كشف الكاتب الصحفي الناصري عبد الله السناوى النقاب عن أن المشير عبدالفتاح
السيسي وزير الدفاع تدخل في وقت سابق لوقف حملة تشهير ضد حمدين
صباحي مؤسس التيار الشعبي، والمرشح السابق للرئاسة.
وقال السناوى في مقال بعنوان "مَنْ ينافس المشير" الأربعاء بصحيفة "الشروق" إن السيسي وصباحي التقيا لمرة واحدة ثلاث ساعات فى نهايات سبتمبر الماضى، وعندما بدا أن هناك محاولة للنيل من صباحى بتسجيلات هاتفية منسوبة إليه قال المشير السيسى نصا: "إنى احترم الأستاذ حمدين، ولا أقبل له أو لغيره تشهيرا"، وتدخل بنفسه حاسما".
وأشار السناوي إلى صباحي "يقدر تخوفات الشباب من العودة إلى الوراء، ويطلب تطمينات من المشير واثقا من التزامه بوعوده"، غير أنه أضاف أن حمدين لم يحسم قراره حتى هذه اللحظة، واستدرك قائلا: "لكن الأغلب أنه لن يترشح".
ونقلا عن حمدين، وتفسيرا لموقفه، قال السناوي إن حمدين شرح قضيته مؤخرا فى اجتماع ضمه إلى أنصاره فى التيار الشعبى الذى أسسه على النحو التالى: أنا مازلت مرشحا محتملا لكنى لست مرشح من يهتف يسقط حكم العسكر، كما لا يمكن لأى مرشح أن يطلب نجاحا فى مهمته الرئاسية دون دعم من الجيش فى تحمل مسئولية الدولة، وأخيرا: أنا مستعد أن أؤيد المشير السيسى على قاعدة رؤى وتصورات تنحاز إلى الثورة وأهدافها".
وعن السيسي، قال السناوي: "يزكى الرهان الشعبى عليه أنه يبدو رجلا قويا لديه ولاءات ممتدة من المؤسستين العسكرية والأمنية وأجهزة الأمن السيادية «المخابرات العامة» و«الأمن الوطنى» إلى الجهاز البيروقراطى للدولة بمعناه التقليدى".
وأضاف: "بظهوره (أي: السيسي) تراجعت بفداحة أية فرصة أو شبه فرصة لمرشح آخر بخلفية عسكرية".
وأوضح أن «شفيق» و«موافى» أعلنا بلا تردد أنهما لن يترشحا أمامه، وانتظر «عنان» ليحسم موقفه، وبدت صورته السياسية ملغزة يصعب حل طلاسمها، فهو رجل أدار سياسيا المرحلة الانتقالية الأولى، ويتحمل قبل غيره مسئولية الإخفاق فيها.. فكر قبل فتح باب الترشح الرئاسى بالانتخابات السابقة فى خوضها، وأرسل شقيقه التوأم إلى الشيخ «القصبى» أحد أقطاب الصوفيين يسأل عما إذا كان سيؤيده. مانع المشير «حسين طنطاوى» فى الفكرة كلها، فطالما هو لن يترشح فإن أحدا آخر من المجلس العسكرى لا يحق له أن يطمح إلى المنصب الأرفع.
واسترسل السناوي قائلا: "بحسب معلومات أولية فإنه (أي:عنان) يتجه للتراجع عن مشروع ترشحه، فليس بوسعه أن يتحدى المؤسسة العسكرية التى تولى رئاسة أركانها.. وقد أخبر محافظا سابقا فى إقليم القاهرة الكبرى أنه بصدد إصدار بيان يحدد فيه موقفه الأخير.
نتائجها محسومة قبل أن تبدأ.
إلى ذلك، ذهب السناوي إلى أن المعضلة الكبرى التى تعترض رهانات التحول الديمقراطى في
مصر -بزعمه- أن الانتخابات الرئاسية نتائجها محسومة قبل أن تبدأ إجراءاتها، وأنه من غير المتوقع أن تشهد ثانى انتخابات رئاسية فى غضون عامين تنافسا جديا بين مرشحين لديهم حظوظ متقاربة على النحو الذى جرى فى الانتخابات الأولى التى دفعت بالرئيس السابق محمد مرسى إلى قصر الاتحادية.
وتابع: "انتخابات بلا منافسة جدية على نيل ثقة الرأى العام تؤثر سلبا على أحد الإنجازات الكبيرة لثورة يناير بغض النظر عن تجربة أول رئيس مدنى منتخب التى تحولت إلى كارثة تاريخية فجماعة
الإخوان المسلمين التى ينتسب إليها تصورت أن الوسائل الديمقراطية كـ"أوراق الكلينكس" تستخدم مرة واحدة قبل أن تجد طريقها إلى سلال المهملات، على حد تعبيره.
والأمر هكذا، حذر السناوي من أنه "ما لم تكن هناك انتخابات رئاسية بمعناها التنافسى، ولا مرشحون جديون فى سباقها فإننا أمام معضلة يصعب حلها بغير الاعتراف بتبعاتها الخطيرة على مستقبل الديمقراطية ، وما تخلفه من صور سلبية أمام العالم".
وشدد -أخيرا- على أن "أسوأ الحلول استقدام مهرجين سياسيين للمشهد الانتخابى لملء الفراغات فى استمارات الترشح. الأفضل لمصر ومستقبلها ولصورته هو (أي: حمدين صباحي) أمام التاريخ أن يتقدم كـ«مرشح إنقاذ وطنى» فى لحظة استنثائية".