رفض رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوعان اتهامات النظام السوري بالسماح بمرور المقاتلين عبر الأراضي التركية وقال إن الإرهاب هو من عمل النظام السوري. من جهته، أكد وزير الخارجية التركي أحمد داود أوغلو، أن بلاده لم تسمح للعناصر الأجنبية بالدخول إلى
سورية من أراضيها، مشددا على ضرورة مغادرة كافة العناصر الأجنبية لسورية بما في ذلك حزب الله اللبناني.
وعارض الوزير التركي في كلمة له في مؤتر
دافوس في سويسرا الجمعة؛ فكرة الحل العسكري للأزمة السورية، مستدركا بالقول: "لكن لا ننسى أن الحرب في سورية بدأت حينما استخدم النظام السوري عن قصد النيران ضد المتظاهرين السلميين".
وأوضح أنه ينظر بتفاؤل إلى مستقبل الشرق الأوسط، "على الرغم من الصورة القاتمة التي يبدو عليها الآن"، مشيرا إلى أن أكبر حضارات العام خرجت من تلك المنطقة.
وذكر أن تأخر حل المشاكل التي تشهدها المنطقة ناجم عن عدم وجود قادة ذوي بصيرة، فضلا عن عدم كفاية دعم المجتمع الدولي، وعدم اتخاذ مجلس الأمن الدولي القرارات اللازم اتخاذها.
وفي السياق ذاته، قال الوزير التركي: "إذا كنا نريد سلاما في سورية وليس نظرة طائفية، ينبغي علينا القول بأن الأماكن المقدسة للمسلمين سنة وشيعة، وللمسيحيين ملكنا، وأن مسألة حمايتها مسألة كرامة بالنسبة لنا".
وأكد أهمية تخطي المشكلة المذهبية في العلاقات الإيرانية التركية من جهة، والإيرانية العربية من جهة أخرى.
ومضى قائلا: "لكن هناك أمر، وهو أن ضريح السيدة ذينب في دمشق مقدس لكافة المسلمين، وليس للشيعة وحدهم"، مشيرا إلى أنه زار عددا من الأماكن المقدسة بالنسبة للمسيحيين، وأن تلك الأماكن "ميراث ثقافي لنا أيضا".
وأضاف أن الفوضى حلت بسورية حينما اتجه كل فريق إلى حماية مقدساته هو دون مقدسات غيره، وذكر أن سورية تهدم بها على أيدي قوات النظام 1500 جامع، فضلا عن قصف ضريح الصحابي خالد بن الوليد.
أرودغان:
وكان رئيس الوزراء التركي قد قال الجمعة: "كيف سيبرر الذين يقفون إلى جانب نظام
الأسد مواقفهم أمام الإنسانية، بعدما شاهد العالم الصور التي أظهرت حجم المأساة التي يعيشها الشعب السوري؟".
وكان
أردوغان يتحدث خلال لقاء شعبي حاشد في العاصمة التركية أنقرة للتعريف بمرشحي حزب العدالة والتنمية التركي للانتخابات البلدية التي ستشهدها البلاد في 30 آذار/ مارس المقبل.
وتطرق رئيس الوزراء التركي إلى المزاعم التي ساقها وزير الخارجية السوري وليد المعلم خلال افتتاح مؤتمر "جنيف2"، والتي اتهم فيها
تركيا بتدريب مسلحين وإرسالهم إلى سورية، مخاطباً نظام الأسد: "إذا لم تستطيعوا أن تثبتوا أن أولئك المسلحين تم تدريبهم في تركيا، فهذا يعني أنكم منحطون. إن تركيا لم تقدم حتى اليوم أي مساعدة أو تدريب لأي جماعة إرهابية في سورية (داعش والجماعات المتطرفة الأخرى)، فدعم الإرهاب هو عملكم أنتم، وإذا كانت سورية اليوم تشكل مرتعاً للمنظمات الإرهابية فسبب ذلك هو نظام الأسد".
وانتقد أردوغان بشدّة، اتهامات وجهها حزب المعارضة الرئيسية التركية (حزب الشعب الجمهوري) لجهاز الاستخبارات الوطنية، حول تهريبه أسلحةً إلى سورية، مشدداً على أنه سيحيل ملف تلك الاتهامات إلى ضمير الشعب التركي الذي سيحاسبه عبر صناديق الانتخابات.
وحول الشأن الداخلي أضاف أردوغان: "إذا كان رئيس المعارضة الرئيسية (كمال قليجدار أوغلو) يمتلك شرفاً وإباءً، فليضع الدلائل والوثائق التي تثبت صحة الاتهامات التي وجهها ضدّي وضد ابني. لن تستطيع أن تلطخ سمعة ابني أبداً في مثل تلك المواضيع، إلا أننا نعلم تماماً حجم الفساد الذي تسببت به في مؤسسة الضمان الاجتماعي، قبل توليك رئاسة حزب المعارضة الرئيسية، ونمتلك وثائق بهذا الخصوص".