم يتحرك باتجاه تونس.
ويعرض التقرير قول مسؤول إن تونس "هي بالتأكيد المناخ الذي يمكن أن ينتعش تنظيم الدولة فيه". وأضاف "في نقطة معينة في المستقبل قد أرى فرقة تقول: نحن مرتبطون بتنظيم الدولة".
وتجد الكاتبة أنه على خلاف الحملات التي قام بها الجهاديون للتقدم في مناطق أخرى، فإن دفعهم باتجاه تونس يبدو فاترا، فعوضا عن الحديث عن وجود علاقة بجماعات محلية، يقوم التنظيم بنشر رسائل تدعو الشبان التونسيين للانضمام إليه.
وينقل التقرير عن آون زيلين من معهد واشنطن لدراسات الشرق الأدنى، قوله: "هناك علامات تقول إنهم يحاولون الإعلان وبشكل رسمي عن ضم تونس إلى نفوذهم". ويضيف أنهم "يحاولون بناء زخم وإثارة".
وترى يوسف أن تونس تمثل تحديا للتنظيم من ناحية عدم وجود جماعة تتعاون معه، وهذا بخلاف سوريا والعراق ونيجيريا، ففي الأخيرة تعاون التنظيم مع حركة بوكو حرام، مع أن الأخيرة لديها رؤية مختلفة عن رؤية الجهاديين في سوريا والعراق. وكانت أول إشارة عن التعاون بين بوكو حرام وتنظيم الدولة قد ظهرت في شباط/ فبراير، عندما حولت بوكو حرام قناتها التلفازية إلى قناة متقدمة.
وينوه التقرير، الذي ترجمته "عربي21"، إلى أنه رغم حالة الهدوء التي أصابت تحركات بوكو حرام خلال الانتخابات الرئاسية الأخيرة، إلا أن زعيم التنظيم أبا بكر شيكاو أعلن عن تغيير اسم الحركة إلى "تنظيم الدولة الإسلامية في غرب أفريقيا"، ما يشير إلى أن بوكو حرام، التي عانت من هزائم، أصبحت تعتمد كثيرا على مساعدة تنظيم الدولة.
ويوضح الموقع أنه في أفغانستان عمل تنظيم الدولة مع قادة من طالبان شعروا بالتهميش، مثل حافظ سيد خان أوركزاي، الذي كان قياديا سابقا في طالبان باكستان. أما في ليبيا فقد بنى التنظيم وجوده من خلال مجموعات في درنة وسرت.
ويذهب التقرير إلى أنه لا يوجد في تونس شركاء يمكن أن تبني معهم علاقات. وتوجد فيها جماعة إرهابية تعرف باسم كتيبة عقبة بن نافع، التي لا تزال تعمل مع تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي، المعادي لتنظيم الدولة.
ويختم "ديلي بيست" تقريره بالإشارة إلى أن تنظيم الدولة كان قد أعلن مسؤوليته عن هجوم آذار/ مارس على متحف باردو، وقتل فيه 22 شخصا، وجرح 50 آخرون، إلا أن السلطات التونسية اتهمت كتيبة عقبة بن نافع بتنفيذه.