كشف أستاذ العلوم السياسية بالجامعات
الجزائرية الدكتور عبد العالي رزاقي أن الزيارة التي يقوم بها العاهل
المغربي الملك محمد السادس اليوم الجمعة إلى
تونس من شأنها أن تزيد من التوتر القائم بين الرباط والجزائر، من حيث أنها تأتي في سياق "التشويش على جهود الجزائر لحل المشاكل التي تعترض المنطقة".
ورأى رزاقي في تصريحات لـ "قدس برس"، أن زيارة الملك محمد السادس إلى تونس تحمل في طياتها رسالة سياسية مفادها أن المغرب منفتح على دول الربيع العربي وما أثمرته، وأنه استجاب للثورات سواء في الداخل عبر دستوره وإشراكه للإسلاميين أو عبر الانفتاح على دول الربيع العربي، على نحو يجعل من أن الدولة الوحيدة التي ترفض التغيير هي الجزائر.
وأضاف: "الجزائر الرسمية ترى أن المغرب يلعب دورا تشويشيا على أي مبادرات جزائرية في المنطقة سواء في مالي أو في تونس أو في غيرهما".
وأشار رزاقي إلى أن قسما من الجزائريين يعتقدون أن زيارة العاهل المغربي إلى تونس تعكس في أحد وجوهها تنفيذا للسياسة الفرنسية في المنطقة، وذكر أن هذا البعد السياسي الدولي للزيارة مختلف عن
علاقات فرنسا العسكرية والأمنية المتينة مع الجزائر ومع دول المنطقة بالكامل.
وحسب رزاقي فإن من شأن هذه الزيارة الملكية المغربية إلى تونس أن تعمق من هوة التباعد السياسي بين الرباط والجزائر، لكنه نفى أي تأثير سلبي لهذه الزيارة على علاقات الجزائر مع تونس، وقال: "مما لا شك فيه أن هذا التنافس المغربي ـ الجزائري في المنطقة من شأنه يعمق التباعد القائم أصلا بين الرباط والجزائر، لكن لا أعتقد أن لهذه الزيارة أي تداعيات سلبية على العلاقات الجزائرية ـ التونسية، وهي علاقات مادية وتاريخية عميقة، فالجزائر تتعامل مع تونس الدولة بعيدا عن الأشخاص والأحزاب، ولذلك لا أعتقد أن سيكون لزيارة العاهل المغربي إلى تونس أي تداعيات سلبية على علاقات الجزائر بتونس".
وحول إمكانية أن تساهم زيارة العاهل المغربي إلى تونس في عقد القمة المغاربية المأمولة في تشرين أول /أكتوبر المقبل، قال رزاقي: "لا أعتقد أن قمة مغاربية ستعقد حتى نهاية العام الجاري، فالجزائر منشغلة بالوضع الأمني المتوتر على حدودها، وهي ليست في وارد استضافة قمة مغاربية كما أنها ليست في وارد المشاركة في قمة من هذا النوع قبل حل الإشكال الليبي"، على حد تعبيره.
من جهة أخرى رست يوم أمس الخميس بالميناء التجاري بحلق الوادي في العاصمة التونسية 5 بوارج تابعة لمنظمة
حلف شمال الأطلسي.
ونقل مصدر تونسي رسمي أورد الخبر اليوم الجمعة عن القائد البحري لحلف شمال الأطلسي ماتياس سايبال تأكيده إرادة الحلف في تطوير التعاون العسكري مع تونس من أجل مكافحة الإرهاب والمساهمة في إرساء الأمن والاستقرار بالمنطقة.
وأفاد بأن الناتو بالإضافة إلى مهمته الأساسية المتمثلة في الدفاع عن البلدان الأعضاء به فإن له التزامات تجاه شركائه في المنطقة المتوسطية.
وأكد في هذا الصدد الإرادة التي تحدو القوات البحرية التابعة لحلف الناتو في مزيد دعم التعاون مع تونس خاصة في مجالات التكوين وتبادل المعلومات والنهوض بقدرة البلاد في مجال الدفاع والأمن البحري.
هذا وأكد بلاغ صادر عن وزارة الدفاع التونسية أن هذه الزيارة المبرمجة ستتواصل إلى غاية غرة حزيران/ يونيو المقبل مشيرا إلى أن هذه القوة البحرية كانت قد رست بميناء الدار البيضاء في فترة سابقة وتأتي هذه الزيارة لدعم التعاون بين الحلف ودول المتوسط في إطار الحوار المتوسطي، وستختتم الزيارة بتنظيم تمرين عابر مع وحدات جيش البحر التونسي.