نشرت صفحات رافضة للإنقلاب على "فيس بوك" تهديدات صريحة لضباط
الشرطة بالملاحقة ورصد تحركات أبنائهم ونشر بياناتهم، والتهديد باستهداف بناتهم فى الجامعات والمدارس في حالة عدم التوقف عن
اعتقال النساء والإفراج عمن تم اعتقالهن.
ونشرت صفحات صورا للواء ناصر العبد مدير مباحث الإسكندرية مع أبنائه وعناوين مدارسهم، مع تهديدات بالاعتداء على أسرته في حال تواصل اعتقال المؤيدات للشرعية، مستشهدة بالآية القرآنية "وإِنعاقبتمفعاقبوا بمثلما عوقبتم به"، كما اخترق نشطاء الصفحة الشخصية لإبنة العبد واضعين عليها علامة "رابعة" وعبارة "لن نسامح ولن ننسى".
وكانت صفحات على فيس بوك قد نشرت مساء الأحد قائمة بضباط شاركوا فى غرفة عمليات فض اعتصامي رابعة والنهضة تشمل أسماء وأرقام هواتف وعناوين 22 ضابطًا من رتب مختلفة ودعت إلى ملاحقتهم ومعاقبتهم.
ويقول مراقبون: "إن مثل تلك الحملات تعني أن التحالف انتقل من مرحلة الدفاع إلى مرحلة الهجوم، وهو تطور نوعي أثبت نجاحه على ما يبدو في عدة حالات خلال اليومين الماضيين".
وتوقع المراقبون "أن تكون هذه الاستراتيجية الجديدة في التعامل مع قوات الأمن كفيلة بمنعهم من الاعتداء على النساء، ودفعهم لمراعاة قيم المجتمع
المصري".
ونقلت صحيفة المصري اليوم عن مصادر بوزارة الداخلية قولها "إن هذه الحملات تأتي في إطار بث الكراهية لجهاز الشرطة والتحريض عليه وعلى رجاله، مشيرا إلى أن الضباط معتادون على مثل تلك التهديدات".
دونه الرقاب
وقال مجدى قرقر، القيادى بالتحالف: "إن التجاوزات ضد بنات مصر لن يرضى بها أي مصري أصيل، مطالباً الدولة بالتوقف عن الحلول الأمنية واللجوء إلى حل سياسى لاحتواء الأزمة وحقن دماء المصريين".
فى السياق نفسه، أعلنت حركة "نساء ضد الانقلاب" عن تدشين حملة لرصد مرتكبي التجاوزات ضد النساء، تحت شعار "فضح"، وأمهلت "قيادات الانقلاب" 48 ساعة للافراج عن المعتقلات، وإلا ستنشر أسماءهم وتفاصيل الجرائم التى ارتكبوها.
وقالت الحركة، فى بيان أصدرته الثلاثاء: "على كل من يتعرض لحرائر مصر من الانقلابيين أن يتذكروا أن لهم زوجات وأطفالاً وأخوات، وأنهم بهذه الممارسات يدفعون الأهالي دفعاً نحو الدفاع عن أعراضهم"، وأعربت عن تقديرها لما سمته "التحرك الإيجابي لأهالي نساء سوهاج وأسيوطوبورسعيد وحلوان"الذين حرروا بناتهم بالقوة، مؤكدة أنه الإجراء الثوري الأفضل".
ودعا الدكتور جمال عبد الستار، الأستاذ بكلية الدعوة بجامعة الأزهر شباب الجامعات إلى منع أي محاولة للقبض على الطالبات، قائلا:" اعتقال الحرائر دونه الرقاب، ويجب أن نجعل الجبان يفكر مليون مرة قبل أن يمد يده إلى الحرائر، وأن يعرف أن الانتقام قد يكون منهأو من أهله".
واستنكر حزب الأصالة الاعتداء على طالبات الأزهر، واصفا إياه بالعمل الخسيس الآثم، الذي سيقابله تصعيد لا تتحمله الداخلية، محملا سلطات الانقلاب تبعات هذه الأعمال الإجرامية".
تحرير المعتقلات بالقوة
وكان التحالف الوطني لدعم الشرعية بالأسكندرية قد دعا مساء الثلاثاء لمحاصرة قسم شرطة محرم بك لتحرير أربع من نساء الإسكندرية الرافضات للانقلاب وثلاثة من أطفالهن الصغار تم اعتقالهم، مؤكدا أن أن العين بالعين والسن بالسن والبادئ أظلم، مستشهدا بالآية الكريمة "وَكَتَبْنَا عَلَيْهِمْ فِيهَا أَنَّ النَّفْسَ بِالنَّفْسِ وَالْعَيْنَ بِالْعَيْنِ وَالأَنفَ بِالأَنفِ وَالأُذُنَ بِالأُذُنِ وَالسِّنَّ بِالسِّنِّ وَالْجُرُوحَ قِصَاصٌ".
وشدد التحالف، في بيان له، على التزامه بالمنهج السلمي، إلا أنه حينما يصل التصعيد الأمني إلى استهداف النساء فإن هذا خط أحمر لا يقبل به حر، مشيرا إلى أن الله كلف المسلمين بالدفاع عن أعراضهم في مواجهة المجرمين.
وفي رد فعل سريع أطلقت الشرطة سراح السيدات الأربع وأطفالهن.
وفي قنا أصدر "تحالف دعم الشرعية"بيانا للتنديد بالقبض على متظاهرات داخل المحافظة، وحمل البيان تهديدا للضباط وأسر بالقصاص، مشيراً إلى أنه جمع بيانات وعناوين رجال الشرطة الذين اعتقلوا الفتيات.
وقال البيان إن "الحماقات المتتالية التى قامت بها الشرطة أسقطت الخطوط الحمراء المتعلقة بالتقاليد وا?عراف فى هذه المحافظة المعروف عنها الاعتزاز القبلي والعائلي".
وتابع " قام رجال مخلصون من أبناء قبائل قنا راعهم ما حدث من تجاوزات من التثبت من شخصية هؤلاء المجرمين الذين كانوا وراء خطف النساء، وحصر عناوين سكنهم وأماكن تردد ذويهم وأقربائهم وأبنائهم داخل قنا وخارجها، وسوف تكون هناك إجراءات قصاص عادل من هؤلاء، فليس أبناؤكم أكرم من أبنائنا وليست نساؤكم فى مأمن طالما نساؤنا تحت أيديكم وحينئذ لا تلوموا إلا أنفسكم، وحاولنا كثيرا أن نتجنب هذه الخطوة لكنكم من اخترتم طبيعة الحرب وأرض المعركة وفرضتم علينا ما كنا نكرهه".
واختتم البيان بقوله تعالى "لَا يُحِبُّ اللَّهُ الْجَهْرَبِالسُّوءِ مِنَ الْقَوْلِ إِلَّا مَنْ ظُلِمَ".
وفي أسيوط، نجح المئات من الأهالي في تحرير 14 متظاهرة من أيدي قوات الأمن مساء الاثنين، وأجبروا أفراد الشرطة على الهروب.
وفي بورسعيدأصدر التحالف الوطني لدعم الشرعية بيانا شديد اللهجة عقب اعتقال بعض الفتيات وحمل تهديدا واضحا لقوات الأمن.
وجاء في البيان " لكم مالنا من الزوجات والبنات والممتلكات، فإن تطاولتم تطاولنا، وإن راعيتم القيم والأخلاق والدين فى حرماتنا راعيناها فى حرماتكم... فانتهوا خيراً لكم ولبيوتكم ولأسركم".
وجاءت استجابة الداخلية سريعا للتهديد، حيث أطلقت سراح الفتيات فورا دون أي إجراءات تعسفية، كما هو معتاد في مثل هذه الحالات.
ميليشيات انتقامية
وبعدإعتقال 24 من الطالبات بالأزهر الأحد الماضي هدد اتحاد طلاب الجبهة السلفية بالجامعة بتنظيم ميليشيات للانتقام من الشرطة، مؤكدا استعدادهم للتضحيات مهما كانت حتى يتم الإفراج عن الطالبات المعتقلات، مع تأكيدهم على الالتزام بالسلمية في تحركاتهم.
وأصدرت طالبات كلية الدراسات الإسلامية بيانًا نددت فيه بصمت شيخ الأزهر أحمد الطيب حيال الانتهاكات الصارخة ضد الفتيات، مشيرين إلى أنه أصبح أداة من أدوات "الانقلاب".
وكانت طالبات الأزهر قد تعرضن خلال الأيام الماضية إلى عمليات سحل وتحرش واعتداء بالضرب أثناء القبض عليهن بعد تظاهرن للمطالبة بالإفراج عن زميلاتهن المعتقلات، كما أظهر مقطع فيديو أحد رجال الأمن يهدد طالبة بالاغتصاب.
واعتقلت قوات الأمن 15 طالبة داخل كلية الهندسة وأمرت النيابة بحبسهن على ذمة التحقيق بتهمة تعطيل الامتحانات والتعدي على قوات الشرطة.