في مقابلة أجراها الصحافي البريطاني باتريك كينغزلي مع المذيع
المصري الساخر
باسم يوسف الذي وصفه بأنه "الوجه الأشهر لحرية التعبير فيما بعد الثورة المصرية عام 2011"، والذي بنى أتباعا على الإنترنت وشاهد الملايين "قفشاته" الساخرة عن المشهد السياسي في مرحلة ما بعد الثورة ببرنامجه "البرنامج". ويرى فيه الكثيرون في الغرب جو ستيورات في برنامجه بنفس العنوان" البرنامج اليومي".
وقال الكاتب إن برنامج باسم يوسف، جراح القلب الذي تحول للإعلام تم وقفه في مرحلة ما بعد الانقلاب على حكومة محمد مرسي في تموز/يوليو العام الماضي، فيما اعتبر ضيقا بالنقد والسخرية من الحكم.
ويقول التقرير: عندما "قرر منتج السلسلة الثانية من برنامجه سحب الحلقة التي انتقد فيها المصريين، رأى الكثيرون في القرار إشارة إلى تلاشي فضاء النقاش العام الحر الذي نشأ بعد ثورة 2011، وذلك تحت إدارة القائد الفعلي" للانقلاب.
ويقول يوسف إن إلغاء البرنامج لم يكن أمرا مباشرا من الحكومة التي دعمهما الجيش بعد الإطاحة بنظام مرسي، ولكنه جاء نتيجة للمناخ الذي ساد بعد الانقلاب، حيث أصبحت فيه الأصوات المعارضة غير مقبولة. وقال يوسف لصحيفة "أوبزيرفر": "يمكنك فرض مزاج عام بدون أن تصدر أوامر". وأضاف "إنه يعني خلق مناخ ما يجعل من ذلك مقبولا، واعتقد أن هذا ينعكس بشكل سيء على كل شخص، حتى لو لم يفعله من هم في مركز السلطة، وهذا ينعكس بشكل سيء على حرية التعبير".
ويقول التقرير إن مؤسسات الإعلام المصرية طورت في مرحلة ما بعد الانقلاب على مرسي "رواية" مفادها أن الدولة العلمانية الشمولية هي حاجز ضد الإسلام السياسي الذي يمثله مرسي. وفي هذا الجو تسود مقولة "إما معنا أو ضدنا"، وأي صوت مثل باسم يوسف تساءل او انتقد ذلك المزاج يتم نبذه. وهو ما حصل بداية هذا الشهر لـ 35 ناشطا تجرأوا على دعوة المصريين إلى معارضة الاستفتاء العام على الدستور الجديد، حيث تم تصوير أفعالهم بأنها خيانة.
وتم في الأسبوع الماضي توجيه اتهامات لعماد شاهين وعمرو حمزاوي، وهما أكاديميان مصريان معروفان. ووصلت حمى الهستيريا مداها يوم الجمعة عندما بدأت السلطات التحقيق في إعلان تجاري لشركة بيبسي رأى فيه المسؤولون تحريضا على العنف. ويرى يوسف أن هذه الهجمات تتجاوز على حرية التعبير التي كانت ممنوحة في عهد مرسي، وفي الوقت الذي دعى فيه النائب العام في عهد مرسي يوسف للتحقيق معه إلا أن برنامجه ظل على الهواء. ويقول يوسف "إذا خرجنا في 30 حزيران/يونيو، وقلنا نريد ديمقراطية، وأننا نريد التخلص من الفاشية الإسلامية، ثم ترى هذا يحدث فإنه لا يرسل رسالة جيدة للعالم".
ويقول كينغزلي إن "النفاق ظهر واضحا من المحطة التي تنتج برنامج يوسف ، سي بي سي، والتي دعمته بشكل كامل عندما انتقد حكومة مرسي وتخلت عنه عندما أظهر نية انتقاد السيسي".
ويقول يوسف "كان هناك دعم غير محدود من القناة قبل 30 حزيران/يونيو"، و"كانت وراء كل خطوة من خطواتي"، حسب المذيع الذي يخوض مفاوضات مع محطات أخرى لنقل "البرنامج" إلى مكان آخر، لكنه لا يريد الكشف عنه الآن.
ويقول التقرير إن المحطة أوقفت البرنامج بعد حلقة واحدة من بثه "قالوا لي إنك تتحدث عن أشياء عليك أن لا تتحدث عنها. تقوم بإهانة الرموز الوطنية، لكن مرسي، كان رئيسا وكان رمزا وطنيا".
ويرى يوسف إن الرأي العام تخلى عن المباديء الليبرالية، لأن أفراده ارتاحوا للتخلص من مرسي. "كان الأمر مثل: شكرا لله لقد تخلصنا من الإخوان المسلمين، ولم تعد هناك حكومة إسلامية جهادية، وسنعمل كل ما بوسعنا لمنع الإخوان من العودة للسلطة، حتى لو اقتضى هذا التضحية بالحريات". ويضيف يوسف "يقول الناس لأنفسهم، إذا كان الأمر بهذا السوء، فنحن نفضل أن يحكمنا نظام إسلامي، ولو قارنا الأمرين؛ دكتاتورية عسكرية، لا أقول أننا نعيش في ظل حكم عسكري، فلا يهدد الناس بفرض نظام معين عليهم مثل ما يهددون في ظل النظام الإسلامي".
وتقول الصحيفة إن يوسف متهم بالمساهمة في حالة الاستقطاب التي يعيشها المجتمع المصري. وفي الأيام التي تبعت عزل مرسي، اتهم يوسف بالمساهمة فيها وعندما كتب تغريدة -حذفت الآن- قال فيها إن مؤيدي مرسي عرَّضوا أنفسهم للقتل حتى يحصلوا على تغطية إعلامية. وبعد يوم واحد كتب مقالا ينتقد إغلاق المحطات المؤيدة لمرسي. وبعد ذلك بأسبوع دعا الليبراليين إلى عدم تكرار النزعات اللا ديمقراطية للإخوان المسلمين. وفي تفسير لهذا التناقض يصر يوسف وبعد 8 أشهر أنه كان منسجما مع نفسه؛ "لا يوجد أي تناقض بين المقالين".
ويقول "في المقال الأول قلت لو لم يحدث 30 حزيران/ يونيو لسيطر علينا الإخوان، ولما ذرفوا دمعة علينا، وكانت هناك انذارات بأنهم كانوا سيغلقون محطاتنا التلفازية، إما نحن أو هم، وبعد ذلك توجهت لأنفسنا "نحن المنتصرون" وقلت: لماذا لا نظهر تميزا؟ لقد انتصرنا، لا تكرروا نفس الأخطاء التي دفعتنا للاحتجاج ضد الإخوان، لا يوجد هنا أي تناقض. لو عدنا للوراء لاخترت ما حدث يوم 30 حزيران/ يونيو".
ولكن هناك أدلة أنه غير راضٍ عما حدث منذ ذلك "لا أحب النفاق، التطويب والفرعنة، وتكرار الأخطاء التي حدثت خلال الـ 30 او 60 عاما الماضية"، في إشارة لحكم العسكر منذ جمال عبد الناصر والسادات وحسني مبارك.
ويقول "نخاف من الفاشية باسم الدين، ولكننا لا نريد أن نستبدلها بفاشية باسم الوطنية والأمن القومي".
ويقول التقرير: عبر الكثيرون عن غضبهم من يوسف وتظاهروا أمام الأستديو، ولكن يوسف لم يذهب بعيدا في نقده، في ظل مرسي انتقد يوسف الرئيس، ولكن يوسف لم ينتقد السيسي شخصيا، غير أن عقلية من يدعمونه لم تحتمل ذلك أيضا.
ويقول "بالنسبة للأشخاص الذين قالوا إنك لم تذهب بعيدا في البرنامج، ولكن بشكل واضح كان كافيا لوقفه"، أما "بالنسبة للذين قالوا إنني ذهبت بعيدا، حسنا مقارنة مع ما فعلته في ظل مرسي، لم يكن هذا كافيا لوقفه".