خلال الأيام القليلة المقبلة تشهد العاصمة
اللبنانية (بيروت) سلسلة مؤتمرات وملتقيات عربية ودولية في إطار مواجهة مختلف التحديات التي يتعرض لها العالم العربي والإسلامي، ولا سيما انتشار العنف والتطرف في العالم، وتصاعد العدوان الصهيوني ضد الشعب
الفلسطيني، ومن أجل مراجعة الأحداث التاريخية، كي تكون عبرة في مواجهة تحديات الحاضر والمستقبل.
فبدعوة من ملتقى الأديان والثقافات للتنمية والحوار، وبمشاركة العشرات من مؤسسات وشخصيات المجتمع المدني من لبنان والعالم العربي، ينعقد في قصر الأونيسكو في بيروت يوم الجمعة مؤتمر حاشد لإطلاق نداء الحوار والسلم الأهلي واعتبار العام 2015 عام الحوار والسلم الأهلي، وقد أعد الملتقى وثيقة شاملة لمواجهة العنف والتطرف المستشري في العالم أجمع، وتتضمن الوثيقة نقاطا عديدة من أجل الدعوة للحوار، ودعم دور المؤسسات الدينية الناشطة في تعزيز المواطنة والرافضة للتطرف، وسيسعى الملتقى لإطلاق برنامج عمل مستمر خلال العام الحالي على مستوى لبنان والعالم العربي والإسلامي؛ من أجل تعزيز ثقافة الحوار ومواجهة النزاعات المختلفة.
ويومي السبت والأحد تشهد بيروت أيضا سلسلة مؤتمرات ولقاءات دولية لدعم القضية الفلسطينية، والبحث في واقع العالم العربي بعد الثورات الشعبية، ودراسة التطورات التي حصلت خلال الحرب العالمية الأولى.
فعلى صعيد دعم القضية الفلسطينية وبدعوة من المركز العربي والدولي للتواصل ينعقد منتدى العدالة لفلسطين بحضور مئات الشخصيات العربية والدولية؛ لإبراز ظلم العدو الصهيوني وما يرتكبه من انتهاكات بحق الشعب الفلسطيني وللمطالبة بمحاكمة المسؤولين الصهاينة.
وتنعقد الندوة الشبابية العربية التي تضم حوالي مئتي شاب وشابة لبنانيين وعرب، وستخصص جلساتها لمناقشة الثورات العربية الشعبية وأوضاع العالم العربي في هذه المرحلة.
وبدعوة من المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات (ومقره الرئيسي في الدوحة وله فرع أساسي في بيروت)، يعقد المؤتمر السنوي الثاني للدراسات التاريخية تحت عنوان: مئة عام على الحرب العالمية الأولى.. مقاربات عربية.
ويشارك في المؤتمر حشد كبير من المفكرين العرب والأجانب، ويهدف المؤتمر لإعادة دراسة كل المعطيات التاريخية والاجتماعية والاقتصادية التي رافقت الحرب العالمية الأولى من وجهة نظر عربية.
ويشكل هذا المؤتمر فرصة لإعادة دراسة التاريخ؛ من أجل الاستفادة من ذلك لقراءة الحاضر والمستقبل خصوصا أن هذه الحرب هي التي أسست للواقع العربي التقسيمي الحالي.
من خلال هذه
المبادرات والملتقيات والمؤتمرات تعود العاصمة اللبنانية كي تقوم بدورها الريادي الفكري والسياسي من أجل دراسة الأوضاع العربية وإطلاق الأفكار في كيفية مواجهة التحديات المختلفة، وخصوصا مواجهة التطرف والعنف المستشري في العالم.
وتقول مصادر قيادية إسلامية في بيروت: إن الواقع العربي والإسلامي يواجه هذه الأيام تحديات مركبة مما يضع القوى والحركات الإسلامية أمام خيارات صعبة، فهي من ناحية لا تستطيع أن تقبل أو توافق على النهج والقتل الذي تنفذه داعش وعمليات الإجرام المركبة باسم الإسلام، ومن ناحية أخرى فإن هذه الحركات تواجه الظلم والقهر من قبل بعض الأنظمة العربية والإسلامية، ولا يمكن السكوت على هذا الظلم، كما أن بعض القوى الإسلامية وبحجة مقاتلة التطرف الإسلامي تتحالف مع أنظمة مستبدة أو تتقاطع مصالحها مع مصالح دولية وإقليمية، مما يعزز من أجواء الفتنة المذهبية في المنطقة.
كل ذلك يؤكد حجم التحديات التي يواجهها الواقع العربي والإسلامي، مما يتطلب مقاربات جديدة من القوى والحركات الإسلامية والقومية والعربية. فهل تشكل مؤتمرات ومبادرات وملتقيات بيروت فرصة للبحث والتفكير أم أننا سنبقى ندور في الحلقة المفرغة، فيما عالمنا العربي والإسلامي يعاني من القتل والعنف والتطرف الداخلي والخارجي؟