دعا المعلق ومراسل صحيفة "
التايمز" أنتوني لويد لتسليح
المعارضة السورية وبأسرع وقت. وقال في تعليق نشرته الصحيفة إن الغرب هزم
داعش من قبل، وطلب الرئيس الأمريكي للمال من الكونغرس يجب أن يمرر بشكل سريع.
وأضاف "لن أعرف لماذا وكيف قرر حكيم عنزة، وهو قيادي في المعارضة السورية، الرجل الذي وثقت به، كيف قرر خيانتي".
ونوه قائلا "سأكون مضطرا بدرجة ما للتسرع والحدس أنه بعد ثلاثة أعوام من الحرب الوحشية التي ترافقت مع التقارير المنتشرة في كل سوق في شمال سوريا حول الأموال الضخمة التي تدفع مقابل إطلاق سراح الرهائن الغربيين، وربما كانت هذه وراء اندفاعه ولم يكن قادرا على مقاومة شهوة جريمة كهذه".
واستدرك "مهما يكن الواقع، فقد طرأ تغير سيء على حكيم منذ قابلته قبل ثلاثة أشهر".
وأضاف لويد "قال لي يبدو أننا لم نتقابل منذ 20 عاما"، قبل أن يطلق علي النار من بندقيته على ركبتي كعقاب لي على محاولة الهرب منه".
وأشار إلى إن الحادث الشهر الماضي أنهى سجله من الإعتقالات في سوريا والعراق خلال الـ 15 شهرا الماضية حيث قام بسلسلة من المهام الصحافية لتغطية الأحداث هناك "فقد اعتقلني الجيش العراقي خارج الفلوجة، واعتقلت لفترة قصيرة من قبل الدولة الإسلامية في العراق والشام (داعش) في شمال سوريا، وبعد ذلك اختطفت وأطلق النار علي من قبل حكيم وعصابته من مقاتلي الجيش السوري الحر في بلدة تل رفعت".
ومع ذلك فهذه التجارب يقول لويد "أعطتني رؤية جيدة حول الطريقة التي يجب التعامل فيها مع داعش، التنظيم الجهادي الوحشي بشكل تبدو القاعدة إلى جانبه وكأنها لاشيء".
وأضاف "على الكونغرس الأمريكي أولا ان يصادق على طلب الرئيس أوباما 500 ملين دولار أمريكي لتسليح وتدريب جماعات المعارضة السورية المعتدلة".
ويذكر الكاتب الداعين لعدم التدخل في سوريا "أكره القول إنني قلت لكم"، مشيرا إلى أن سياسة عدم التحرك أمام الأزمة السورية لم تقد إلى أي مكان، بل زادت من مئات الشبان البريطانيين الذين تطوعوا للقتال في صفوف داعش، وأدى أيضا إلى تأثر العراق وانتقال العدوى إليه، حيث انضم ملايين اللاجئين العراقيين لتسعة ملايين لاجيء سوري.
ويقول إن دعاة عدم التدخل عليهم العودة للماضي ويبحثون عن أنجع الطرق للتعامل مع المتمردين. فقد واجه الأمريكيون داعش في العراق وانتصروا عليه في الفترة ما بين 2005- 2008 عندما مولوا قوات الصحوات. ومع أن بعض القبائل السنية شعرت بالغضب على سياسات نوري المالكي، بدرجة بات من الصعب فيها مشاهدة هذه الصحوات شن حرب على داعش نيابة عن حكومة نوري المالكي الشيعية. كما أن الجماعات المعارضة للنظام ولداعش في سوريا اتحدت معا في كانون الثاني/ يناير وأخرجت مقاتليهم من حلب.
وبالرغم من أن العراق ربما كان مسرحا للمتمردين بحسب لويد، ولكنه يدعو إلى ضرورة هزيمتهم في سوريا حيث وجدوا ملجأ آمنا لهم ومنها بدأوا.
ونوه إلى أن الولايات المتحدة تقوم بتدريب مجموعات مختارة من كوادر الجيش الحر، لكن يجب توسيع البرنامج كما يريد أوباما وبشكل سريع.
ويبرر تلك الدعوة لتسليح المعارضة بالقول إن السبب في ذلك هو حصول داعش على كميات هائلة من السلاح والمعدات التي غنمتها من الجيش العراقي. ويقدر عدد ما جمعته من مصفحات "همفي" 1500 عربة. وأكثر من 50 مدفعية و4.000 رشاش. وبهذه الطريقة أصبح الأمريكيون بدون قصد المصدر الرئيسي لسلاح داعش، ويجب أن تزيد من دعمها للمعارضة السورية إن توقعت منهم مواجهة داعش.
وأكد الكاتب أنّ الغرب يحتاج أيضا إلى القيام بتحسين صورته بين السوريين السنة. وفي الوقت الحاضر، فقد أصبح السوريون يكرهون الغرب وإن جاء في المرتبة الثانية بعد كراهيتهم لبشار الأسد ونظامه في دمشق. ويقول "التقيت خارج مدرسة عين جالوت قبل أسابيع وعبرت عن كراهيتها بهدوء "نكره النظام ونكره الغرب والدول العربية أيضا"، "لأن الغرب يقف متفرجا علينا ونحن نقتل بالبراميل المتفجرة، والمروحيات العسكرية والقناصة، ويعرفون أن الأسد يقتل النساء والأطفال مثل هذا، ومع ذلك لا يفعلون شيئا، ونكرههم بسبب هذا".
وختم الكاتب حديثه عن امرأة سنية ذهبت إلى مدرسة ابنتها وجرحت عندما قامت طائرات النظام بقصف المدرسة قبل إسبوعين، وقتلت ابنتها نوران وعمرها 10 أعوام حيث كانت من بين 30 طفلا قتلوا في الهجوم، وذهبت العائلة للمدرسة لمشاهدتها وهي تقرأ الشعر، وعوضا عن ذلك جرحوا وشاهدوا جسدها المغطى بالدم بين جثث الأطفال الآخرين ودفنت في قبر جماعي مع بقية بنات المدرسة.