المغرب.. احتجاج نسائي على تصريحات ابن كيران حول المرأة

دعت سميرة سيطايل مديرة الأخبار في القناة العمومية الثانية المغربية "دوزيم"، النساء المغربيات إلى المشاركة في الوقفة الاحتجاجية على تصريحات رئيس الحكومة المغربية ابن كيران، متهمة رئيس الحكومة بـ"الرغبة في سجن النساء في مطابخ منازلهن".

واختارت سيطايل على الرد على ابن كيران الذي دعاها الأحد إلى الاستقالة من منصبها لأنها غير محايدة وغير مهنية، وتوظف الإعلام العمومي لتصفية خلافها السياسي، بالدعوة إلى المشاركة في الوقفة الاحتجاجية المزمع تنظيمها في الخامسة من مساء الثلاثاء أمام البرلمان، في أحدث جولة جدية من التراشق الإعلامي بين المرأة القوية في الإعلام العمومي المغربي ورئيس الحكومة.

ونشرت سميرة سيطايل على صفحتها على فيسبوك باللغة الفرنسية، تدوينة قالت فيه: "ردا على ما أدلى به أمين عام حزب العدالة والتنمية نهاية هذا الأسبوع، من أنه على أن أقدم استقالتي من العمل".

وتابعت: "بالنسبة لرجل يحلم بأن مكان المرأة الطبيعي هوسجنها داخل المطبخ،  ليس مثيرا أن يتمنى رؤيتي جالسة في البيت، إن الذي يستطع فهمه، هو أنني كملايين النساء المغربيات فأنا أعمل لكسب قوت يومي".

وأضافت المرأة القوية بالقناة الثانية المملوكة للدولة: "لست وحدي من يعيش بهذا الأجر الذي أحصله من عملي"، قبل أن تشدد قائلة: "أعتذر لأنني مضطرة إلى ترك هذا النقاش، فقط لأني مجبرة على العودة إلى علمي".

وأضافت: "لكنني سأجد الوقت الكافي الثلاثاء، لأشارك في الوقفة التي ينظمها المجتمع المدني دفاعا عن حقوق المرأة القانوني في العمل، موعدنا أمام البرلمان".

تحدي سميرة سيطايل لرئيس الحكومة، يعد آخر تراشق بين الطرفين، تسبب في هذه المواجهة الجديدة تصريح لبن كيران دعا سيطايل للاستقالة لأنها غير مهنية، واستغلت مديرة الأخبار في القناة الثانية وقفة نسائية احتجاجية على بان كيران للمشاركة فيها والهجوم عليه.

وكان بن كيران قال في لقاء حزبي الأحد الماضي، إن على سميرة سيطايل أن تستقيل لأنها فقدت حياديتها ومهنيتها، لأنها جزء من معارضة الحكومة، ولا يليق بمن يسير مؤسسة عمومية أن يصرف مواقف تعادي الحكومة".

وأضاف ابن كيران أن تغطية القناة الثانية لإصلاح مؤسسة لا مكتب الوطني للماء والكهرباء، وإقرار تسعيرة جديدة، تميزت بالانحراف على المعايير الصحافية، مشددا على أن القناة ومديرة الأخبار اضطرت بعد ذلك إلى تصحيح ذلك الخطأ بعد أن كانت تورط سمعة المغرب في أشياء خطيرة".

يبدو أن تصريحات ابن كيران الأخيرة بالبرلمان، بخصوص عمل المرأة خارج البيت، لن تمر مرور الكرام ، حيث لازالت ردود الفعل المناهضة تنهال من كل حدب وصوب.

وفي سياق متصل، قررت عدد من الفعاليات النسائية المغربية، تنظيم وقفة احتجاجية ضد رئيس الحكومة أمام البرلمان  الثلاثاء، بعد قوله في مجلس المستشارين، الغرفة الثانية في البرلمان المغربي، إن "الأمهات ثريات" وإن البيوت انطفأت فور مغادرة الثريات لها".

ورفضت عدة تجمعات نسوية مغربية، فكرة ابن كيران التي تصب في اتجاه بقاء المرأة في البيت ورعاية صغارها وزوجها، حيث عبرت الوزيرة السابقة نزهة الصقلي على الفيسبوك عن رفضها للموضوع معتبرة فكرة رئيس الحكومة قادمة من العصر الحجري.

واختارت ناشطات أخريات إطلاق حملة على موقع التواصل الاجتماعي "تويتر" ، ضد ما اعتبرنه المنظور الرجعي لرئيس الحكومة،  بـ"أنا ماشي ثريا"، في إحالة إلى تشبيه ابن كيران للمرأة العاملة بالثريا التي بدأت تفقد نورها ، في حين ربة البيت هي الثريا التي تنير المنزل.

  واندلعت معركة التصريحات والتصريحات المضادة، بين رئيس الحكومة والمسؤولة الإعلامية، في الأسابيع القليلة الماضية، عندما قال رئيس الحكومة، إن "الموظفين الذين يتهجمون على رئيس الحكومة ويقولون إنه لن يستطيع أن يفعل لهم شيئا كانوا يتوسلون إليه"، مشددا على أن مديرية الأخبار في القناة الثانية "اتصلت بي باكية في العام  2011 مع الحراك الديمقراطي، ترجو وتتوسل، ولكنني اليوم اكتشفت أن للتماسيح دموع خاصة بها".

وكانت سميرة سيطايل مديرة الأخبار بالقناة الثانية "دوزيم"، عممت على مختلف وسائل الإعلام قائلة: "لن تنحدر إلى الرد على محاولات التأثير الواضحة، والكذب الجلي الذي تضمنه ما وصفته بالهجوم الجديد لعبد الإله بن كيران.

وأضافت سيطايل أن "ما تفوه به ابن كيران من تصريحات يعتبر انزلاقا خطيرا يكشف عن مدى الفساد والضعف اللذان يعتريان بعض الخطاب السياسي، وهو ما يجر شيئا فشيئا البلاد كل يوم إلى الأسفل"، على حد قولها.