قرر أحمد ولد تكدي، وزير الخارجية الموريتاني الذي ترأس بلاده الدورة الحالية لمجلس وزراء الخارجية العرب، تحويل الجلسة العامة للمجلس التي عقدت بمقر الجامعة في القاهرة من جلسة عامة إلى مغلقة بعد انتقادات وجهها الرئيس الفلسطيني محمود
عباس إلى حركة
حماس في بداية كلمته.
والجلسة التي بدأت معلنة، تحولت إلى مغلقة عقب انتقادات حادة وجهها الرئيس الفلسطيني محمود عباس لحركة حماس، وهو ما تبعه مقاطعة رئيس الجلسة له وإعلانها مغلقة، ومطالبة وسائل الإعلام بمغادرة القاعة.
وقال عباس في كلمته خلال افتتاح الدورة 142 لمجلس وزراء الخارجية العرب ظهر اليوم الأحد بمقر الجامعة العربية بالقاهرة، "نحن اليوم نريد أن نتكلم في ثلاثة موضوعات الموضوع الأول ما حدث في غزة والحرب الغاشمة على قطاع غزة، حاولنا أكثر من مرة إثر الانقلاب الذي حدث في غزة، تلك المحاولات التي لم تنجح ولعل أهم هذه المحاولات ما جرى في المملكة العربية والسعودية والكعبة المشرفة، كما ذهبنا من أجل أن نجري هذه
المصالحة ...".
وهُنا وضع أحد موظفي الجامعة ورقة أمام الرئيس الفلسطيني، الذي قال له بدوره "كيف أقول لهم نسكر (نغلق)؟، فأجاب الرجل "إذا ما بدك .." فرد الرئيس الفلسطيني "نعم ..".
وهُنا توجه الرجل إلى رئيس الجلسة، وزير الخارجية الموريتاني، الذي وجه حديثه لوسائل الإعلام "نطلب من المراقبين الدوليين والصحافة الخروج من القاعة.. نطلب من الضيوف والصحافة الخروج".
وشهدت الأيام الماضية، توترا في العلاقة بين الرئيس الفلسطيني وزعيم حركة فتح محمود عباس وحركة حماس، وذلك من خلال التصريحات المتبادلة بين الطرفين.
ففي لقائه مع الإعلاميين والمثقفين المصريين، مساء أمس في القاهرة، قال الرئيس الفلسطيني إنه يجب أن يكون هناك سلطة واحدة ونظام واحد، و"لن نقبل أن يستمر الوضع مع حركة حماس كما هو الآن وبهذا الشكل".
وجدد عباس اتهامه للحركة بتشكيل "حكومة ظل مكونة من 27 وكيل وزارة، وأنها هي من تقود البلاد (غزة)، وحكومة الوفاق الوطني لا تستطيع أن تفعل شيئا على أرض الواقع".
وخلال حديثه قال عباس إنّ عدد الشهداء الذين ينتمون إلى حركة "حماس" في الحرب الإسرائيلية على غزة بلغ 50 شخصا، بينما الذي استشهد من حركة "فتح" 861 شخصا.
فيما دعت حركة حماس رئيس السلطة الفلسطينية، وزعيم حركة "فتح"، محمود عباس، للتوقف عن حوارها عبر الإعلام، وإعطاء الفرصة للحوار والتفاهم بين حركتي حماس وفتح بشكل مباشر.
وتتهم حركة "حماس" كوادر من حركة "فتح"، بالسعي إلى تشويهها وشيطنة منهجها، وتشويه ما وصفته الانتصار على إسرائيل.
ووقعت حركتا "حماس" و"فتح" يوم 23 إبريل/ نيسان الماضي، اتفاقا لإنهاء انقسام دام سبعة أعوام.
وتوافقت الحركتان على تشكيل حكومة وحدة وطنية، برئاسة رامي الحمد لله، أدت اليمين الدستورية في الثاني من يونيو/حزيران الماضي، إلا أن هذه الحكومة لم تتسلم حتى اليوم المسؤولية الفعلية على غزة.