السيسي يستقبل أمير قطر بالأحضان.. ما محبة إلا بعد تخابر

استقبل الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، أمير قطر تميم في مطار شرم شيخ الدولي بالقبلات والأحضان، قبل انطلاق القمة العربية في دورتها السادسة والعشرين التي تستضيفها مصر، السبت.

وأثارت الحفاوة الواضحة والاستقبال الحار من السيسي للأمير تميم حالة من الجدل بسبب التغيير المفاجئ في العلاقات بين النظامين بعد شهور طويلة من اتهام القاهرة للدوحة برعاية وتمويل الإرهاب، وانتقاد قطر للانقلاب وللقمع الذي تمارسه السلطات المصرية للمعارضين السياسيين.

ولم يتوقف الأمر عند اللقاء الودي لزعيمي مصر وقطر، بل شهدت أروقة القمة العربية تقاربا ملحوظا بين مسئولي البلدين، حيث شوهد المتحدث باسم الخارجية المصرية بدر عبد العاطي يتبادل حديثا وديا مع سفير قطر في القاهرة سيف أبو العينين. 

قمة ثنائية

وعلى هامش القمة، عقد الرئيس السيسي وأمير قطر جلسة مباحثات ثنائية تناولت – بحسب بيان الرئاسة المصرية - العلاقات الثنائية بين البلدين الشقيقين وسبل وتعزيزها، إلى جانب بحث المستجدات الإقليمية والدولية، وذلك قبل قليل من انعقاد القمة العربية التي انطلقت فعالياتها في مدينة شرم الشيخ المصرية.

وأثار هذا اللقاء العديد من التكهنات حول مستقبل العلاقات المصرية القطرية، وسط أنباء عن تحسن في العلاقات بين الجانبين وقرب إعادة تبادل السفراء بين البلدين.

وكانت قطر قد سحبت سفيرها بالقاهرة في فبراير الماضي، على خلفية اتهام مندوب مصر بالجامعة العربية للدوحة بتمويل الإرهاب.

ومن مفارقات السياسية أن أعداء الأمس -مصر والإمارات من جانب وقطر وتركيا من جانب آخر- أضحوا أعضاء في التحالف الذي تقوده السعودية ضد الحوثيين في اليمن.

وأرسلت الإمارات وقطر طائرات حربية للمشاركة في عملية "عاصفة الحزم"، بينما أعلنت مصر وتركيا دعمها للموقف السعودي وتقديمها دعما سياسيا ومعلوماتيا.

الإعلام المنافق

وعلى الرغم من أن وسائل الإعلام الموالية للانقلاب تشن هجوما حادا على قطر منذ يوليو 2013 وصل إلى حد سب أعضاء الأسرة الحاكمة بأقذع الألفاظ، حتى أن السيسي قدم اعتذارا قبل عدة أسابيع لأمير قطر عن هذه الإهانات، إلا أن هذا الإعلام تحول بشكل مفاجي بمقدار 180 درجة، وأبدى سعادته بالتقارب المصري القطري.

ورحب الإعلامي أحمد موسى -المعروف بهجومه الشديد على قطر- بالأمير تميم قائلا: "مهما كان بيننا وبين أمير قطر فقد جاءنا إلى بيتنا، ومن أخلاقنا كمصريين أنه إذا جاء أحد إلى بيتنا نسامحه حتى لو كان بيننا وبينه ثأر".

ولم يكتف موسى بذلك بل امتدح أمير قطر "لإصراره على المشاركة في القمة العربية بنفسه، وحرصه على إنجاح عملية عاصفة الحزم".

أما الإعلامي محمود سعد، فعلق على استقبال السيسي لأمير قطر بقوله "مراسم استقبال الأمير تميم تدل على رقي أخلاق السيسي".

وأضاف: "في السياسة المصالح بتصالح، مفيش في السياسة قوالب جامدة، وهذه المصالحة من أجل الشعب، فالرئيس السادات زار اسرائيل وابتسم في وجه قادة اسرائيل رغم الحرب بينهم لسنوات".

من جانبها، قالت حركة شباب 6 أبريل، عبر صفحتها على "فيسبوك" : "سؤالين لمحبي طرفي الحضن.. هو ينفع نقابل اللي تآمر علينا لهدم الدولة ومول الإرهاب وحاول تفكيك الجيش وبتحاكم الرئيس السابق بتهمة التخابر معاه بكل الحب ده؟ وفي المقابل؛ ينفع تقابل بالحفاوة دي قائد الانقلاب اللي بيقتل الشعب والمظاهرات ضده في كل حارة، زي ما بيقول إعلامك الرسمي؟!".

ما محبة إلا بعد تخابر

وتتناقض هذه الحرارة المفاجئة مع التدهور الحاد في العلاقات بين مصر وقطر، حتى أن الرئيس محمد مرسي وعدد من قيادات جماعة الإخوان المسلمين يحاكمون أمام القضاء بتهمة "التخابر مع قطر".

من جانبهم، سخر نشطاء مواقع التواصل الاجتماعي على الانترنت من تناقض الموقف المصري من قطر، وتهكموا من تغيير موقف السيسي.

فقال حسام السيد -عبر فيس بوك- : "التخابر حلو مفيش كلام"، وكتب بوجي رزيق: "ما محبة الا بعد تخابر" في إشارة إلى قضية التخابر التي يحاكم فيها الرئيس مرسي.

أما محمد فخري فقال: "التخابر لا يفسد للرز قضية" في إشارة إلى جملة السيسي حينما قال إن حكام الخليج لديهم فلوس زي الرز.

وفي إشارة لتلقين عباس كامل مدير مكتب السيسي للإعلاميين، كتب أبو كريم يقول: "قطر دولة شقيقة.. بتكتب يا أحمد"، أما محمد شاهين فقال: "يعني انا دلوقتي أحب قطر ولا أكرها؟ لازم استني أحمد موسى بالليل وهو يفهمني الحقيقة".