رفض أعضاء في
البرلمان الجزائري الزيارة المرتقبة لوزير الخارجية
المصري المؤقت
نبيل فهمي إلى بلادهم، ووصفو فهمي بـ"الوزير الانقلابي" الذي يمثل "نظاما انقلابيا"، كما اتهموا الحكومة الجزائرية بـ"فقدانها رشدها الدبلوماسي".
وقال النائب ناصر حمامادوش، عضو "تكتل الجزائر الخضراء" في البرلمان الجزائري، إنه "غير مرحب بوزير الخارجية المصري".
ويضم "تكتل الجزائر الخضراء" كلا من "حركة مجتمع السلم" (حمس)، و"حركة الإصلاح الوطني" و"حركة النهضة"، وهذه الحركات في مجملها تمثل تيار الإخوان المسلمين في الجزائر.
وينتظر أن يصل وزير الخارجية المصري المؤقت الأحد إلى الجزائر في زيارة تستمر يوما واحدا.
وكان رئيس "حركة مجتمع السلم"، عبد الرزاق مقري، قد أعلن الأسبوع الماضي معارضة حركته للزيارة المرتقبة للوزير المصري.
وتساءل النائب البرلماني حمامادوش، في بيان مطول عشية الزيارة المرتقبة لفهمي الى الجزائر: "هل فقدت الجزائر بوصلتها ورشدها الدبلوماسي؟ وهل هو الحنين لزمن الانقلابات العسكرية والسطو على الإرادات الشعبية وإلغاء المسارات الانتخابية والاستحقاقات الديمقراطية؟".
وتساءل أيضا: "هل هي الجزائر التي تنسى سريعا نظام مبارك ودولته العميقة المسيطرة الآن على السلطة بالعنف والإرهاب وما تلذذت به من إهانتنا وإهانة رموزنا الوطنية والتاريخية وشهدائنا وثورتنا من أجل "مبادرة" تريد أن تجعلها بوابة توريث الحكم على حساب العلاقات التاريخية بين البلدين ثم يأتوننا الآن للاستنجاد بنا أمام قرار الاتحاد الإفريقي بعدم الاعتراف بالسلطة الانقلابية (سلطة الأمر الواقع)؟".
وقال حمامادوش: "لا مرحبا بمن يريد أن يلطخ تراب بلادنا المقدسة بدماء الشهداء، وقد تلوثت ديبلومسيته بدماء الأبرياء في "رابعة" و"النهضة" وكل ميادين مصر الشاهدة على الغدر والخيانة". وتساءل مستنكرا: ".. ألم تكفكم الرّعاية السّامية للصهاينة".
واعتبر ناصر حمامادوش ان الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة "لا ينقصه أن يسجل في تاريخه استقبال وزير الانقلابيين والاعتراف العملي بالدمويين بعد أن رفضهم العالم ولو ظاهريا ورسميا؟". وتابع: "هل هذا هو قدر الجزائر أن تكون قبلة العار بعدما كانت كعبة الأحرار؟ وهل يُعقل أن نجرح مشاعر الآلاف من الضحايا والآلاف من المعتدى على حريتهم وأموالها وأعراضهم من السلميين بالرغم من وحشية العسكريين المتعطشين للسلطة ولو على حساب القيم الإنسانية والديمقراطية؟".
وقال: "ألا يشهد العالم أن السلمية التي هي أقوى من الرصاص والتي يصر عليها عموم الشعب المصري لم تنحرف عن التعبير عن الرأي وعن الشرعية بطريقة ديمقراطية لينتصر الدّم على السيف في الأخير؟".
وأثار خبر زيارة فهمي إلى الجزائر، ردود فعل متباينة منذ البداية، لكن الإسلاميين عبروا عن رفضهم الشديد للزيارة، إلى درجة أن مقري "شكك" في "أيديولوجية" وزير الخارجية الجزائري رمطان لعمامرة الذي أكد أن نظيره المصري "مرحب به". وقال لعمامرة في مؤتمر صحفي السبت الماضي إن "الجزائر تعترف بالدول وليس بالحكومات والأنظمة"، وذلك ردا على معارضي الزيارة.
وعلل مقري رفض حركته زيارة نبيل فهمي بالقول: "إنه غير مرحب به في الجزائر لأنه وزير في حكومة غير شرعية، وهو لا يمثل الشعب المصري ولا يتشرف الشعب الجزائري باستقباله".
وانتقد حمامادوش وزير الخارجية الجزائري. وتساءل: "على من يضحك وزير خارجيتنا؟". وأضاف: "عندما يقول بأنه يعترف بالدول ولا يعترف بالحكومات والتنظيمات ثم يرحب بالتعاون مع الانقلابيين على حساب مصداقية الدولة الجزائرية؟ ما هو الثمن؟ ومن يبيع ويشتري في هذه المهزلة الدبلوماسية؟ أين هي ثوابت الدبلوماسية الجزائرية بعدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول وهي تستقبل وزير خارجية الانقلاب وتتورّطٌ في الوحل المصري والمستنقع النتن للمقامرين بمصر وبالمنطقة؟"
ويرى النائب ناصر حمامادوش أن "كل التصريحات الصهيونية كانت تقول: بالنسبة لنتنياهو إنّ إنجاح الانقلاب على مرسي أهم من إحباط البرنامج النّووي الإيراني"، وأن "نتنياهو أكثر النّاس سعادة على وجه الأرض بسقوط مرسي، لأن مرسي جرح كبرياءه خلال العدوان الأخير على غزّة سنة 2012م". وأضاف حمامادوش: "ألم يعتبر السفير الصهيوني في القاهرة أن السيسي بطلا قوميا لليهود والإسرائيليين؟".