مازالت تداعيات الأداء السيئ للرئيس
الأمريكي جو
بايدن في مناظرته مع الرئيس السابق دونالد
ترامب، تجد صداها في وسائل
الإعلام المختلفة، ومنها وسائل الإعلام العبرية.
رون بن يشاي الخبير العسكري في صحيفة
"
يديعوت أحرونوت"، قدر أن "جميع الأطراف الفاعلة في العالم، من روسيا
وأوكرانيا إلى "إسرائيل" والسعودية وإيران، سيتصرفون من الآن فصاعدا وفقا
لافتراض فوز ترامب في الانتخابات الرئاسية المقبلة، بعد أن استطاع رئيس الوزراء بنيامين
نتنياهو تحدي الرئيس الحالي وإدارته بشكل مباشر".
وأضاف في مقال ترجمته "عربي21"، أن "هناك في "إسرائيل" من يفركون أيديهم بالفعل فرحا، ويتطلعون لانتخاب
ترامب رئيسا، معتقدين أنه إذا أصبح رئيسا للولايات المتحدة، فإن كل مشاكل التسلح، وما
تفرضه إدارة بايدن على "إسرائيل" سيختفي، وكأنها لم تكن، رغم أن علينا أن
نتذكر أن "معدة" ترامب مليئة من نتنياهو، وموقفه من حرب غزة كان متناقضا،
في البداية أيّدها، ثم قال؛ إن على "إسرائيل" أن تنهيها، والآن يؤيد مرة أخرى
استمرارها وتدمير حماس، ولذلك، فإن المشكلة الإسرائيلية الكبرى مع ترامب هو السؤال
عن موقفه في صباح اليوم التالي، والقرار الذي سيتخذه قبل شرب قهوته".
إظهار أخبار متعلقة
وأشار إلى أنه "من الواضح تماما أنه
سيكون بجانب ترامب في البيت الأبيض أصدقاء للاحتلال بقيادة صهره جاريد كوشنر، صديقها
الواضح، ومهندس تطبيع العلاقات مع الإمارات والبحرين، أما فيما يتعلق بجبهات القتال
التي يخوضها
الاحتلال، فإن ترامب سيكون الرئيس المقبل للولايات المتحدة، ذا التأثير في
الاتجاه الذي نريده، ويتوقع أن تخشى الدول الوسيطة، خاصة قطر، من الضغوط التي سيمارسها
عليهم، مع خطوات عقابية من جانبه، إذا لم يلتزموا بمطالبه".
وأوضح أنه "يتوقع أن تضغط قطر على
قيادة حماس لديها للعودة لصفقة التبادل، على عدة مراحل أو في مرحلة واحدة، والوصول
لحالة إنهاء الحرب قبل وصول ترامب للبيت الأبيض، وفي المقابل، فإن نتائج
مناظرة بايدن-ترامب
تعد أخبارا سيئة من وجهة نظر الفلسطينيين في غزة، والآمال التي عقدوها في إجبار الولايات
المتحدة الاحتلال على وقف الحرب تعرضت لضربة قوية، بالتزامن مع تعزيز قوة الأحزاب
اليمينية في البرلمان الأوروبي".
وخلص إلى القول بأن "نتائج المناظرة
قد تكون تحسين فرص التوصل لصفقة تبادل أسرى؛ لأن الحرب في غزة ستستمر على نطاق صغير
النار حتى نهاية 2024 وما بعده، والجيش جاهز لمثل هذا السيناريو، والاستعدادات جارية
للترويج له، وحده الاتفاق على إطلاق سراح المختطفين قد يوقف حرب الاستنزاف التي ستكون
متفاوتة الشدة، مع العلم أن بايدن صديق حقيقي للاحتلال، ويكاد يكون صهيونيّا، لكن ترامب
صديق مشروط له، وغير متوازن، ولا يمكن التنبؤ به".
آنا براسكي مراسلة صحيفة "
معاريف"
للشؤون السياسية، تناولت زاوية أخرى في المناظرة الرئاسية، معتبرة أن "الفشل المدوي
لبايدن في مواجهة ترامب يجب أن يقلق المستوى السياسي في تل أبيب؛ لأن العلاقات الخارجية
الأمريكية ستتم إدارتها بشكل أكبر من قبل وزير الخارجية أنتوني بلينكن، وبدرجة أقل
من قبل الرئيس نفسه؛ لأننا أمام رئيس سيكون ضعيفا حتى الانتخابات، غارقا في متاعبه،
ومحاولاته لإثبات أنه قادر على الاستمرار، وهذه ليست صورة جيدة بالنسبة للإسرائيليين".
وأضافت في تقرير ترجمته "عربي21"، أنه "يحتمل جدّا في ضوء الوضع الذي نشأ، أن تتدهور العلاقات الخارجية للولايات
المتحدة، بما في ذلك العلاقات مع "إسرائيل"، حيث سيتم إدارتها بشكل أكبر
من قبل موظفي مجلس الأمن القومي ووزير الخارجية بلينكن ورجاله، وأقل من ذلك من قبل
الرئيس نفسه".
وختمت بالقول؛ إنه "صحيح أن بلينكن
نفسه متعاطف للغاية مع الاحتلال، حتى لو لم تكن الحكومة الحالية، لكن عقلية الموظفين
الشباب في وزارة الخارجية مختلفة، وليست في صالحنا، بحسب بعض التقديرات التي سمعناها
في تل أبيب بعد المناظرة الرئاسية، ولو أن الاحتلال تحرك بحكمة بين بلينكن والمؤسسة
الأمنية الأمريكية التي تقيم علاقات قوية مع نظيراتها الإسرائيلية، فقد كان يمكن للاحتلال
اليوم أن يكون أكثر هدوءا".
إظهار أخبار متعلقة
ليس سرّا أن مناظرة بايدن-ترامب تزيد إغراء
نتنياهو بمحاولة مساعدة حملة الأخير الانتخابية، وقد بدأ ذلك بالفعل في مقطع الفيديو
الخاص بالأسلحة الذي نشره في وقت سابق، ومن الواضح أنه ليس لديه ما يخسره، فإدارة بايدن
تحتقره علنا، وفرصته في التصالح مع ترامب أعلى من فرصته في إجراء محادثات بناءة وعلاقات
جيدة معها، كما يخشى الحزب الديمقراطي الآن أكثر من خطاب نتنياهو المتوقع أمام الكونغرس
نهاية الشهر، وقد يكون مؤيدا لترامب بشكل علني وصارخ، مما يعني أن نتنياهو يفضل انتظار
فوز ترامب في الانتخابات من أجل إنهاء المهمة في غزة دون قيود على التسليح، ودون قيود
إنسانية، كما هو الحال في عهد بايدن.