انطلقت في الساعات الأولى صباح الخميس، فعاليات احتجاجية تنوعت بين مسيرات ومظاهرات لمؤيدي الرئيس
المصري الشرعي، محمد مرسي، ومعارضي الانقلاب، إحياء للذكرى السنوية الأولى لفض اعتصامي
رابعة العدوية (شرقي القاهرة)، و"نهضة مصر" (غرب العاصمة).
وتأتي الفعاليات استجابة لدعوة أطلقها "التحالف الوطني لدعم الشرعية ورفض الانقلاب" للخروج الخميس في مظاهرات بإطار فعاليات لإحياء الذكرى الأولى لفض ميداني رابعة والنهضة.
وتصدرت شارات رابعة العدوية لافتات المتظاهرين، وردد المشاركون في الاحتجاجات هتافات ضد الجنرال المصري عبد الفتاح
السيسي.
كما رفع بعض المحتجين صورا لمرسي، وسط هتافات تطالب بعودته إلى رئاسة البلاد، ورفعوا لافتات "الشعب يريد إسقاط النظام".
وفي 3 تموز/ يوليو من العام الماضي، قام الجيش المصري بالانقلاب على حكم الرئيس مرسي، بعد عام واحد من حكمه للبلاد.
ففي القاهرة، نظم مؤيدون لمرسي مسيرة بمدينة نصر (شرقي القاهرة)، حمل فيها المتظاهرون أكفانا ملطخة بالدماء، في إشارة إلى القتلى الذين سقطوا في عملية الفض.
وفي 14 آب/ أغسطس من العام الماضي، فضت قوات من الجيش والشرطة اعتصامين لأنصار مرسي في ميداني "رابعة العدوية" و"نهضة مصر" بالقوة، ما أسفر عن سقوط مئات القتلى وآلاف الجرحى بحسب حصيلة رسمية.
وفي الإسكندرية (شمال)، خرجت ثلاث مسيرات في مناطق أبو سليمان والسيوف (شرق)، وبرج العرب (غرب)، حمل المشاركون فيها لافتات مكتوبا عليها "انزل.. احشد.. شارك"، و"14 أغسطس.. ثورة الغضب".
كما أن مؤيدي الشرعية نظموا بالبحيرة (دلتا النيل/ شمال)، سلسلة بشرية على الطريق الزراعي، مرددين هتافات تطالب بالقصاص لقتلاهم.
الأمر نفسه، قام به أنصار لمرسي بسوهاج (جنوبي البلاد)، في مركز مغاغة، حيث رفع المشاركون في السلسلة صور مرسي وشارة رابعة، وطالبوا بالقصاص لذويهم.
ونظم أنصار لمرسي مسيرة احتجاجية، في بني سويف (وسط)، طالبوا فيها بتقديم المسؤولين عن عملية الفض للمحاكمة.
كما أن محافظات الشرقية، ودمياط، (دلتا النيل، شمال)، والفيوم (وسط)، شهدت فعاليات مماثلة.
في سياق آخر، قطع مجهولون طريق المنيب (جنوب غرب القاهرة)، المؤدي إلى محافظات الصعيد (جنوب)، وأشعلوا إطارات السيارات، ما تسبب في توقف جزئي لحركة المرور، وهو ما تكرر في طريق "الأوتوستراد" الرئيسي (جنوب القاهرة)، عندما أشعل مجهولون النيران في مدينة حلوان، بحسب شهود عيان.
وقطع مجهولون طريق أسيوط (جنوب) الزراعي عند مدينة ديروط، في الوقت الذي قطع فيه آخرون طريق السكة الحديد بالمنيا، وبني سويف (وسط).
وكانت قوات الأمن -مدعومة بعناصر الجيش- كثفت من تواجدها بشوارع المدن المصرية، صباح الخميس، تزامنا مع الذكرى الأولى لفض الاعتصامين، وانتشرت قوات تابعة للجيش والشرطة في ميادين وطرق رئيسية بالقاهرة، كما ظهرت تعزيزات أمنية في عدة محافظات، خاصة ذات الأهمية الاستراتيجية، من بينها الإسماعيلية والسويس المطلتان على مجرى قناة السويس الملاحي العالمي.
وفي تصريح مقتضب، في وقت سابق الخميس، قال المتحدث باسم وزارة الداخلية اللواء هاني عبد اللطيف إن "هناك استنفارا أمنيا منذ ساعات الصباح الأولى، في مختلف الميادين والمنشآت الحيوية، والأقسام والسجون".
وأضاف أن "الحالة الأمنية حتى الآن مطمئنة، ولا يوجد أنباء عن تفجيرات أو أحداث فوضى بالبلاد"، على حد قوله.
وكانت منظمة "هيومن رايتس ووتش"، الثلاثاء، نشرت تقريرا عما وصفته بـ"القتل الجماعي في مصر خلال شهري تموز/ يوليو، وآب/ أغسطس عام 2013"، قالت فيه إن "قوات الأمن المصرية نفذت واحدة من أكبر عمليات قتل المتظاهرين في العالم خلال يوم واحد في التاريخ الحديث"، وذلك في فضها اعتصام ميدان "رابعة العدوية".
ودعت المنظمة مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة إلى تشكيل لجنة تحقيق لكشف المسؤولين عن "مذبحة رابعة"، واتهمت السلطات المصرية بأنها لم تجر أي تحقيق في هذا الإطار.
فيما اعتبرت الحكومة المصرية أن التقرير "مسيس ويهدف لإسقاط الدولة".