الموصل بلا ماء ولا كهرباء بسبب المعارك قرب السد

يعاني السكان المحليون في مدينة الموصل شمال العراق؛ من انقطاع تام للتيار الكهربائي بالإضافة إلى الماء، جراء المعارك الدائرة قرب سد الموصل بين تنظيم "الدولة الاسلامية" من جهة وقوات البيشمركة الكردية مسنودة بطائرات التحالف الدولي من جهة أخرى.

وقصفت طائرات التحالف محطة توزيع كهرباء رئيسية يتواجد قربها مسلحو التنظيم، ما أدى الى انقطاع التيار الكهربائي عن عموم المدينة بما فيها المستشفيات والأماكن الحيوية فيها.

ويقول الدكتور سرمد حازم، وهو طبيب في إحدى مستشفيات المدينة، في حديث خاص لـ"عربي 21"، إنهم يعانون بسبب انقطاع التيار الكهربائي بشكل كبير، مضيفا: "في الأسابيع الماضية كان يأتينا التيار الكهربائي بشكل متقطع، لكنه الآن اختفى بشكل تام، ونقوم بتشغيل المولدات الكهربائية الخاصة بالمستشفيات لكنها لا تكفي طاقة المستشفى، بالإضافة إلى أنها لا تتحمل التشغيل لساعات طويلة".

وحول معاناة المستشفيات بالمنطقة، يوضح الطبيب: "هنالك مرضى يحتاجون في علاجهم إلى تيار كهربائي مستمر لتشغيل الأجهزة التي يعالجون بها، فنقوم بتشغيل عاكسات صغيرة تولد الكهرباء عوضا عن المولدات الكبيرة، لكن هذه العاكسات لا تتحمل سوى لساعات معدودة".

وفي مستشفى ابن الأثير، وهو مستشفى تخصصي للأطفال قال أحد الاطباء في حديث لـ"عربي 21"، إن المضادات الحيوية وبقية اللقاحات قد فسدت، ولم يعد بالإمكان استخدامها بسبب الانقطاع المستمر للتيار الكهربائي. لكن أطباء آخرين في مستشفى آخر طلبوا فضلوا عدم الإفصاح عن أسمائهم، قالوا إن مشفاهم يستمر في إعطاء اللقاحات المتعلقة بالتهاب الكبد الفايروسي ومرض شلل الأطفال بالرغم من فساد اللقاحات المتخصصة بتلك الامراض.

وأكد طبيب رفض الكشف عن اسمه؛ أن إدارة مستشفاه أمرتهم بذلك، مشيرا إلى أنها أصبحت لقاحات غير مضرة ولا نافعة بسبب انتهاء مفعولها، حسب تعبيره .

من جانبه، قال مواطن من الموصل ويدعى سعد عاصم؛ إن لديه طفلا صغيرا ويحتاج إلى لقاحات في هذه الفترة، مضيفا: "ذهبت إلى خمسة مراكز صحية في المدينة للعثور على لقاح لطفلي ولم أجده بسبب اللقاحات الفاسدة، إلى أن وجدت بشق الأنفس مركزا صحيا صالحا في حي يسمى بحي القدس"، مشيرا إلى أنه وقف لساعات ليحصل على لقاح لطفله بسبب كثافة وجود الناس.

لكن سعد أعرب عن خشيته من أن تأتي الأشهر القادمة والمدينة خالية من لقاحات صالحة لطفله، إذا استمر انقطاع التيار الكهربائي عن المدينة.

معاناة سكان الموصل لم تتوقف عند التيار الكهربائي فقط، بل شهدت الموصل انقطاعا تاما للماء خلال الأيام الماضية، حيث يقول سكان المدينة إنهم محرومون منذ قرابة أسبوع من الماء الصالح للشرب، بالرغم من مرور نهر دجلة من مدينتهم. ويشير أبو عبد الله، وهو من سكان حي النور، أنهم بدأوا بشراء الماء من خلال الباعة المتجولين، مضيفا: "نشتري لترا من الماء بـ50 دينارا عراقيا، فلم يعد لدينا في البيت ماء لكي نشرب منه أو نطبخ أكلنا، أو حتى نتوضأ أو نغتسل".

ويؤكد أبو عبد الله أن "سكان المدينة يتيممون بالتراب من أجل أداء صلواتهم". وقال: "لكن الله أنعم علينا بالأمطار في الأيام الماضية، فقمنا بتجميع مياه الأمطار لاستخدامها في حياتنا".

من جانبه، ذكر حسن عبد الرحمن، وهو أحد رواد جامع ذياب العراقي، أنهم قاموا بحفر بئر في الجامع واستخراج الماء منه من أجل توزيعه على أبناء المنطقة، مضيفا: "وقفت في طابور طويل استغرق 5 ساعات من أجل الحصول على 80 لترا من الماء المستخرج من بئر الجامع".