في تصريحات قوية، تعكس تغير آرائه بعد أن كان أحد مناصري تيار 30 يونيو في
مصر، اعتبر السيناريست المصري
وحيد حامد أن كل ما يحدث في مصر حالياً، هو مسؤولية
السيسي في المقام الأول.
وقال حامد -في حوار مع صحيفة "المصري اليوم" الجمعة-: "إذا كانت المهمة ثقيلة على السيسي نفسه فليتركها".
وشدد على أن الأمور في مصر حالياً "لا تسير في الاتجاه الصحيح"، مضيفاً: "مازالت عشوائية القرار، والتباطؤ في التنفيذ، يسيطران على المشهد السياسي، ولم يكن هذا هو الأداء المتوقع من السيسي".
ألوم السيسي
وقال: "ألوم الرئيس السيسي أشد اللوم، وأسأله: لماذا لا تأخذ خطوات جادة في سبيل تطهير الكيان الحكومي كله، لماذا لا يتخذ قراراً بإبعاد أي مسؤول ليس على قدر المسؤولية، برغم أنه أشار إلى ذلك في آخر خطاب، بأن المسؤول الذي لا يقدر على العمل عليه أن يترك منصبه، لكن للأسف الفاسدون لا يتركون المناصب فهم يريدون البقاء لأطول فترة ممكنة".
وأضاف وحيد حامد: "هناك أمور بسيطة لا تحتاج إلا إلى قرار سياسي، وإرادة في التنفيذ، وتأثيراتها ضخمة"، مؤكداً أن "تطبيق القانون بحزم وشدة، ومواجهة المشكلات الحياتية بنفس الحزم والقوة مثل حل مشكلات المرور، ونظافة الشوارع، تعد إنجازاً يضاهي إنجاز قناة السويس بل ونتائجه أسرع".
وقال: إن "قناة السويس مشروع قومي اقتصادي رائع لكن الاتكال عليه، وترك باقي الملفات، يُعد فشلاً"، على حد تعبيره.
غير متفائل
ولم يخف حامد في حواره مع "المصري اليوم" عدم تفاؤله إزاء المستقبل، مؤكداً أن "المجتمع الذي تسوده الفوضى لا يمكن أن يتقدم خطوة إلى الأمام".
وحول شعار: "لا شيء يعلو فوق محاربة الإرهاب"، الذي ترفعه الدولة، قال حامد: "المعنيان بمحاربة الإرهاب هما الجيش وقطاع من قطاعات الشرطة.. أين إذن بقية القطاعات؟".
وتابع: "وزراء الخدمات مثلاً ليس لهم علاقة بالإرهاب، ومن يريد منهم أن يحارب الإرهاب عليه أن ينجح في عمله، أما أن تضع كل القطاعات في الدولة الإرهاب شماعةً للهروب من مسؤوليتها.. فهذا قمة الفشل، وبذلك فإن الدولة متجهة إلى طريق لا يعلم مداه إلا الله".
وأضاف: "محاربة الإرهاب يجب أن تكون بإحداث التنمية والانضباط، فالمواجهات الأمنية وحدها لا تكفي".
ارتخاء أمني
حامد انتقد في حواره أيضاً الحلول الأمنية، مؤكداً أنها لا تكفي وحدها لمحاربة الإرهاب، متهماً الأجهزة الأمنية بأنها "مصابة بالارتخاء"، مدللاً على ذلك بحالة الفوضى التي يشهدها المجتمع.
وأوضح: "أقصد الفوضى التي تملأ الشارع من كل الجوانب، أزمة مرورية طاحنة، الأساس فيها هو الفساد، وشرطة المرور لا تؤدي دورها كما يجب.. ومرافق متهالكة، وشرطة المرافق غير موجودة.. باعة جائلون يملأون الميادين، وبعد نقلهم يعودون من جديد تحت علم وبصر المحافظين.. في كل القطاعات هكذا.. أشعر بأن الأجهزة الأمنية والحكومة أصيبت بالارتخاء، وليس هناك نية صادقة في تطبيق القانون بحسم".
وتابع: "أتحدث عن المنظومة بأكملها، فعندما يكون هناك 11 ألف أمين شرطة فاسد تم طردهم من العمل، ثم تكتشف أنهم عادوا للعمل، ولأماكنهم مرة أخرى.. هذا وحده يكفي أن يعج الفساد في كل مكان، هذا العدد كاف جداً لتتأكد أن أداء جهاز الشرطة ليس في أحسن أحواله".
وتابع: "يجب أن نواجه أنفسنا بأنه يوجد بالشرطة فساد، وليس عيباً أن يطهر جهاز الشرطة نفسه.. معظم أجهزة الدولة من محليات وشرطة وجهاز إداري أصابها العفن، المحليات خربت مصر، وما زالت مستودعات للفساد حتى اللحظة، وكل رئيس حي يأتي لا يهتم بالحي وتطويره أو حل مشكلاته، إنما يأتي لاستثمار منصبه، ويستفيد من المنصب لفترة، ويمضي لحاله".
حكومة محلب "ضجيج بلا طحين"
وبنفس النبرة من النقد المرتفع، وصف وحيد حامد حكومة المهندس إبراهيم محلب بأنها "ضجيج بلا طحين"، مؤكداً أنه من المفترض أن تأتي الحكومات من أجل إصـلاح ما تم إفساده، لا أن تزيد الطين بلة.
وأضاف: "حكومة محلب لا تفرق عن غيرها من الحكومات الأخرى التي جاءت من قبل، فالرجل لطيف، وحلو اللسان كشخص، ولكنها حكومة إعلامية، أي حكومة ضجة بلا طعم، ضجيج بلا طحين، تعتمد على الإنجازات التليفزيونية التي لا تصلح واقعاً؛ فإصلاح الواقع يتطلب قدرة فائقة على التصدي للمشكلات، والالتزام بالقانون، ومراقبة ومتابعة الأعمال".
وأضاف: "نريد أفعالاً لا تصريحات ووعوداً، أنا أرى وزير التموين على الشاشات التليفزيونية أكثر ما أشعر له بإنجاز حقيقي على أرض الواقع".
وتساءل: "أي إنجاز فى كون رئيس الوزراء في الشارع دائماً؟!.. أنا أيضاً موجود في الشارع دائماً، وكلنا نقضي يومنا فى الشارع، هل هذه هي وظيفته؟ إذن ماذا يفعل رئيس الحي إذا كانت هذه مهمة رئيس الوزراء؟ أنا أريده في مكتبه يخطط ويعطي أوامره، وبدلاً من أن يظهر في التليفزيون ينعى شهداء حادثة تصادم أو إرهاب، أريده أن يجلس فى مكتبه ليخطط لمنع وقوع تلك الحوادث من الأساس".
الانتخابات ستتعرض لرشاوى انتخابية
وحول شكل البرلمان القادم، قال حامد: البرلمان القادم علامة استفهام كبيرة، فلا أحد يعلم ما الذي سوف يتم إفرازه، فليس لدينا قراءة حقيقية لاتجاهات الناس، فهناك خلايا سياسية مختفية تحت السطح، ولا نعلم كيف؟ ومتى سوف تظهر؟
وأضاف: "رأيي أن السلفيين أخطر بكثير من الإخوان، وطريقة عملهم بها خبث وتآمر أكثر من الإخوان، ومثال على ذلك مشاركتهم في اعتصامات رابعة، فنسبة السلفيين كانت أكثر من نسبة الإخوان".
ومعروف عن وحيد حامد عداؤه الشديد للإخوان المسلمين خاصة، والتيار الإسلامي عامة، بحكم علمانيته الغالبة.
وتابع هجومه: "حزب النور مشهر على أساس باطل، الدستور يشير الى أنه لا تُوجد أحزاب على أساس ديني، وما يتم من حزب النور يُعد تدليساً وتآمراً، فلا يمكن للذئب أن يرتدى ثياب الحمل".
وبالنسبة لتفسيره لضعف الأحزاب، قال: "الأحزاب غير صادقة فى مسعاها ونواياها، وأغلب القائمين عليها لهم مصالح شخصية، لقد تغير الأمر، وغاب الحزب الوطنى والإخوان عن المشهد.. فانكشفوا على حقيقتهم، فهي أحزاب بلا قواعد شعبية".
وتابع: "ما أستطيع الجزم به أن هذه الانتخابات سوف تتعرض للرشاوى الانتخابية".
وقال: "هناك شخصيات يجب أن تأخذ قراراً بالراحة، وتتنحى عن الساحة السياسية مثل السيد عمرو موسى والدكتور كمال الجنزوري، الرئيس نفسه أعلن أكثر من مرة أنه بحاجة إلى الشباب إذن فليفعل ذلك، وليحول الشعار إلى واقع".
الشباب.. والإعلام
وحول الشباب قال: "من الخطورة أن كل شاب يدلي برأيه يصنف على أنه إخوان أو ناشط أو ما شابه".
وعن رأيه في
الإعلام، قال: "على كل من يطبل للنظام أن يتعقل، وأن يكون موضوعياً، فلا يوجد إعلام قوي وموضوعي في مصر".
ووحيد حامد كاتب سيناريو مصري، عُرف بتقديمه أعمالاً مع عدد من المخرجين أمثال: سمير سيف، وشريف عرفة، وعاطف الطيب. وهو من مواليد عام 1944، ومتزوج من زينب سويدان رئيسة التليفزيون المصري سابقاً.
وقدم العشرات من الأعمال للسينما والإذاعة والتليفزيون منذ عام 1970 حتى الآن، ونال جوائز عدة عن تلك الأعمال.