شنت جماعة "أنصار الله" المعروفة بجماعة
الحوثي، حملة اعتقالات واسعة في صفوف قيادات وكوادر التجمع
اليمني للإصلاح المحسوب على جماعة "الإخوان المسلمين" منذ يومين، ولا تزال هذه الحملة المسعورة -كما يصفها حقوقيون- مستمرة.
وتنوعت مظاهر الاعتقال لقيادات وناشطين بـ"إخوان اليمن"، بين اقتحام منزل واختطاف، دون سابق إنذار، وآخرون جرى اختطافهم بعد مداهمة مراكز ودور العبادة في صنعاء، حيث كانوا يتواجدون فيها.
ففي أقل من 48 ساعة، تم اختطاف واعتقال أكثر من 120 من كوادر حزب
الإصلاح بينهم قيادات سياسية بارزة من الصف الأول في الحزب، فضلاً عن الانتهاكات الأخرى التي طالت جمعيات ومنظمات مجتمع مدني.
وأثارت هذه الحملة قلق الأوساط الحقوقية والسياسية التي أعربت عن إدانتها لهذه الإجراءات القمعية لحقوق الإنسان.
إحصائية لانتهاكات الحوثي السبت
وفي هذا السياق، قال مركز صنعاء الحقوقي :إن "جماعة الحوثي المسلحة صعدت من انتهاكاتها ضد حقوق الإنسان، في أبشع هجوم تم تنفيذه ضد قيادات التجمع اليمني للإصلاح منذ السبت الماضي.
وأوضح المركز في تقرير أولي وصل "
عربي21" نسخة منه، أن "المليشيات الحوثية ارتكبت ( 159 ) انتهاكاً خلال 24 ساعة في صنعاء، حيث بلغت الاختطافات (122) من قيادات وأعضاء حزب الإصلاح وناشطين، كما تم مداهمة واقتحام (17 ) منزلاً، و(تسعة) مقرات تابعة لحزب الإصلاح، ونهب (خمس) من منظمات المجتمع المدني، وستة مساكن طلابية"، وفقا للتقرير.
ووصف المركز الحقوقي حملة الاختطافات التي شنتها مليشيات الحوثي ضد قيادات وأعضاء في حزب التجميع اليمني للإصلاح في صنعاء الرافضين لانقلابها بــ"الشعواء"، معرباً عن إدانته لاقتحام منازل المواطنين ومقرات الجمعيات الخيرية والمساكن الطلابية.
ودعا المركز بسرعة إطلاق سراح المختطفين فورا، والانسحاب من كاف المقرات التي تم اقتحامها من قبل الحوثيين.
"عربي21" ترصد انتهاكات يوم الأحد
هذا وقامت صحيفة "
عربي21" برصد انتهاكات الحوثي يوم الأحد، التي تنوعت بين الاقتحام لمنازل الإصلاحيين واختطاف آخرين، في مشهد يجسد مسيرة القمع والاختطاف لجماعة الحوثي لخصومها السياسيين، حيث قامت الأحد، باختطاف محافظ مدينة عمران السابق الشيخ محمد حسين دماج ونجله الحسين في صنعاء، وهما من قيادات حزب الإصلاح، كما قاموا باختطاف منصور الوليدي عصر الأحد من مسجد المجاهدين بمنطقة شيراتون في الضاحية الشمالية الشرقية من مدينة صنعاء.
الأمر ذاته، حدث لرئيس الدائرة القانونية بالتجمع اليمني للإصلاح محمد ناجي علاو، الذي جرى اقتحام منزله واختطاف سبعة أشخاص كانوا فيه.
كما قام مسلحون حوثيون باختطاف عدد من ناشطي الحزب في منطقة السنينة مساء الأحد، الذي بلغ عددهم تسعة أشخاص، يقيمون في أحد المساكن الخيرية بصنعاء، وهم (زايد هزاع، عصام فتوان، عبد الله عبد الواحد، وهبي منصور، خليل محمد، عبد الله الحدابي، عبد الرحمن منصور، أيمن الصلوي، محمد قحطان).
ردود أفعال
من جانبه، حذّر حزب "التجمع اليمني للإصلاح"، المحسوب على الإخوان المسلمين، الأحد، جماعة أنصار الله (الحوثيين) والرئيس السابق علي عبد الله صالح شخصياً، ومن يستجيب لأوامرهما، من مغبة المساس بقياداته وناشطيه المختطفين.
واستنكر بيان صادر عن الأمانة العامة للحزب، الأحد، "حملة الاعتقالات ومداهمة المنازل وترويع النساء والأطفال، التي طالت العشرات من قيادات الحزب وناشطيه".
واعتبر الحزب أن تلك الحملة "تذهب بالأوضاع في البلاد الى مزيد من التعقيد والتأزيم، الناتج عن انقلاب الحوثي وصالح على الشرعية في البلاد"، محذراً مما أسماه "الاستمرار والتمادي في تلك الحماقات".
وحمّل البيان "الحوثيين" و"صالح"، "كل ما سيترتب على ذلك من تداعيات قد لا تحمد عقباها"، على حد وصفه، داعياً الطرفين إلى "سرعة اطلاق كافة المختطفين فورا".
وكانت جماعة الحوثي أعلنت حل حزب الإصلاح، وشنت حملة اعتقالات مسعورة طالت قيادات بارزة من الصف الأول في الحزب.
حزب سلفي يدين همجية الحوثي
وفي سياق ردود الأفعال، أعلن حزب الرشاد السلفي في اليمن، رفضه للإعمال الهمجية التي تقوم بها جماعة الحوثي بحق العشرات من القيادات العليا والوسطى للتجمع اليمني للإصلاح وغيرهم من الناشطين السياسيين والإعلاميين.
وأدان الرشاد اليمني حملة الاختطافات والاعتقالات التي نفذها الحوثيون لقيادات الإصلاح، بالإضافة الى مداهمة عدد من مقرات الحزب ومؤسساته الخيرية ومساكن خاصة بطلاب الجامعات في صنعاء، فضلاً عن المساجد واقتياد أئمتها ومؤذنيها الى أماكن مجهولة.
وأكد بيان صادر عن الحزب مساء الأحد، أن "هذه الأعمال من شأنها أن تخلق المناخات المضطربة، وتضاعف المخاطر فوق ما هي عليه اليوم في الأحداث الجارية، مطالباً بوقف الحرب على الجنوب والمناطق الشرقية، وفك الحصار عن مدينة عدن، وإيقاف العدوان غير المبرر وغير الأخلاقي على أهلها، وكذلك الإفراج الفوري عن جميع المختطفين.
وتأتي هذه الحملة الحوثية على التجمع اليمني للإصلاح (إخوان اليمن)،عقب تأييده لعملية
عاصفة الحزم ضد الحوثيين والرئيس اليمني المخلوع علي عبد الله صالح، في الوقت الذي أدان فيه "السلوك الثأري الانتقامي المدمر الذي مارسته القوى المضادة المتمثلة بعلي صالح والحوثيين".