حدث مؤخرا العديد من حالات الانشقاق داخل "
تنظيم الدولة" (
داعش) في مدينة
الموصل العراقية، إلا أنها لم تكن حالات جماعية بل اقتصرت على أفراد يعتقدون أنهم "تورطوا " بالدخول إلى التنظيم بعد أحداث الموصل.
وقال أحمد صلاح الجبوري وهو من سكنة حي سومر في الموصل لـ"عربي21"، إنه وبعد دخول التنظيم إلى الموصل كان يعتقد أنهم دخلوا من أجل "تحريرهم" من الحكم الطائفي الحكومي في المدينة حسب تعبيره، مضيفا " أدركتُ في وقتها أن نصرتهم واجبة شرعيا، فقمت بمبايعة التنظيم والتحقت بجهاز الحسبة في المدينة".
وأشار إلى أن الذي دعاه إلى العمل في جهاز الحسبة في الموصل هو عمه "أبو ياسر"، وهو من قيادات التنظيم في المدينة وكان يعمل في الحسبة أيضا، مبينا أنه بعد مضي 3 أشهر حدثت الكثير من الحالات التي اعتقد أنها مخالفة للمبادئ التي يؤمن بها، "كمصادرة منازل جميع المخالفين للتنظيم حتى ولو لم يكونوا موالين للحكومة، ومصادرة جميع الأشياء التي داخل المنزل".
وتابع أحمد: "أحسست أننا نضيق على الناس في دينهم، خصوصا نساء المدينة من خلال إجبارهم على ارتداء النقاب، فقررت على إثرها الهرب من الموصل، لأن الاعتراض داخل التنظيم مرفوض، والدخول إلى تنظيم الدولة ليس كالخروج منه".
كما أكد أن انسحابه من التنظيم وبقائه في الموصل سيعرضه للقتل، مضيفا: "خرجت من المدينة دون أن أخبر أي احد، واصطحبت عائلتي معي وسلكنا طريقا ترابيا مؤديا إلى مدينة بغداد حتى لا نمر بنقاط التفتيش التي يقيمها التنظيم في الطرق الخارجية التي تربط الموصل ببغداد".
واستدرك قائلا: "وصلت إلى بغداد، وأخبرني أحد معارفي عن طريق اتصال هاتفي، أن بيتي في الحي الذي كنت أسكن فيه تمت مصادرته، وقد حكم علي التنظيم بالردة"، مشيرا إلى أنه قرر بعدها السفر إلى
تركيا ليلجأ بعدها إلى بلغاريا.
وفي ختام الحديث قال أحمد –المقيم في تركيا- إنه ينتظر دوره لكي يقوم المهربون بإيصاله إلى بلغاريا ليقدم اللجوء هناك، لكنه أبدى تخوفه من اعتقاله من قبل السلطات التركية، خصوصا أن التنظيم قام بإرسال صوره ومعلومات عنه إلى صفحات معادية للتنظيم في وسائل التواصل الاجتماعي من أجل نشرها وفضح أمره حسب تعبيره .
أما سالم السبعاوي الهارب من التنظيم أيضا، قال في حديث خاص لـ"عربي21"، أنه ومعه 12 فردا داخل التنظيم انشقوا، حيث كانت هذه المجموعة تعمل في منطقة تسمى "موصل الجديدة" بقيادة ابن عمه أياد السبعاوي، مضيفا "قمنا بالانشقاق عن التنظيم أنا وأبناء عمومتي، بعدما قُتل أحد أفراد المجموعة في ظروف غامضة".
أما عادل -الذي رفض الكشف عن اسمه كاملا- فقال إنه كان يعمل لدى التنظيم كمخبر في منطقتي الجوسق والدندان لغرض الحصول على المال، موضحا: "بسبب خوفي على حياتي وخشيتي من أن ينشأ لي هذا العمل العداوات مع أبناء المنطقة، قمت بالهرب إلى مدينة أربيل الكردية"، كما أكد أيضا أن التنظيم أرسل صوره إلى مواقع التواصل الاجتماعي من أجل الانتقام منه.
يشار إلى أن صفحات عدة ظهرت في الموصل على مواقع التواصل الاجتماعي وخصوصا "فيسبوك" تنشر صورا لأشخاص من الموصل، تقول أنهم أعضاء في "تنظيم الدولة" في المدينة، وتقوم تلك الصفحات أيضا بنشر معلومات كاملة عن هؤلاء الأشخاص.