تفاعل عدد من رواد مختلف مواقع التواصل الاجتماعي، خلال الساعات القليلة الماضية، مع الطبيب المصري،
محمد توفيق، بالقول؛ إنه أجرى 33 عملية مياه بيضاء بالعيون، في مستشفى
غزة الأوروبي، خلال 13 ساعة متواصلة من العمل، من رحلته الثانية إلى غزة.
وبشكل مُتسارع، انتشرت عدد من التغريدات والمنشورات، تنوّه بتمكّن استشاري جراحة الشبكية، من إعادة البصر لعشرات الفلسطينيين خلال عمله بمستشفى غزة الأوروبي الحكومي الموجود في جنوب قطاع غزة المحاصر.
وعن وصفه للعمل داخل غرفة العمليات في مستشفى غزة الأوروبي، أكد الطبيب المصري، خلال حديث صحفي: "بنبقى بنشتغل والضّرب شغّال حوالينا، لكن ربنا حامينا".
وأوضح: "قدرنا نعمل شغل كويس وأجريت 33 عملية جراحية في يوم واحد، ودا إنجاز كبير، كنا الرحلة الماضية بنجري من 9 لـ10 جراحات في اليوم، لكن أصبحنا نجري أكثر من 30 عملية في اليوم الواحد بينها جراحات صعبة ومعقدة".
عودة لأول رحلة
وصل الطبيب المصري، لأول مرة، إلى قطاع غزة، قبل 4 أشهر، بهدف المساعدة في علاج الأطفال؛ حيث أنجز ما قدّر بـ 155 عملية عيون، وذلك في 20 يوما فقط.
وفي حديث صحفي سابق، وصف محمد توفيق رحلته الأولى إلى غزة التي انطلقت فاتح آيار/ مايو الماضي برفقة 19 طبيبا آخرين، ضمن فريق من متطوعي فريق الطوارئ الطبي التابع لمنظمة الصحة العالمية، بـ"السهلة أو اليسيرة، إنما محفوفة بالمخاطر".
وقال توفيق: "مترددتش لحظة لما اتعرض عليّ أسافر لإنقاذ أهالي غزة، وتركت شغلي في القاهرة، والزقازيق وسافرت فورا، واستطعت والفريق الطبي إجراء أكثر من 150 جراحة في الفترة من أول لآخر مايو الماضي، ورجعنا لكن قلوبنا كانت هناك مع أهالي غزة، أحببناهم فبادلونا الحب والشكر".
وأضاف: "مكنتش قادر أنسى اللي شوفته هناك في غزة، حالات كثيرة تعاني من انفجار في العين، وبداخلها شظايا، وكمان الحالات بتعاني من انفصال شبكي ونزيف".
إظهار أخبار متعلقة
وأوضح: "كان قدامنا تحدّي كبير إننا نرجع للناس بصرها خاصة الأطفال، ركزنا كل جهودنا على كيفية إنقاذهم وخاصة اللي مكنش عندهم أمل في الشفاء، أعدنا ليهم الأمل بإعادة البصر مرة تانية، والناس مكنتش مصدقة إنها هترجع تشوف تاني لكن توفيق ربنا كان محالفنا".
أما عن أطفال غزة، فقال الطبيب المصري: "بيحبوا الحياة رغم الألم، أدوني دروس كبيرة في الصمود، وأنا لم أتوقف عن العيش والانخراط في ظروفهم، وأنا ربّنا ناداني ولبّيت النداء، قدرنا نعمل غرفة عمليات كاملة داخل قطاع غزة وكان دوري توفير الأجهزة والتواجد في القطاع في آخر مستشفى موجود في غزة، ورغم الاشتباكات في القرب من خان يونس لكننا صمدنا في وجه العدوان".
بين الرحلة الأولى والثانية.. تفاعل متسارع
كتب الصحفي الفلسطيني، أنس النجار، على حسابه بموقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك": "هذا الطبيب المصري الذي يجلس في زاوية الغرفة مرهقا متعبا اسمه محمد توفيق، خاطر بحياته وجاء على غزة رغم استحالة الأمر وخطورة الوضع، ليضمد جراح أهلها ويخفف عنها مصابها.".
وأضاف النجار: "التقطت له هذه الصورة وقت استراحة مُحارب، بعد أن استطاع إجراء 33 عملية جراحية في يوم واحد"، مردفا: "تحدث معي الطبيب عن عظمة هذا اليوم وفرحة الناس بعد عودة بصرهم".
وأوضح الصحفي الفلسطيني: "للمرة الثانية خلال الحرب يدخل إلى غزة ويقوم بإجراء العمليات، هناك نقف عاجزين أمام جهودك، ونرفع لك القبعات احتراما وتقديرا.. كل الفخر بك يا حبيب".
من جهته، كتب الداعية الفلسطيني، جهاد حلس، على حسابه بموقع التواصل الاجتماعي "إكس": "هذا الطبيب المصري الذي يجلس في زاوية الغرفة مرهقا متعبا اسمه محمد توفيق، لم يرق له أن يجلس كما البقية على التلفاز متفرجا، بل خاطر بحياته وجاء إلى غزة، رغم استحالة الأمر وخطورة الوضع، ليضمد جراح أهلها، ويخفف عنها مصابها!!".
وأضاف حلس، عبر تغريدته التي أرفقها بصورة للطبيب المصري: "صدق الله في نيته فصدقه الله وحقق له أمنيته، ودخل غزة يسابق الزمن، حتى استطاع أن يجري أكثر من ثلاثين عملية عيون في يوم واحد، وعلى نفس واحد، بلا راحة أو أدنى استراحة !!".
وختم الداعية الفلسطيني، تغريدته بالقول: "هؤلاء هم فخر العرب الحقيقيون الذين لهم منا كل حب وتقدير وامتنان!! نسأل الله أن يبارك فيه، ويعظم أجره، ويكثر في المسلمين أمثاله!!".