قالت مصادر مطلعة في الجالية
المصرية في بريطانيا أن الشيخ
علي جمعة المفتي السابق لمصر ألغى زيارة كان من المفترض أن يقوم بها إلى
لندن، خوفا من الملاحقة القانونية، بسبب آرائه الداعمة للانقلاب والمؤيدة لقتل المتظاهرين في مصر.
وأضافت المصادر، في حديث خاص لـ "عربي 21"، أن الشيخ علي جمعة كان قد تلقى دعوة للمشاركة في مؤتمر ديني عالمي ينظمه "المركز الثقافي البريطاني" بالتعاون مع وزارة الخارجية، وكان من المفترض أن يحضر لإلقاء كلمة في المؤتمر قبل حوالي إسبوعين، ولكنه ألغى زيارته بعد أن نصحته جهات قانونية مصرية بإمكانية تعرضه للاعتقال بمجرد وصوله إلى لندن.
وكان حزب الحرية والعدالة قد كلف فريقا قانونيا دوليا بملاحقة شخصيات عسكرية وسياسية ودينية ومصرية في المحاكم البريطانية، بتهمة ارتكاب جرائم ضد المتظاهرين المعارضين للانقلاب أو التحريض على ارتكاب هذه الجرائم. وقد عقد
الفريق القانوني مؤتمرا صحفيا، قبل أسابيع، أكد فيه أن الملاحقة ستشمل كافة المسؤولين عن الجرائم سواء كانوا عسكريين أو سياسيين أو مدنيين، وسواء كانوا مشاركين مباشرة بالجرائم أو متورطين بالتحريض عليها.
ويذكر أن الشيخ علي جمعة كان قد ظهر في فيديو مسرب وهو يحرض قادة الجيش على قتل المعتصمين المعارضين للانقلاب، واصفا إياهم بأنهم "خوارج" يستحقون القتل، وأنهم غير جديرين بالهوية المصرية، على حد ما جاء في الفيديو المسرب، ولكن جمعة نفى أن يكون متظاهرو الإخوان هم المقصودين في كلامه.
ويسمح القانون البريطاني بملاحقة أي مسؤول دولي إذا أثبت أنه ارتكب جرائم حرب في أي مكان من العالم، تحت بند ما يسمى "الولاية الجنائية الدولية" في قانون العقوبات، وهي المادة التي استفاد منها محامون مؤيدون للقضية الفلسطينية سابقا لملاحقة عدد من القادة الإسرائيليين بتهمة ارتكاب جرائم حرب، واستطاعوا كذلك منع وزيرة الخارجية الإسرائيلية السابقة "تسيبي ليفني" وقائد عسكري سابق قبل سنوات من دخول بريطانيا خوفا من الاعتقال.