كشف الكاتب الصحفي يـاسـر رزق النقاب عن أن الفريق أول عبدالفتاح
السيسي وزير الدفاع سوف يعلن قراره بالترشح لانتخابات الرئاسة في غضون أيام، من صدور قرار بقانون لرئيس الجمهورية ينص علي إجراء انتخابات الرئاسة قبيل الانتخابات البرلمانية، وربما يسبق الإعلان صدور القرار الجمهوري الخاص بموعد فتح باب الترشح للانتخابات الرئاسية.
وقال رزق -الذي ينظر إليه كثيرون على أنه صحفي مقرب من الفريق السيسي- "إنه مع مطلع العام الجديد أظن السيسي حسم بينه وبين نفسه قراره. وأحسبه اتخذ قرارا نهائيا بخوض الانتخابات الرئاسية بعد إعلان نتيجة الاستفتاء علي مشروع الدستور، التي فاقت بكثير توقعات من أسرفوا في التفاؤل".
وأضاف رزق -في مقال له الأحد 26 كانون الثاني/ يناير 2014 بجريدة "الأخبار التي يرأس مجلس إدارتها حاليا-: "أحسبه (أي: السيسي) اتخذ قرارا نهائيا بخوض الانتخابات الرئاسية بعد إعلان نتيجة الاستفتاء علي مشروع الدستور، التي فاقت بكثير توقعات من أسرفوا في التفاؤل، وأظنه سيعلن القرار بعد إعادة ترتيب خارطة الطريق".
وتابع -في مقاله بعنوان "رجل الأقدار يستجيب"-: "لا يريد السيسي أن يرهق جماهير الشعب بالنزول للإعراب عن رغبتها في خوضه الانتخابات، ولم يكن السيسي ينتظر قبل حسم قراره، ضوءا أخضر أو إعلان عدم ممانعة يأتيه من الخارج.. هذه ليست شخصيته، ولا هذا ما تتحدث به مواقفه أو تاريخه".
وأضاف رزق، وهو من أكثر الصحفيين موالاة للانقلاب العسكري، وحماسة للسيسي-: "لا أعرف بم كان يشعر السيسي، وهو يشاهد صور عبدالناصر تملأ شاشة مسرح الجلاء يوم الخميس الماضي في احتفال القوات المسلحة بذكري ثورة 25 يناير، ولا ما الذي دار في ذهنه، وهو يستمع إلي كلمات أغنية "عاش الجيل الصاعد": "حرمونا سنين وسنين، وافتكروا الناس نايمين، وطلعنا عليهم يوم، خلصنا حقوق ملايين"، التي كتبها حسين السيد قبل ثورة 25 يناير 2011 بنصف قرن، وكأنه كان يتنبأ بها.
واستدرك رئيس مجلس إدارة "الأخبار" بالقول: "لكن أحسبني أعرف شعوره، والقاعة تهتف له: "تكليف.. تكليف"، والحضور يطالبه بالترشح للانتخابات. كانت عيناه تقولان: "يارب أكون علي قدر الثقة".
واختتم رزق مقالته، وهو مراسل عسكري سابق، بالقول: "مع تباشير الربيع المقبل، سوف يكون لمصر رئيس جديد منتخب بأغلبية كاسحة، هو -بإذن الله- عبدالفتاح السيسي. وأتوقع -وعندي أسبابي- أنه سيكون القائد الذي تمناه السيسي لمصر منذ 20 شهرا مضت".
ويشير رزق بهذه الخاتمة إلى قصة بدأ بها مقاله فحواها أنه جمعه في أواخر أيام ربيع عام 2012 (الربيع يبدأ منتصف آزار/مارس، وينتهي 22 حزيران/يونيو تقريبا)، مع مجموعة محدودة من الكُتاب والقادة العسكريين، وسأل فيها الفريق السيسي (الذي كان وقتها لواء أركان حرب، ويشغل منصب مدير المخابرات الحربية): كيف تري رئيس
مصر المقبل؟ فأجاب: أراه رجلا، صادقا، أمينا مع شعبه، مخلصا لبلاده. يقدر علي جرأة الحلم، ويستطيع الإنجاز.. أراه قائدا يحمل هموم شعبه، يسعي إلي تحقيق آماله، يعرف من أين يبدأ، وإلي أين يسير. يدرك قدر التحديات والعقبات، ويمتلك جسارة المجابهة والتغلب".
وأضاف رزق: "سألته (أي: السيسي): هل أنت متأكد أن من بين المرشحين الرجل الذي تتحدث عنه؟ فابتسم مجددا.. ثم قال باقتضاب: هذا ما أتمناه".
رزق علق على هذه الحكاية بالقول: "يومها، لم يكن السيسي يدري أن ما يتمناه في شخص رئيس الجمهورية المقبل، سيصبح بعد أقل من عامين هو نفسه ما تراه الغالبية من جماهير الشعب في شخصه هو"، بحسب مزاعمه.
ويُذكر أن ياسر رزق هو صاحب الحوار الشهير مع الفريق السيسي الذي كان أول حوار شامل يجريه مع أحد الصحفيين المصريين، وكان وقتها رئيس تحرير جريدة "المصري اليوم"، وقد نُشر على ثلاث حلقات، بدءا من السابع من تشرين أول/ أكتوبر 2013، لكن نسخته الأصلية تعرضت للتسريب إلى قناة "الجزيرة" الفضائية، التي كشفت عن ما لم ينشره رزق من حواره مع السيسي، ومنه مطالبته للإعلاميين بتبني حملة لتحصينه في منصب وزير الدفاع لدورتين متتاليتين في الدستور الذي كانت لجنة الخمسين المعينة قد شرعت في كتابته وقتها، وهو ما تحقق لاحقا في المشروع النهائي لهذا المشروع.