قال المرشح الرئاسي السابق في
مصر عبد المنعم أبو الفتوح، في مقابلة مع "رويترز" الثلاثاء، إن المصريين سيثورون مرة أخرى على ما وصفه بالحكم العسكري، بسبب انتهاكات حقوق الإنسان التي قال إنها واسعة النطاق، وبسبب الضائقة الاقتصادية.
وفي مقابلته، نبه أبو الفتوح، الذي جاء في الترتيب الرابع بالجولة الأولى من انتخابات الرئاسة التي أجريت عام 2012، وفاز بها الدكتور محمد
مرسي، إلى أن "الشعب (سوف) يغضب مرة أخرى ويقوم بثورة للإطاحة بهذا القمع. الشعب المصري لن يقبل هذه المسائل".
وأضاف: "القمع الحالي أسوأ من أيام مبارك عشرات المرات".
وقال أبو الفتوح (62 عامًا)، إن رجال مبارك عادوا للانتقام ويصرون على سحق الحريات التي كانت من مكاسب انتفاضة 2011 من أجل حماية مصالحهم وممارساتهم الفاسدة - على حد قوله.
وأوضح أبو الفتوح أن "ما يحدث الآن هو ضد ثورة يناير... وهذا لن يكون. وأنا اعتبر دي كبوة. اللي احنا فيه الآن كبوه من كبوات الثورة والثورة ستعود."وأضاف أبو الفتوح وهو طبيب متقاعد أن مصر أصبحت دولة فاشلة.
وقال إنه قرر ألا يخوض انتخابات الرئاسة المقبلة لأن السلطات أقامت في البلاد التي أسماها "جمهورية الخوف"، ولأن وسائل الإعلام التي تملكها الدولة ووسائل الإعلام التي يملكها رجال أعمال من عهد مبارك صارت بعيدة عن اللعب النزيه.
وتساءل أبو الفتوح الذي يرأس حزب "مصر القوية": "هل يستطيع أي متابع أن يقول إن الانتخابات القادمة (ليست) محسومة لصالح الفريق
السيسي؟ لا أحد يستطيع القول بغير ذلك".
وأضاف: "بعد كل (هذه) الدعاية سبعة شهور بكل وسائل الإعلام الرسمي والخاص وأموال رجال الأعمال التي ملأت حواري وزقاقات مصر هتافا باسم السيسي -سواء هو يريد هذا أو لا يريده- بعد كدا اللي ينزل يعمل إيه يعني؟".
وقال أبو الفتوح إن شعبية السيسي مصطنعة وإن المصريين تعرضوا لعملية غسل مخ وسيفقدون صبرهم مرة أخرى إذا استمرت مصر على نهجها الحالي.
وتابع، بأن "مصر ممكن تدخل في انهيار اقتصادي لو استمر الوضع هكذا.. إن مصر في حالة أزمة اقتصادية، وما يدفع الأمور للأمام ما يأتي من أموال من دول الخليج.
واستدرك بأن الخليجيين "لا يمكن أن يستمروا في دعم النظام الفاشل الحالي".
وقال أبو الفتوح إنه سيكون من الصعب القضاء على جماعة الإخوان المسلمين التي نجت من حملات قمع على مدى عقود.
ودعا أبو الفتوح جماعة الإخوان والجيش إلى التوصل لحلول وسط من خلال الحوار لتحقيق الاستقرار في البلاد.
وأفاد بأن جماعة الإخوان المسلمين تقول إن عدد أعضائها مليون عضو. وأضاف: "لو كل واحد من (هؤلاء) معه خمسة أو عشرة متعاطفين ماذا نفعل بهم؟ هل نبيدهم مثلا؟".
يشار إلى أن مسار الانتقال السياسي والتقدم الاقتصادي في مصر متعثر، منذ الإطاحة بالرئيس المنتخب مرسي الذي كان يسعى جاهدًا لإعمار مصر وبناء اقتصادها المدمر، رغم محاولات الدولة العميقة ورؤوس الانقلاب عرقلة ذلك وافتعال الأزمات بغطاء إعلامي مكثف.
وفي تموز/ يوليو، أعلن قائد الجيش الفريق عبد الفتاح السيسي وحلفاؤه، الانقلاب على الرئيس المنتخب والشرعي محمد مرسي، ومنذ ذلك الحين والأوضاع تنحدر إلى أسوأ مما كانت عليه في عهد المخلوع مبارك.