أثار حديث الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، عن أن أنقرة تتخذ خطوات في علاقاتها مع
مصر وسوريا، لتأسيس "محور تضامن" ضد ما أسماه "التهديد التوسعي المتزايد لإسرائيل"، العديد من التساؤلات.
ودعا الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، السبت الماضي، دول العالم الإسلامي إلى التحالف لمواجهة مطامع الاحتلال
الإسرائيلي التوسعية في المنطقة، مشددا على أن "الوقوف ضد إرهاب الدولة لإسرائيل واجب إسلامي".
وقال أردوغان إن "ما يحدث في غزة ليس حربا بين إسرائيل وفلسطين، بل صراع بين الصهيونية التوسعية والمسلمين المدافعين عن وطنهم".
وأضاف أن "إسرائيل لن تتوقف (في غزة)، بل ستحتل رام الله أيضا إن استمرت بهذا الشكل، وستضع مناطق أخرى نصب عينيها إلى أن يأتي الدور على دول أخرى في المنطقة مثل لبنان وسوريا"، بحسب وكالة "الأناضول".
وأشار إلى أن الاحتلال "سيطمع في أراضي وطننا بين (نهري) دجلة والفرات، ويعلن صراحة من خلال الخرائط التي يلتقطون الصور أمامها، أنهم لن يكتفوا بغزة".
وشدد أردوغان، على أن حركة المقاومة الإسلامية (حماس) "تقاوم باسم المسلمين، وتدافع ليس عن غزة فحسب، بل عن الأراضي الإسلامية وعن
تركيا أيضا".
واعتبر أن خطوات التقارب التي تتخذها بلاده مع كل من مصر وسوريا "تهدف إلى تأسيس محور تضامن ضد التهديد التوسعي المتزايد".
"زيارة السيسي"
اللافت أن تصريحات أردوغان جاءت بعد يومين من الزيارة الأولى لرئيس النظام المصري عبدالفتاح السيسي إلى تركيا، والتي شهدت توافقا على الملف الفلسطيني ورفضا لجرائم إسرائيل، وغيرها من الملفات.
حينها، كتب الرئيس أردوغان، عبر موقع "إكس": "نحن عازمون على تعزيز تواصلنا ومشاوراتنا مع مصر التي لدينا معها مواقف وأهداف متشابهة حول العديد من القضايا"، و"اتفقنا على بناء مشاورات مستمرة من أجل حل القضايا الإقليمية، لاسيما قضية غزة".
اظهار أخبار متعلقة
"دعوة الأشعل"
اللافت أن تصريح الرئيس التركي، يأتي أيضا بعد أيام من دعوة تبناها مساعد وزير الخارجية المصري الأسبق السفير عبدالله الأشعل، في تعليقه على زيارة السيسي، لتركيا الأربعاء الماضي، عبر موقع "عربي21"، بـ"تشكيل حلف (مصري تركي
إيراني)، بمواجهة إسرائيل وبمواجهة تطبيع الإمارات والسعودية مع الكيان المحتل".
وأعرب الأشعل عن أمنيته في أن "يكتمل حلف السيسي أردوغان بحضور إيراني للدول التاريخية بالمنطقة وهو يزعج إسرائيل ويوقف محور التطبيع العربي".
وقال: "أتمنى أن يقوم السيسي وأردوغان بعمل محور (إيران- تركيا- مصر)، وبالتالي يغلق الباب على السعودية ودول الخليج نحو التطبيع، ويلجأ إلى دول الحضارات والتاريخ في المنطقة للعمل سويا عبر الدول الإقليمية الكبيرة".
ويرى أنه "بالتالي يمكن للسيسي، بيع الوساطة لأمريكا بينها وبين إيران"، متوقعا أنه "لو أقدما على التفكير في هذا التوجه لعمل مثل هذا المحور على أن يكون لدى إسرائيل الكثير من المخاوف، وسيعطي السيسي، ما يريد".
وأكد أن "هذه خطوة أراها مهمة جدا، وفي البرنامج الرئاسي لي عام 2012، كان هذا المحور أحد نقاط برنامجي الرئاسي، ولو هناك أمل فسأقوم بتنفيذ هذا المحور".
"عربي21"، رصدت آراء عدد من الخبراء والكتاب والمحللين المصريين والأتراك والسوريين والخبراء بالشأن الإيراني، حول أهمية مقترحي أردوغان والأشعل، ومدى إمكانية تنفيذهما، والخطوات التي يمكن لهما أن يحققاهما.
واحتمالات أن تمتد تلك التحالفات إلى دول أخرى مثل العراق ولبنان أيضا، وكذلك موقف دول الخليج العربية المتوقع، وخاصة السعودية والإمارات.
اظهار أخبار متعلقة
"في إطار المقترح... وهناك معوقات"
وفي رؤية تركية، قال الباحث بالشأن التركي والعلاقات الدولية، طه عودة: "دون شك تصريحات الرئيس التركي تزامنت مع وجود تطورات على الساحة الفلسطينية وخاصة استمرار مجازر الإبادة الدموية التي ترتكبها قوات الاحتلال الإسرائيلي ضد الفلسطينيين في قطاع غزة".
عودة، في حديثه لـ"عربي21"، أضاف: "لكن اللافت أيضا أن تلك التصريحات صدرت عقب مقتل مواطنة تركية من قبل الاحتلال"، مشيرا إلى مقتل الناشطة الأمريكية عائشة نور إزجي إيجي (26 عاما)، برصاص الاحتلال خلال مظاهرة قرب نابلس بالضفة الغربية، الجمعة الماضي.
الكاتب والمحلل السياسي التركي، أشار أيضا إلى تزامن تصريحات أردوغان مع "حالة من التراشق بين تركيا والاحتلال الإسرائيلي خلال الفترة الأخيرة، وخاصة بعد خروج تصريحات شديدة اللهجة من قبل أنقرة ضد تل أبيب".
ويرى أن "كل هذه الأمور، تأتي في إطار الصراع السياسي بين تركيا وبين الاحتلال، وأيضا في إطار الصراع الأمني والاستخباراتي بينهما"، ملمحا إلى أنه "قبل يومين جرت على الساحة التركية حملة اعتقالات لداعمين للموساد في إسطنبول".
ولفت عودة، كذلك إلى أن "تصريحات الرئيس أردوغان تأتي بعد زيارة الرئيس المصري لأنقرة الأربعاء الماضي، وفي ظل ما تتعرض له مصر من رفض إسرائيلي لمغادرة محور فيلادلفيا الذي احتلته منذ أيار/ مايو الماضي، وأيضا العرقلة الإسرائيلية للجهود المصرية المتعلقة بالواسطة لإنهاء الحرب في غزة".
وخلص للقول إن "تركيا تريد القيام بدورها كدولة كبرى بالمنطقة، وكعضو في حلف (الناتو)، بأن تعيد الفكرة القديمة، وهي فكرة تشكيل محور يشمل تركيا ومصر ودولا عربية خليجية، خاصة في ظل الفكرة الإسرائيلية التوسعية على أراض متعددة غير فلسطينية والتي أكدتها تصريحات رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الأخيرة".
وأوضح أنه "حتى إن الرئيس أردوغان أكد قائلا إن ما يحدث في غزة ليس حربا بين دولة الاحتلال والفلسطينيين، ولكنه صراع بين الصهيونية التوسعية وبين المسلمين المدافعين عن الوطن".
ويعتقد عودة، أنه "لو تحدثنا عن التفعيل فإن هذا أمر من المبكر جدا الحديث عنه، خاصة أن العلاقات التركية مع الدول العربية وحتى مع
سوريا وليدة اللحظة، ونتحدث عن إعادة التطبيع مع هذه الدول".
وختم حديثه بالقول إن "هذا التصريح يأتي في إطار المقترح، ولكن أتصور أن آلية التنفيذ في الوقت الراهن ليست بالسهلة، ويمكن القول إنها صعبة في ظل وجود دعم أمريكي لامحدود لدولة الاحتلال الإسرائيلي".
اظهار أخبار متعلقة
"التحالف الثاني كاف"
من جانبه، قال الكاتب المصري والخبير في الشأن التركي سمير العركي: "في تقديري أن وصول العلاقات بين تركيا ومصر إلى مستوى التحالف لمواجهة الأخطار التي تهدد أمن وسلامة المنطقة وفي مقدمتها مواجهة المشروع الصهيوني، فهذا التحالف الثنائي سيكون كافيا لتأدية الغرض، لما تتمتع به الدولتان من إمكانيات ضخمة بشرية واقتصادية وعسكرية وخلافه".
وفي حديثه لـ"عربي21"، أضاف: "أما الحديث عن تحالف ثلاثي بضم إيران لهما فغير واقعي، لأن إيران خصم استراتيجي لكلا الدولتين في المنطقة، ويُعرف أن أي دولة منهما إذا تموضعت التموضع السليم في المنطقة فهذا كفيل بتحجيم التمدد الإيراني".
واستكمل توضيح رؤيته قائلا: "فما بالنا لو تحالفت الدولتان وألقتا بثقلهما في العراق وسوريا واليمن ولبنان لإصلاح الفوضى في تلك الدول بفعل السياسات الإيرانية؟".
وفي تقديره لاحتمالات رد فعل الخليج إزاء أي تحالف كهذا أو ذاك، يعتقد العركي، أن "رد الفعل سيكون مرحبا، وبعض دول الخليج مثل قطر ستدعمه بقوة"، وعن الامارات والسعودية، يرى أنه "طالما أن التحالف لن يمس بمصالح البلدين فليس ثمة مشاكل".
"تنسيق لا تحالف"
وفي رؤية مصرية، لا يعتقد، الباحث المصري محمد حامد، أن "يتم تحالف تركي مصري قد يضم إيران في مواجهة إسرائيل"، بل يتوقع أن "يكون هناك تنسيق مصري تركي منفرد، وتنسيق مصري إيراني منفرد".
وفي حديثه لـ"عربي21"، لفت مدير منتدى شرق المتوسط للدراسات السياسية والاستراتيجية إلى أن "زيارة الرئيس السيسي، لتركيا هذا الشهر، وعودة العلاقات مع أنقرة، أكبر دليل على أن قواعد اللعبة في إقليم الشرق الأوسط تغيرت على المستوى القصير أو حتى تأتي إدارة أمريكية جديدة لإرسال رسالة إلى إسرائيل وإيران".
وأوضح أن تلك الرسالة مفادها أن "هناك دولا ترفض سياسات الحرب وإشعال المنطقة وتهميش القضية الفلسطينية وحقوق الفلسطينيين، وأن مصر وتركيا ترغبان في استقرار الإقليم وتغليب لغة العقل على لغة الحرب وتحقيق الازدهار والرفاهية للشعوب، والتوقف عن إشعال الشرق الأوسط تارة بالربيع العربي وتارة بحروب لا نهاية لها".
اظهار أخبار متعلقة
"مطلب مهم.. ولكن"
وفي قراءته، قال الباحث المصري في الشأن الإيراني أسامة الهتيمي: "لنتفق أولا على أن أي تقارب بين دول الإقليم خاصة الدول ذات الثقل السياسي والاقتصادي والعمل على تخفيف حدة التوترات والخلافات القائمة بينها هو في حد ذاته مطلب مهم".
وفي حديثه لـ"عربي21"، أوضح أن "له مردوده الإيجابي على الأزمات المزمنة في المنطقة، ويقلل بطبيعة الحال من حجم استنزاف طاقات هذه الدول في نزاعات بينية، كان من نتائجها أن منحت الكيان الصهيوني المزيد من القدرة على تنفيذ سياساته الاستيطانية وانتهاكاته الحقوقية".
وأكد أنه "على الرغم من أن دعوة الرئيس التركي بشأن تشكيل تحالف يضم كلا من تركيا ومصر وسوريا ضد التهديد التوسعي المتزايد من جانب (إسرائيل) تأتي في إطار تحقيق هذا التقارب المنشود، إلا أنه لا يمكننا إلا النظر بتفاؤل حذر لهذه الدعوة لأسباب كثيرة".
وأوضح أنه "على مستوى العلاقات بين دول التحالف المقترح فإن حجم التناغم القائم بين الدول الثلاث تركيا ومصر وسوريا هو محل نظر، إذ يمكن أن نقول وبأريحية شديدة إن علاقتهم ما زالت تعيش حالة من التعافي ولم تصل إلى الشفاء التام".
ولفت إلى أنه "على سبيل المثال فإن الكثير من الملفات بين تركيا وسوريا عالقة حتى اللحظة وتحتاج إلى جهد دبلوماسي كبير من الطرفين للتعاطي معها وتجاوز الخلافات حولها".
وأشار إلى "ثمة تساؤل مهم يطرح نفسه؛ إزاء طبيعة الدور المنوط به هذا التحالف للقيام به إزاء التهديدات (الإسرائيلية)، وهل هو دور دبلوماسي أم دور عسكري أم كليهما معا؟".
ويرى أنه "إذا كان دوره سينحصر في التحركات أو الضغوطات الدبلوماسية فهذا في حد ذاته منهج لا يحظى برضا كل أطراف التحالف، وهو نفس ما ينطبق على أية أعمال عسكرية، وعليه فإنه حتى اللحظة يمكن أن نخلص إلا أن حالة من الضبابية تكتنف طبيعة هذا الدور".
وبين كذلك أنه "لا يمكن أن نغفل الحديث عن تصور كيف ستكون العلاقة بين التحالف الجديد وما يسمى بمحور المقاومة الذي تقوده إيران، والذي من المعلوم أن له أجندته الخاصة في إدارة الصراع مع الكيان الصهيوني، خاصة أن سوريا ستصبح بموجب التحالف الجديد عنصرا مشتركا بين كل من التحالف ومحور المقاومة".
في إطار ما سبق خلص الهتيمي، للقول إن "دعوة أردوغان يمكن أن تأتي في سياق محاولاته لممارسة الضغط على (إسرائيل)، وإشعارها بأن تداعيات ما يجري في الأرض المحتلة يمكن أن يكون سببا في إفراز تحركات معاكسة لأهدافها في المنطقة، الأمر الذي ربما يدفعها لمراجعة سلوكها".
"للاستهلاك المحلي"
في رؤية سورية، قال الإعلامي السوري الدكتور أحمد الهواس، لـ"عربي21": "بداية، لقاء الرئيس أردوغان بالرئيس السيسي، لم يأت بتنسيق حول قضايا استراتيجية بالمعنى الدقيق، والبلدان يعانيان من تدهور اقتصادي واضح، وربما هناك مشروعات اقتصادية يمكن أن تستثمر تركيا فيها وتستفيد منها".
وألمح إلى أن "السيسي قد جعل مصر أقرب إلى ما نقول (الكلأ المباح)، فهناك أراض تباع وقطاعات تابعة للدولة تباع وهكذا، وربما كان نصيب الأسد إلى الإمارات".
وأضاف: "ربما أن تركيا بما لديها من شركات وخبرة في التعامل مع الدول خارج منطقتها الجغرافية تفكر بطريقة أو بأخرى أن تستثمر في مصر، لاسيما أن هذا المشروع كان قائما إبان عام حكم الرئيس مرسي (2012- 2013) ولكنه توقف".
اظهار أخبار متعلقة
ويرى الهواس، أن "هذا التصفير للمشاكل هو لأجل حسابات اقتصادية، وموضوع أنه (أردوغان) يريد تصفير المشاكل مع مصر وسوريا ويكون ضد إسرائيل فهذا يعد بيعا للوهم".
وأوضح رؤيته تلك بالقول إن "الثورة السورية تم سحقها وإبادة الشعب السوري لصالح إسرائيل، والنظام العميل في سوريا عمل وما زال يعمل على تأمين حدود إسرائيل".
وأكد أنه "لذلك فإن ما رأيناه من قتال للثورة السورية بالسماح للإيرانيين والروس وغيرهم كله لمنع سقوط هذا النظام، وهذا ما قيل أمام الكونغرس الأمريكي عام 2017 من أن سقوط بشار الأسد كان محتوما عام 2015، وهذا يؤثر على أمن إسرائيل ولذلك سمحنا للروس بمقاتلة الثورة السورية".
وحول حديث الدكتور عبدالله الأشعل، عن تحالف تركي مصري إيراني، يرى الإعلامي السوري، أن "الأشعل معروف أنه إيراني الهوى، ورجل يرى أن إيران يمكن أن تحقق كثيرا من أحلام العرب في مواجهة إسرائيل، وهذه هي الخيالات التي يتحدث بها".
ويعتقد أن "الأشعل حتى عام 2009 أو 2010، كان ضد المد الإيراني، وكان يرفض الظهور في قنوات تحسب على طهران، لكنه فيما بعد تم استقطابه تحت مظلة ما يسمى المقاومة والممانعة ولذلك فالحديث الذي يتكلم به بأن يتوسع هذا الحلف ليضم إيران ومصر وتركيا في مواجهة إسرائيل أظنه ضربا من الخيال".
وأكد أنه "لا مصر في عداء مع إسرائيل، ولا النظام السوري في عداء مع إسرائيل، ولا تركيا القوة الثانية في حلف شمال الأطلسي في عداء مع إسرائيل، ولا إيران التي سحقت المنطقة لصالح إسرائيل في عداء مع إسرائيل".
ويرى أن "التصريحات الجارية هي للاستهلاك والشو الإعلامي أو ربما تتقهقر اقتصاديا وتواجه مشكلات اقتصادية فتحاول أن تصدر هذه الأزمات بتغليف موقفها الاستراتيجي من إسرائيل بالعداء، وما شابه، لكي ينسى الناس الهموم والمصائب التي هم عليها".
وختم حديثه بالقول: "فهم لا ينظرون إلى أن غزة تحاصرها مصر، ولا ينظرون إلى أن أكبر تجارة هي بين إسرائيل وتركيا، ولا ينظرون إلى أن إيران سحقت الشعب السوري لصالح إسرائيل".
"صدى صعب التنفيذ"
من جانبه، قال الكاتب الصحفي السوري أيهم الفارس: "تأتي دعوة أردوغان لحلف تركي مصري سوري لمواجهة إسرائيل في وقت تشهد فيه منطقة الشرق الأوسط تغييرات كبيرة على الصعيد الجيوسياسي".
وفي حديثه لـ"عربي21"، يعتقد أن "تصريحات أردوغان تحمل رسائل محلية للداخل التركي وأخرى إقليمية".
ويرى أن "أردوغان يريد إيصال رسالة للداخل التركي، أنه الشخص البراغماتي القادر على إدارة دفة البلاد وقيادتها، فهو قادر على تعزيز العلاقات التركية العربية مع أطراف شهدت تركيا معهم توترات وانتكاسات سياسية تبعت الربيع العربي".
اظهار أخبار متعلقة
ولفت الفارس، إلى أنه إقليميا فإن "أردوغان يعي تماما أن التوسع الإسرائيلي لن يقتصر على فرض السيطرة على قطاع غزة والضفة الغربية، بل إن عينه الثانية على لبنان والأردن، ومن هنا يأتي التوجه التركي لإيقاف هذا المد".
وأشار أيضا إلى أن "تصريحات أردوغان تأتي بعد يومين من زيارة أولى قام بها السيسي لتركيا بهدف تطبيع العلاقات ورفع مستوى التنسيق، وأعتقد أن هذه الزيارة ستكون نقطة محورية في نقل العلاقات التركية المصرية إلى مستوى جديد من التنسيق والعمل المشترك".
وفي ما يخص تطبيع العلاقات مع النظام السوري، فإن الفارس يعتقد أن "الأسد لا يعول عليه في المنطقة، فهناك أمثلة كبيرة على محاولة انتشال الأسد وإعادته للحظيرة الإقليمية والدولية، وهذا ما فشل الأسد في تنفيذه، بسبب سيطرة إيران وروسيا ومليشيات على القرار السوري".
في نهاية حديثه، يرى الصحفي السوري أن "تصريحات أردوغان هي مجرد صدى، ولن تجد طريقا للتنفيذ والنجاح، فهي بنظري مجرد تصريحات تسويقية ولن يكون لها أي أثر على ما يدور حاليا في المنطقة".