بدأ طلبة وطالبات جامعة
الموصل العراقية بالعودة إلى جامعتهم بعد انقطاع دام أكثر من أربعة أشهر بسبب الأحداث التي حصلت في المدينة بعد سيطرة تنظيم "الدولة الإسلامية" (
داعش) في العاشر من حزيران/ يونيو الماضي، وبالرغم من إعلان وزارة
التعليم العراقية عدم اعترافها بنتائج الامتحانات التي تقام في المناطق الخارجة عن سيطرة الحكومة، إلا أن غالبية طلبة الموصل قرروا خوض الامتحانات آملين أن تتراجع الوزارة عن قرارها.
وفي الأيام الأولى من عودة الحياة إلى جامعة الموصل، رصدت "عربي 21" الوضع هناك، حيث وقف أمام أبواب الجامعة مسلحون يرتدون "الزي الأفعاني". ويقول سالم زيدان، وهو طالب في كلية الأداب، في حديث لـ"عربي21: "وقفنا في طابور طويل للتفتيش، يسألنا المسلحون عن هوياتنا الشخصية"، مضيفا: "يقف خلف أبواب الجامعة أفراد من الحسبة يرتدون الملابس البيضاء يراقبون زي الطلبة والطالبات الذين يدخلون الجامعة".
ويشير زيدان إلى أنه دخل الجامعة وهو يرتدي زيا عاديا كالذي يرتديه خارجها" وهو عبارة عن قميص وبنطلون من الجينز، متابعا: "لم يأمرني أحد من المسلحين من تنظيم الدولة بارتداء الزي الأفغاني كما روجت بعض وسائل الإعلام العربية والمحلية".
وكانت وسائل إعلام عربية ومحلية نشرت أخبارا تفيد بأن داعش يجبر طلبة الموصل على ارتداء الزي الأفغاني أثناء الدوام.
وقال قاسم العبيدي، وهو مدرس في جامعة الموصل: "اجتمع بنا ثلاثة أشخاص من الحسبة في الأيام الأولى من الدوام، وطلبوا من رئاسة القسم الذي أدرس فيه فرض الزي الموحد على جميع الطلبة كما كان معمولا به سابقا، وعلى شرط أن يكون البنطلون فضفاضا وكذلك القميص".
وأكد العبيدي أنه "رأى عددا من سيارات الحسبة تتجول في جامعة الموصل لمراقبة الطلبة والطالبات، حيث منع تنظيم الدولة الاختلاط في
الجامعات بين الجنسين".
من جانب آخر، تحدث مراسل "عربي21" مع عدد من طالبات الجامعة، واللاتي أكدن حصول الكثير من القصص لهن مع أعضاء الحسبة. فقد قالت شيماء علي، وهي طالبة في كلية الهندسة، لـ"عربي 21": "أول ما دخلت باب الجامعة، أوقفني رجل من الحسبة، وبدأ ينصحني بقوله لي أن فتحة النقاب كبيرة وبذلك تظهر عيوني ويجب أن أصغرها، وأن علي ارتداء كفوف اليد، ويجب أن يكون جلبابي فضفاضا"، مضيفة: "أخبرني المحتسب أنهم لن يسمحوا بدخول أي فتاة إلى الجامعة لا ترتدي جوربا أسود".
وتقول سلوى عدي، وهي طالبة كلية التربية: "كنت أتمشى مع إحدى صديقاتي قبالة حديقة الكلية، وإذا برجل أسمر يرتدي دشداشة بيضاء، وعمره يتجاوز 60 عاما، يصرخ بنا ويأمرنا بأن نغطي عيوننا جيدا. استمر بالصراخ حتى رضخنا لأمره".
وبخصوص الامتحانات التي تجرى الآن في جامعة الموصل ، قال عدد من طلاب الجامعة إنهم لم يستطيعوا الذهاب إلى كركوك أو إقليم كردستان لإجراء الامتحانات. وقال أحدهم: "سنمتحن هنا في الموصل، ونعتقد أن الحكومة ستعترف بنتائج امتحاناتنا كأمر واقع".
ووجهنا سؤالا لأحد المسؤولين في جامعة الموصل حول اعتراف الحكومة بنتائج الامتحانات، فقال طالبا عدم الكشف عن هويته: "سنجري الامتحانات بالآليات ذاتها التي كنا نقوم بها سابقا، وسنحاول إقناع الوزارة في بغداد بالاعتراف بنتائج الامتحانات"، مشيرا إلى أنهم لن يسمحوا بضياع مستقبل الطلبة، فهم ليسوا طرفا في الصراع القائم الآن" حسب تعبيره.
يمنع داعش الاختلاط بين الطلاب والطالبات في الجامعة (عربي21)