نشرت صحيفة "الغارديان" البريطانية مقالا للكاتب آرتشي بلاند، حمل عنوان "الحياة تُستنزف في
غزة بسرعة مرعبة"، أشار فيه إلى ضرورة وقف إطلاق النار في ظل تفشي المجاعة وتفاقم الكارثة الإنسانية في القطاع المحاصر.
وقال الكاتب، إن "مقتل العديد من المدنيين الذين كانوا يبحثون بشدة عن المساعدة زاد من الضغوط الدولية من أجل التوصل إلى اتفاق، وبالأمس دعت نائبة الرئيس الأمريكي، كامالا هاريس، إلى وقف فوري لإطلاق النار لمدة ستة أسابيع، قائلة إن "الناس في غزة يتضورون جوعا.. وعلى الحكومة الإسرائيلية أن تفعل المزيد لزيادة تدفق المساعدات".
وأضاف أن "من بين الأسباب الأكثر إلحاحا لوقف إطلاق النار، هو تسهيل إيصال المزيد من المساعدات للمدنيين في غزة، إذ أبقت إسرائيل على قيود مشددة على الإمدادات، وبالتالي انخفضت حركة الشاحنات بشكل كبير في الأسابيع الأخيرة إلى 98 شاحنة يومياً في شهر فبراير/شباط، أي بنسبة تراجع بلغت 50 في المئة عن شهر يناير/كانون الثاني، بحسب الأونروا" ومشيراً إلى أنه "حتى دفعات شهر يناير، كانت أقل بكثير من الهدف وهو 500 شاحنة".
ونقل الكاتب عن راميش راجاسينغام، المدير المنسق لمكتب الشؤون الإنسانية التابع للأمم المتحدة، قوله إن واحدا من كل أربعة أشخاص في غزة "على بعد خطوة واحدة" من المجاعة.
وأشار إلى تصريح رئيس المجلس النرويجي للاجئين، جان إيغلاند، الذي أشار فيه إلى أنه يعتقد أن هناك بالفعل مجاعة في الشمال، بينما قالت وزارة الصحة في غزة أمس إن 15 طفلا على الأقل توفوا بسبب سوء التغذية والجفاف في مستشفى كمال عدوان خلال الأيام القليلة الماضية.
ووفقا للكاتب، فإن هذا الوضع دفع الولايات المتحدة "إلى تنظيم إنزال جوي للإمدادات فوق مناطق جنوب غرب غزة، لكن ما تم إنزاله يعتبر جزءاً قليلاً مقارنة بعدد سكان غزة البالغ عددهم 2.2 مليون نسمة".
اظهار أخبار متعلقة
ولفت الكاتب إلى أن توفير الحد الأدنى من المساعدات التي يعتقد أنها ضرورية يتطلب "500 رحلة جوية يوميا"، مشيرا أن "عمليات الإنزال الجوي تكلف خمسة أضعاف، ولا تصل عادة إلى الأشخاص الذين هم في أمس الحاجة إليها".
وقال الكاتب إن موظفي الإغاثة يرون أن "الوسيلة الوحيدة الجادة لتخفيف معاناة
الفلسطينيين في غزة هي أن تفتح إسرائيل معابر المساعدات، وتسمح للإمدادات بعبور الحدود من مصر ومن إسرائيل نفسها، وهذا ما يفسر رغبة موظفي الإغاثة بشدة في رؤية وقف لإطلاق النار".
واختتم مقاله بشهادة مارتن غريفيث، منسق الشؤون الإنسانية بالأمم المتحدة، التي قال فيها إنه "مع تجاوز عدد القتلى في غزة 30 ألف شخص"، فإن: الحياة تُستنزف من غزة بسرعة مرعبة".