قال عالم الفضاء
المصري بوكالة ناسا، والمستشار العلمي السابق للرئيس المؤقت عدلي منصور، عصام حجي، إن على الدولة الاعتذار للشعب المصري عما سُمي بجهاز علاج فيروس سي، الذي تم الإعلان عنه من قِبلها، مشيرا إلى أنه لم يكن له أي أساس علمي.
وكشف حجي -في حوار مع صحيفة "الوطن" الأربعاء- النقاب عن أنه طلب جميع المستندات الخاصة بالاختراع وقت الإعلان عنه في أثناء وجوده بالولايات المتحدة الأمريكية، وأجرى اتصالات مع باحثين مصريين، وأكدوا له عدم صلاحية الجهاز، وأنه بلا أساس علمي.
وأضاف أن القضية تتمثل في اللواء إبراهيم عبدالعاطي وفريقه، واستغلال الثقة الممنوحة من الشعب للقوات المسلحة لمصالح شخصية، موضحا أن الإعلان عن جهاز عبدالعاطي كان المرة الثالثة التي يُعلن فيها عن موضوعات مرفوضة لأسباب علمية.
وكشف حجي عن أنه في أثناء عمله بالرئاسة رفض مشاركة مؤسسة الرئاسة في تكريم ثلاثة رواد فضاء وهميين، موضحا أنه كان نموذج محاكاة للفضاء لإحدى الشركات، ورفضت مشاركة الرئاسة فيه، لأنه لا يجوز للدولة تبني مثل هذه الملفات الوهمية، وفق قوله.
وتابع بأن قضية جهاز علاج فيروس "سي" كانت مختلفة، وتخص 13 مليون مواطن مريض بالفيروس، بخلاف صحة المواطنين، مؤكدا أنه قال وقتها إنها "فضيحة لمصر، ولا بد من اعتذار الدولة للشعب عن هذا الجهاز.
وتابع القول: "ابتعدت عن الإعلام، ولم أتحدث طوال الفترة الماضية بسبب تخوين البعض لكل من يتحدث برأي مختلف".
وقال: "عندما عملت مستشارا إعلاميا لرئيس الجمهورية كان هدفي محاربة الجهل، ولكنني رفضت أن أكون جزءا من الجهل".
وأكد أن أكبر مشكلة في مصر هي الجهل، والحرب على الجهل أصعب من الحرب على الإرهاب، لأن الإرهاب موجود في منطقة معينة، لكن الجهل منتشر في كل مكان.
وأضاف أن التعليم سيقضي على الإرهاب والتطرف، موضحا أن النقطة المهمة أيضا للنهوض بمصر هي التصالح مع كل فئات المجتمع.
وقال: "طلبت في عيد العلم من الرئيس، ضرورة أن يصدر عفوا رئاسيا عن الطلاب المحبوسين، موضحا أنه لا بد من التعامل معهم داخل الجامعات من خلال مجالس تأديبية".
وتابع بأن هناك ثلاث دفعات تخرجت في الجامعات خلال السنوات الثلاث الماضية، دون تعليم، وغير مؤهلين، موضحا أن إنهاء الصراع داخل الجامعة من مصلحة مصر.
ودعا حجي للحوار مع الشباب. وقال: "لا يمكن بناء دولة حديثة في ظل إحباط الشباب والتخوين والمزايدات".
وأضاف: "الضبابية التي تخيم على الموقف الحالي، جعلت الجميع يزايد على وطنية غيره، والشباب جزء من الوطن، ومن الهام أن يتم التصالح مع جميع الفئات، بهدف توحيد الصف".
وحدد العالم المصري -في حواره مع "الوطن"- نقاطا رئيسة للنهوض بمستقبل مصر، أهمها معالجة ملفي المرأة والأقليات من خلال التغيير المجتمعي الشجاع للوقوف أمام بعض العادات والتقاليد التي تقف عائقا أمام الإبداع، موضحا أنه من الضروري معالجة العلاقة بين الرجل والمرأة على أساس علمي، من خلال علماء دين ونفس وقوانين، خاصة أن "العلاقة بوضعها الحالي غير صحية للمجتمع".
وأردف: "لا بد من أن يكون لمصر مشروع قومي تعليمي، ولا بد من توفير الميزانيات لمشروع نهضة التعليم"، مؤكدا أنه "لا يوجد في مصر مجانية للتعليم، لأن الطالب يذهب للمدرسة، ولا يتعلم أي شيء".