أعلنت
الجماعة الإسلامية عدم مشاركتها في أي فعاليات احتجاجية يوم غد الجمعة، لأول مرة، بالرغم من دعوة التحالف الوطني لدعم الشرعية لأسبوع ثوري جديد تحت شعار "الله أكبر.. إيد واحدة"، ولم تعلن صراحة تأييدها لمظاهرات 28 نوفمبر المقبل تحت شعار "
انتفاضة الشباب المسلم".
وأكدت - في بيان لها- أنها لا تتفق مع الدعوة التي أُطلقت تحت مسمى "انتفاضة الشباب المسلم"، مشدّدة على أنها لن تشارك في كافة الفاعليات في ذلك اليوم، وأن هذا البيان دون غيره هو الذي يعبر عن موقفها.
ورأت الجماعة الإسلامية أن تحقيق أهداف ثورة يناير هو مهمة لكل أبناء الوطن، وأنه ينبغي أن يتوافق الجميع على أسس بناء الوطن وأن يتشاركوا في صياغة مستقبله.
كما رأت أن الشريعة الإسلامية مطلب شعبي، وأنه إحدى مسلمات المجتمع
المصري، إلا أنهم لا يغفلون أن الدعوة إلى التوافق من صميم الشريعة الإسلامية، مادام ذلك التوافق قائماً على أسس وأهداف صحيحة؛ فالتوافق حينها يصبح باباً من أبواب التعاون على البر والتقوى، كما قال الله تعالى "وتعانوا على البر والتقوى"، وهو الهدي النبوي الرشيد الذي أقيمت على أساسه دولة النبوة في المدينة بمشاركة جميع أهلها في بنائها والدفاع عنها، رغم اختلاف أنسابهم وأعراقهم وتفرق أهوائهم ودياناتهم.
وأشارت الجماعة الإسلامية إلى أن "انتفاضة الشباب المسلم" وغيرها هي إحدى تداعيات المشهد الراهن، الذي يعاني من الانقسام والإقصاء وغياب العدالة وانسداد الأفق أمام حل سياسي عادل، إضافة إلى تلك المظاهر التي تمثل اعتداءً سافراً على الهوية، وهجمةً شرسةً طالت الثوابت والمبادئ، سواءً في مصر أو في محيطها الإقليمي والدولي، كما أنها قد تكون ردة فعل على نزعة الإقصاء وتأجيج الكراهية تجاه ذوي التوجهات الإسلامية.
وشدّدت الجماعة الإسلامية علي أن تداعيات الأزمة في مصر تؤكد صحة المسار الذي دعت إليه مراراً، من أن حل الأزمة التي يعيشها الوطن، والذي يجب أن يقوم على حوار يشمل كل مكوناته من أجل التوصل إلى حل سياسي للأزمة يقيم العدالة ويحفظ الحقوق، ويعلي الإرادة الشعبية ويلبي مطالب المؤيدين والمعارضين، ويحقق العدالة الاجتماعية ويطلق الحريات السياسية، ويكلل بالمصالحة الوطنية الشاملة المرتكزة على مبادئ وأهداف ثورة الخامس والعشرين من يناير، بحسب البيان.
وفي ذات السياق، اعتبر مصدر بالجماعة الإسلامية، في تصريح خاص لـ"عربي21"، أن هذا البيان بمثابة خطوة أولى وفعلية للانسحاب من التحالف الوطني لدعم الشرعية ورفض الانقلاب، وأنهم قد يعلنون عن ذلك عقب مظاهرات 25 يناير المقبل، لافتاً إلى أن قرار الانسحاب تم حسمه بنسبة كبيرة وينتظر الإعلان عنه.
وقرر حزب الأصالة أن يترك لأعضائه الحرية بالمشاركة أو عدم المشاركة في انتفاضة 28 نوفمبر مع استمرار الحزب في المشاركة في حراك التحالف الوطني لدعم الشرعية في أسبوع " الله أكبر- إيد واحدة".
وتشهد كل أيام الجمع من كل أسبوع مظاهرات احتجاجية كبيرة لرافضي الانقلاب ومؤيدي الرئيس السابق محمد مرسي.
وفي سياق متصل، أعلنت شخصيات سياسية معارضة بالخارج عن دعمها وتأييدها لمظاهرات غدا 28 نوفمبر، محذرين النظام من استعمال العنف ضد المتظاهرين، خاصة أن ما وصفوه بالعقاب الثوريّ آت، وأنه لن يرحم أحداً ارتكب جرماً في حق الشعب.
وأكدوا في بيان لهم وصل "عربي21" نسخة منه، على ضرورة الوحدة الكبرى بين أبناء وشباب الوطن، فالهوية الإسلامية لمصر تجمع ولا تفرق، ومن قال غير هذا فليراجع نفسه ووطنيته ومدى انتمائه لبلده المسلم.
وذكر البيان أنّ الدعوة إلى انتفاضة الشباب المسلم ليست دعوة عنصرية ولا طائفية، ولا تحمل في طياتها إقصاءً لأحد، وهذا ما أعلنه الثوار مراراً وتكراراً، وإنما هي دعوة لأن تصطبغ الثورة بهوية الوطن، مضيفين :"ولن نسمح بحال أن يستغل البعض في الداخل أو الخارج هذا الشعار ذريعة لوصم الثورة بالتطرف أو الإرهاب، أو اتهامها بشق الصف الوطنيّ".
ووقع علي البيان كل من الدكتور أشرف عبد الغفار، وآيات عرابي، والدكتور وجدي غنيم، والدكتور رضا فهمي، وأحمد حسن الشرقاوي، والدكتور عمرو عادل، والدكتور يحيى حامد، والمستشار وليد شرابي، والدكتور محمد العزازي، والشيخ سلامة عبد القوي، ومجدي سالم، والدكتور عطيه عدلان، والمستشار محمد عوض، وعادل راشد، ومصطفى البدري، والدكتور محمد نصر الغزلاني، ومحمد الهواري، والمهندس محمود فتحي، ونزار غراب، ومحمد إلهامي، وممدوح إسماعيل، وجمال حشمت.