عادت أزمة انقطاع التيار الكهربائي بقوة في عدد كبير من مدن وقرى
مصر، حيث خيم الظلام على العديد من المناطق بصورة لم تشهدها البلاد منذ نحو شهرين، لتثير حالة من الاستياء بين المواطنين.
وشهدت معظم المحافظات انقطاع التيار لفترات استمرت لعدة ساعات دون تحذيرات مسبقة، مما تسبب في خسائر مادية لأصحاب المصانع والمحلات التجارية.
وأثار مناشدة الحكومة للمواطنين بترشيد الاستهلاك في أثناء فصل الشتاء سخرية الكثيرين، بعد أن كانت الحكومة تبشرهم بتحسن كبير في حالة
الكهرباء في الصيف المقبل، فإذا بهم يعانون من الظلام في فصل الشتاء البارد.
واستغرب مواطنون، حاورتهم "عربي21"، عودة انقطاع الكهرباء مجدداً على الرغم من أننا في فصل الشتاء الذي يشهد استهلاكاً أقل بكثير للكهرباء، وتساءلوا - بغضب - كيف سيكون الحال في فصل الصيف - إذن- عندما تزيد الأحمال بتشغيل المكيفات نهاراً واستمرار السهر لساعات طويلة ليلاً.
وذكر التقرير اليومي لمرصد الكهرباء - الذي يوضح وضع الشبكة القومية وحجم الأحمال عليها - وصول إجمالي عدد ساعات فصل التيار الكهربائي في مصر أمس الخميس إلى 5 ساعات.
المصانع تشتكي
وخلال الأسبوع الماضي تقدم عدد من أصحاب المصانع بشكاوى لوزارة الصناعة بعد تضررهم من انقطاع التيار الكهربائي بالمناطق الصناعية - خاصة في مدن السادس من أكتوبر والعاشر من رمضان وإدكو - مما أدى إلى توقف الإنتاج وتعرض العديد من الآلات والمعدات للتلف.
وفي الإسماعيلية، انقطعت الكهرباء عن مصانع المنطقة الصناعية بالقنطرة شرق الأسبوع الماضي لمدة يومين متواصلين، بسبب تهالك المحولات وعدم صيانتها لفترة طويلة، مما تسبب في خسائر مادية كبيرة لأصحاب المصانع.
وفي محافظات الصعيد، قال عدد كبير من أصحاب المصانع إنهم تكبدوا خسائر فادحة نتيجة انقطاع الكهرباء خلال العام الماضي، حتى إن بعضهم أغلق المصانع لحين انتهاء الأزمة.
وقال مسؤول مركز التحكم القومي بشركة الكهرباء، إن السبب في عودة انقطاع الكهرباء في هذه الأوقات، نقص إمدادات الوقود لعدم وجود اعتمادات مالية كافية، فضلاً عن خروج بعض المحطات من الخدمة لصيانتها.
وأكد نائب وزير الكهرباء أسامة عسران أن عودة انقطاع التيار سببه انخفاض ضخ
الغاز لمحطات توليد الكهرباء على مستوى الجمهورية، مما دفع مركز التحكم القومي لشبكة الكهرباء لتخفيف الأحمال، نافياً تعرض أي محطة لأعطال فنية أو عمليات تخريب.
وأعلن عسران إجراء اتصالات مكثفة مع وزارة البترول لتوفير احتياجات المحطات من الوقود، وضمان عدم قطع التيار لفترات طويلة.
الصيف الجاي هيكون أحسن؟
من جانبه، جدد وزير الكهرباء محمد شاكر، تعهده للمواطنين بأن تتراجع أزمة الكهرباء بشكل ملحوظ خلال الصيف المقبل، موضحاً أن هناك إجراءات اتخذتها الوزارة للاستعداد مبكراً للأزمة، ليكون "الصيف الجاي أحسن" على حد تعبيره.
وأعلن شاكر - في تصريحات صحفية - توسيع محطة غرب القاهرة بتمويل كويتي عبر قرض بنسبة فائدة متدنية، مضيفاً أن مشروع منخفض القطارة سيطرح قريباً للمكاتب الاستشارية المصرية والأجنبية لدراسته.
وأوضح الوزير أن حجم
الطاقة الكهربائية المطلوب إضافتها للشبكة كبيرة جداً، ومتوقع أن يتم مضاعفة القدرة الإنتاجية الحالية لمصر بحلول عام 2020.
ووقعت وزارة الكهرباء المصرية، الأربعاء الماضي اتفاقاً مع شركتين أجنبيتين لبناء محطات جديدة لتوليد نحو 2 جيجا وات، قبل يونيو المقبل لمواجهة الأحمال المتوقعة صيف 2015.
وقالت الوزارة في بيان لها إن هذه الخطوة تأتي في إطار "الخطة الإسعافية" التي تتبناها الحكومة؛ تنفيذاً لتعليمات الرئيس عبد الفتاح السيسي لحل أزمة انقطاع التيار الكهرباء في البلاد ومواجهة الأزمة المتوقعة عبر إضافة 3600 ميجاوات إلى الشبكة القومية، باستخدام وحدات متنقلة وثابتة بتكلفة إجمالية تصل إلى 2.6 مليار دولار.
ويصل إجمالي عدد القدرات المتوقع توليدها الصيف المقبل بعد تنفيذ الخطة الإسعافية قرابة 32 ألف ميجاوات، في حين يصل أقصى حمل على الشبكة القومية خلال فصل الصيف 30 ألف ميجاوات.