رفضت كل من جماعة الإخوان المسلمين والجبهة السلفية مطالبات تأجيل "
انتفاضة الشباب المسلم" التي تهدف للقيام بثورة إسلامية، ودعت جماعة الإخوان إلى الاستمرار بمبدأ السلمية في حراك الغد الجمعة، في الوقت الذي طالبت فيه الجبهة السلفية النساء بعدم المشاركة في المظاهرات تجنبا لما أسمته "بطش العسكر".
وأكدت الجبهة أن التأجيل سيدفع للإحباط في صفوف الشباب المسلم، وهم رأس مال هذا الحراك وسيفقدهم الحماس ويشعرهم بالهزيمة، مع ملاحظة أهمية الحفاظ على الطاقات البشرية إلى أقصى درجة، ولذلك فالنزول وإثبات الموقف ولو كان محدوداً أفضل، بحسب تعبيرها.
وأضافت في بيان لها حصلت "عربي21" على نسخة منه :"مقصود الحراك هو رفع قضية الهوية وراية الشريعة، ومن الخطأ الخلط بينه وبين الاستنزاف الاقتصادي أو الإنهاك الأمني، فهو مقصود لذاته وله الأولوية".
وبررت الجبهة رفضا للتأجيل بأنه سيبدو استجابة للتهديد بمجازر ونجاح مخططه هذا في إرهاب الناس وخروج الجبهة من الشارع كقوة محركة وفاعلة في الحدث، ما يدفع النظام لتكرار التهديدات ضد أي حراك آخر.
وتابع البيان: " لن يوقفوا سيناريو العنف الذي هم أهله لو كانوا قد خططوا له بالفعل وسيستخدمون أجهزتهم الإعلامية الفاسدة بشكل مبالغ فيه لترهيب المجتمع، وربما إعداد أعمال إجرامية -لا قدر الله- ليست جديدة عليه كحادثة القديسين أو إشاعة الفوضى وسيصورون دعوة التأجيل على أنها خداع للناس وليست للحفاظ عليهم".
وأردف: "أيا كانت نتائج هذا اليوم فاستمرار التظاهر في موجات ثورية متتابعة مع رصد التكهنات الشائعة باستغلال الحدث لتسويغ
انقلاب داخلي لن يوقفنا عن استمرار النضال لو افترضنا حدوثه".
وأشار إلى تصاعد نداءات وصفتها بالمخلصة وأخرى خائفة وثالثة مغرضة، لمطالبة انتفاضة الشباب المسلم لتأجيل فعاليتهم الأولى "ثورة المصاحف" يوم الجمعة
28 نوفمبر، باعتبار أن فكرة التأجيل مفيدة من حيث إدارة الصراع بشكل احترافي وبأقل خسائر إذ تعدّ الانتفاضة -من وجهة نظرهم- قد حققت هدفها.
وتابع البيان: "كما أظهرت الانتفاضة استمرار النظام في توريط الجيش
المصري في الاعتداء على أبناء الوطن ومقدساته، ونحن أحرص الناس على عدم إراقة الدماء ومصلحة الوطن، لكننا لن نتنازل عن حقوقنا ومستمرون في نضالنا وتبصير أمتنا بخطر عصابة الإجرام على الدين والوطن".
بدورها، دعت جماعة الإخوان المسلمين جموع المتظاهرين إلى ما وصفته بتفويت الفرصة على النظام، والحفاظ على الدماء وادخارها للدفاع عن الوطن ضد أعدائه، وذلك بعدما "تواترت أبناء بتدبير مؤامرات من قبل المخابرات والشرطة وأتباعهم من البلطجية لارتكاب مجازر في حق الثوار وعموم الشعب بعد الاستجابة الكبيرة للحفاظ على الهوية في دعوة "انتفاضة الشباب المسلم".
وأكدت الجماعة، في بيان لها، على استمرار الحراك الثوري الجمعة تحت شعار تحالف دعم الشرعية ورفض الانقلاب "الله أكبر.. إيد واحدة" مع مراعاة الالتزام بالسلمية شعارًا للثورة، وتجنب التواجد في أماكن تمركز الجيش والشرطة ورفع أعلام مصر والشعارات الثورية المعتادة والانتشار في كل ربوع مصر وشوارعها وميادينها.
وحذرت المتظاهرين من أن "أجهزة المخابرات والأمن قد تصطنع أحداث عنف لتبرر منهجها المعهود في القتل والقمع، محملة سلطة الانقلاب مسؤولية أي دماء مصرية أو انتهاكات في هذا اليوم".
وأشار مصدر مسؤول بالجبهة السلفية إلى أنهم هناك تلقوا مقترحات ومناشدات كثيرة من الداخل والخارج، لتأجيل أو إلغاء "انتفاضة الشباب المسلم"، وذلك حقناً للدماء التي قد تسيل، ولتفويت الفرصة على النظام من إلصاق أي تهم بهم، وإجهاض ما وصفه بمخططات النظام البشعة التي قاموا برصدها، والتي منها تفجيرات مصطنعة، وحرق كنائس وأقسام شرطة، بحسب قوله.
وأكد في تصريح خاص لـ"عربي21" أنهم لم يتوقعوا حالة التصعيد الأمني والإعلامي التي كانت بشكل كبير للغاية وغير مسبوقة، ما يوحي بأن هناك شيئا ما يدبر، مضيفا بأنهم أصدروا "توجيها ثوريا" اليوم بعدم نزول النساء للمظاهرات، وهو الأمر الذي أكدته صفحة "انتفاضة الشباب المسلم" التي دعت النساء لعدم المشاركة بتظاهرات الغد "خوفاً من بطش العسكر".
وفي سياق متصل، صرح مصدر مسؤول بالتحالف الوطني لدعم الشرعية ورفض الانقلاب، بأنه يتابع الموقف أولا بأول لاتخاذ القرار المناسب في ضوء الواقع الميداني، في ظل ما وصفه بحالة الشحن الإرهابي المتطرف من سلطة الانقلاب.
وقال- في بيان له- إن "قوات الجيش مكانها الثكنات لا الطرقات، وما تقوم به عصابة الانقلاب ضد الجيش، ويشكل تهديداً واضحاً وخطيراً للأمن القومي للدولة المصرية"، بحسب قوله.
ودعا الشعب المصري الثائر إلى الاستجابة للحراك الذي دعا إليه التحالف في أسبوع "الله اكبر.. إيد واحدة " مع الحيطة والحذر، واستكمال المسار الثوري بوحدة صف، عبر كل المحطات المقبلة، لإسقاط النظام وتحقيق أهداف ثورة 25 يناير.
وفي تصريح لـ"عربي21"، قال المهندس إيهاب شيحة، رئيس حزب الأصالة والقيادي بتحالف دعم الشرعية، :" تضخيم زخم حراك 28 بشكل مبالغ فيه، وتأهب قوات الأمن بشكل كبير للغاية، وانتشار الجيش في الشوارع، وفتاوى شيوخ السلطة، وبلاغات الكثير التي تم تقديمها ضدنا، وحالة الرعب التي تخطت حدود العقل والمنطق، تجعلنا نطرح الكثير من علامات الاستفهام والتعجب".
ووجه الدكتور يسري حماد، نائب رئيس حزب الوطن السلفي، رسالة ونداء ورجاء إلى منظمي فعاليات 28 نوفمبر بإعلان إلغاء التظاهرات المزمع إقامتها وتأجيلها لأجل غير مسمى.
وقال في تدوينة له على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك": "أعلم جيداً غيرتكم وحرصكم على دينكم، ومدى ثباتكم على مبادئكم، وحبكم لمصر، وأعلم أنكم تحملتم وتتحملون حملات التشويه والكذب والانقسام والاستقطاب، لكن الإعلان عن إلغاء التظاهرات يضيف لرصيدكم، ولا ينقصه، ويحقن الدماء، ويصون الشباب لما يدخرهم الله له".
وتابع: "هناك من يسعى لإشعال فتيل فتنة، لا يعلم الجميع كيف ستطفأ، بعد أن اكتوى كل بيت في مصر ببعض لهيبها، خاصة أن هناك تربصا أمنيا، وصل للتهديد بالقتل المباشر، ولا يقدر أحد أن يتحمل مسؤولية الدماء الطاهرة من أي جانب كانت".