قالت صحيفة "ديلي تلغراف" البريطانية، الاثنين، إن حدوث تصدع في دول
الخليج يمثل خطرا أكبر بالنسبة لأمن
النفط من تنظيم الدولة الإسلامية، مضيفة أن انهيار
مجلس التعاون الخليجي يمكن أن
يهدد أكبر حقول النفط في العالم.
وسحبت السعودية والإمارات والبحرين سفراءها من قطر في 5 آذار/ مارس الماضي بعد اتهام الدول الثلاث، الدوحة، بعدم تنفيذ اتفاق وقع في الرياض في تشرين الثاني/ نوفمبر الماضي، قبل أن تتمكن وساطة كويتية من التوصل إلى اتفاق بين الدول الخليجية على آلية لتنفيذ الاتفاق في 17 نيسان/ أبريل الماضي.
ويقضي اتفاق الرياض بـ"الالتزام بالمبادئ التي تكفل عدم التدخل في الشؤون الداخلية لأي من دول المجلس بشكل مباشر أو غير مباشر، كما ينص كذلك على "عدم دعم كل من يعمل على تهديد أمن واستقرار دول المجلس من منظمات أو أفراد سواء عن طريق العمل الأمني المباشر أو عن طريق محاولة التأثير السياسي، وعدم دعم الإعلام المعادي".
وتأسس مجلس التعاون الخليجي المؤلف من 6 دول في عام 1981، ويسيطر حاليا على نحو خمس إمدادات النفط في العالم.
وقالت الصحيفة في تحليل إخباري الاثنين إن "صعود التطرف الإسلامي في منطقة الشرق الأوسط، وتنامي استعداد أمريكا للتعامل مع إيران وتباطؤ حسم مسائل الخلافة في القيادة بين الدول الأعضاء يمكن أن يكون لها آثار عميقة على أمن أكبر حقول النفط في العالم".
وكان الهدف الأساسي من تشكيل مجلس التعاون الخليجي المساعدة في ضمان الأمن أساسا من الحكام القوميين في البلدان العربية مثل الراحل صدام حسين والتهديد الذي يشكله الشيعة في طهران.
ولكن بعد الغزو الأمريكي للعراق في عام 2003، أصبح مجلس التعاون الخليجي يركز بشكل متزايد على الجانب الاقتصادي، حيث تمضي قدما مبادرات مثل ربط شبكات الكهرباء في جميع أنحاء دول الخليج، ومشاريع النقل الإقليمية بما في ذلك السكك الحديدية وإمكانية توحيد العملة الرسمية.
وترى الصحيفة أن ثورات الربيع العربي في عام 2010 وصعود المتطرفين تحت شعار جماعة الإخوان المسلمين في مصر، أو الدولة الإسلامية في العراق يهدد حاليا بتمزيق وحدة مجلس التعاون الخليجي.
وعاد الخلاف بين السعودية والإمارات من جانب وقطر من جانب إلى الواجهة نهاية الأسبوع الماضي في اجتماع طارئ لوزراء الخارجية في مدينة جدة على البحر الاحمر، واتهمت الرياض وأبو ظبي، الدوحة بدعم الجماعات الارهابية مثل جماعة الإخوان المسلمين والتدخل في الشؤون الداخلية لدول مجلس التعاون الخليجي الأخرى.
وتقول الصحيفة إن الاجتماعات يمكن أن تؤدي في نهاية المطاف إلى طرد قطر من مجلس التعاون، أكبر مصدر للغاز الطبيعي المسال في العالم.
وتفيد التقارير بأن تنظيم الدولة الإسلامية يكسب 2 مليون دولار يوميا من حقول النفط التي استولى عليها.
وتقول الصحيفة إن الخطر الأكبر من تنظيم داعش بالنسبة لأمن أكبر حقول النفط في العالم بالخليج، يتمثل في حدوث انهيار واسع في مجال التعاون السياسي بمنطقة الخليج.
وأشارت الصحيفة إلى أن دول الخليج تلجأ بشكل متزايد إلى الصين لعقد صفقات الطاقة الجديدة، بينما يسعى الغرب بقيادة الولايات المتحدة لتقليل اعتماده على نفط الشرق الأوسط ويركز بدلا من ذلك على تطوير مصادر الطاقة المحلية مثل الصخر الزيتي.
وفي يوم الجمعة الماضي، وقعت مؤسسة البترول الكويتية (كيه بي سي) وشركة الصين العالمية للبترول والمواد الكيميائية المحدودة (يونيبك) عقدا يقضي بزيادة صادرات النفط الخام الى الصين بأكثر من الضعف لمدة 10 سنوات ابتداء من الشهر الجاري.
وأوضح العضو المنتدب للتسويق العالمي في مؤسسة البترول الكويتية ناصر المضف أن العقد يقضي بإمداد الصين بنحو 300 ألف برميل من النفط الخام الكويتي يوميا ليحل محل عقد الامداد القديم الذي يصدر 160 الى 170 ألف برميل يوميا وذلك في اطار مذكرة التفاهم بين الجانبين الموقعة في تشرين الثاني/ نوفمبر 2011.