ذكرت صحيفة "كريستيان ساينس مونيتور" أن ضحايا
الحرب الأخيرة على
غزة هما الرئيس الفلسطيني محمود
عباس وبنيامين
نتنياهو.
وتقول الصحيفة إن كلا الزعيمين يواجهان تهديدات سياسية بسبب سياسة ضبط النفس التي تميزا بها خلال الأسبوع الماضي مقابل مطالب المعارضين لهما بمواقف أكثر شدة، وهما ما يتميز بهما المعسكران المتحاربان وقد يؤثرا على أية مبادرة دبلوماسية بين الإسرائيليين والفلسطينيين حتى بعد أن تهدأ الغارات.
وأضافت أن نتنياهو الذي رفض ضغوطا شعبية وسياسية لتوسيع العملية العسكرية في غزة خاطر برأس ماله السياسي عندما وافق على وقف إطلاق النار يوم الثلاثاء.
وأشارت لما كتبه يوسي فيرتر في صحيفة "هآرتس" قائلا "يدفع الثمن بكامله بدون تنزيلات" واصفا إياه بالبطل المأساوي للنزاع.
وفي الوقت نفسه خسر عباس الذي بنى سياسته على المقاومة الشعبية السلمية ومواصلة المفاوضات مع إسرائيل ونسيه الناس بعد ارتفاع شعبية
حماس مع كل صاروخ سقط في إسرائيل. ولكن الكثيرين يرون عباس بصورة أكثر من كونه زعيما غير فاعل بل كدمية في جيب إسرائيل والذي يعمل ضد مصالح الفلسطينيين، وأشارت إلى طرد وزير الصحة في حكومة الوحدة الوطنية بعد أن صرخ المحتجون عليه وهتفوا "عباس عميل".
وتواصل الصحيفة أن نتنياهو الذي اتهم حماس بالوقوف وراء اختطاف ثلاثة إسرائيليين في 12 حزيران /يونيو كان يتعرض لضغوط للرد والانتقام ضد الحركة الإسلامية هذه خاصة مع بداية إطلاق الصواريخ. فبعد محاولته نزع فتيل التصعيد وتصريحه "الهدوء مقابل هدوء" أعلن نتنياهو عن عملية "الجرف الصلب" في 8 تموز/يوليو.
وفي هذه المرحلة ارتفع عدد ضحايا الفلسطينيين بنسبة 20% عما حدث في تشرين الثاني/نوفمبر 2012 وتم تدمير 20% من قدرات حماس الصاروخية حسب الجيش الإسرائيلي مما يترك 8.000 صاروخ تستمر فيه الحرب لمدة شهرين من الآن.
وترى الصحيفة أن دفع نتنياهو باتجاه قبول المبادرة المصرية عرضه للانتقاد ليس من قادة الأحزاب الأخرين بل ومن داخل حكومته فقد دعا أفيغدور ليبرمان، وزير الخارجية الإسرائيلي الذي أنهى تحالفا مع الليكود الأسبوع الماضي لسيطرة كاملة على غزة. وانتقد داني دانون، نائب وزير الدفاع وأحد القادة البارزين في داخل الليكود نتنياهو نقدا شديدا مما أدى بالأخير لعزله من منصبه، ولكن دانون واصل النقد متهما إياه بالانهزامية والعجز.
وترى الصحيفة أن عباس خرج من الخريطة السياسية فالحرب الحالية وضعته في موضع الدفاع، فبعد شجبه عملية اختطاف الثلاثة أكد على استمرار التنسيق مع إسرائيل. وفي الوقت الذي دعم مثل نتنياهو وقف إطلاق النار إلا انه كافح من أجل إظهار نتائج ملموسة للمقاومة الشعبية.
وعلى خلاف هذا فقد زادت شعبية حماس مع أن بعض الغزيين ينتقدون الحركة ويتهمونها بالمبادرة بالهجوم. ونقل مراسل الصحيفة الأسبوع الماضي عن رجل أعمال في غزة قوله "لم أحب حماس ولن أحبها ولكنني معجب بأفرادها، فهم يموتون من اجل أن يحيى الآخرون".