رغم أن
الربيع العربي لم يمر في
السعودية حتى الآن، إلا أن العائلة المالكة في السعودية تبدي قلقها إزاء قابل الأيام، خصوصا فيما يتعلق بشبكات التواصل الاجتماعي.
وترصد صحيفة
معاريف الإسرائيلية الصادرة، الجمعة، ارقاما ذات دلالة تتعلق بانتشار شبكات التواصل الاجتماعي في السعودية.
"فعصر الشبكات الاجتماعية لم يتوقف عند بوابات المملكة المتزمتة. فعدد المستخدمين للتويتر فيها هو الأعلى في العالم العربي (في المكان السابع في العالم!) وعدم المستخدمين لليو تيوب هو الأعلى في العالم للفرد – هكذا يتبين من بحوث نشرت في الاشهر الاخيرة وتفيد مرة اخرى كم هم سكانها مرتبطون". يقول يوئيل جوجنسكي كاتب التقرير.
ويضيف "في الأسرة السعودية المالكة هنالك تخوف من أن تستخدم الشبكات الاجتماعية كمحفز لاندلاع احتجاج اجتماعي تلخص حتى الآن في معظمه بعدة عشرات النساء ممن أمسكن بمقود سياراتهن ومظاهرات شيعية في المنطقة الغنية بالنفط. أما السعوديون فقد اختاروا بأغلبيتهم البقاء في البيت، ولكن مراجعة المضامين التي تصدر في الشبكات تُبين عدم الرضا من أداء الأسرة المالكة. مداولات عن الفساد، البطالة بل ومكانة المرأة منتشرة فيها".
ويرى جوجنسكي أن السعودية وقفت حتى الآن بنجاح في وجه الميول الثورية، والسبب برأيه انها مملكة تطفو على بحر من الثراء الذي يسمح لها بأن تشتري المعارضين من الداخل وتنال الدعم من الخارج. على حد قوله.
لكن الكاتب يرى أن "المجال الافتراضي يفتح أمام شباب المملكة، الذين هم نحو نصف سكانها، كوة للمعلومات التي كانت في الماضي محصورة في الأسرة المالكة، 5 ملايين مستخدم للتويتر في الدولة يفهمون الآن كم هو محافظ وقديم نمط الحياة فيها. والنجاح النسبي للشبكات الاجتماعية في السعودية يُفسر بالانتشار الواسع للهواتف الذكية وبالمناخ الذي بفضله يُقل الناس من الخروج الى المجال العام". لكن النظام رد من خلال إغلاق ومراقبة هذه المواقع واعتقال النشطاء المركزيين بهدف ردع الآخرين من الانضمام اليهم أيضا، حسب تقرير لهيومن رايتس ووتش نشر الأسبوع الماضي.
ومع هذا فإن 20 بالمئة من سكان المملكة، حسب استطلاع نشر مؤخرا وأجري في المملكة، يستخدمون الشبكة لغرض القراءة والمشاهدة للمضامين الدينية، و8 بالمئة فقط يفعلون ذلك لأغراض سياسية.
ويعتقد الكاتب أن أحد اسباب شعبية الشبكة هو الممنوعات الكثيرة التي تفرض على السعوديين. فالرقابة العسكرية والإشراف جعلاها أداة اتصال بديلة بالنسبة للكثيرين، وحقيقة أن الاحتجاج يتجه في معظمه إلى الانترنت يُسهل على السلطات مراقبة المستخدمين وردعهم من النشاط السياسي، ولكن أيضا من أجل إظهار إنجازات الأسرة المالكة. ولكن كلما ازداد عدد المستخدمين بات من الصعب أكثر متابعتهم. والخوف من الاضطراب ليس غير مسنود، وذلك لأن بعض الأسباب للثورات في الدول الأخرى قائمة في السعودية أيضا. لكن جوجنسكي يستدرك قائلا: في هذه الاثناء لم يتحقق بعد الانتقال من العالم الافتراضي إلى الشارع.
ويختتم جوجنسكي تقريره بالقول:" لا يمكن أن نعرف إذا ما ومتى ستنتقل الثورة الافتراضية إلى العالم الحقيقي. فقبل عقدين كتب أحد أهم الباحثين في شؤون السعودية الحديثة، غريغوري غوس إن الأنظمة الملكية في الخليج هي أنظمة في غير زمانها ومكانها ومشكوك أن تصمد أمام الضغوط المتعاظمة. وبعد ثلاث سنوات من انطلاق الربيع العربي يبدو أنها صامدة في وجهه، واذا استندنا إلى تجربة الدول العربية التي سقطت فيها الأنظمة حتى الآن، فلا يمكن للأسر المالكة أن تتجاهل الثورة الافتراضية التي تمنح الصوت للرعايا وتسحق بالتدريج شرعية الحكام. فالأغلبية الساحقة من السعوديين غير راضين عن الوضع الراهن ويتطلعون إلى التغيير، حتى وإن كانوا يطلبون ذلك في هذه اللحظة من خلف شاشات الهواتف الذكية خاصتهم فقط."